علمت "المصريون" أن المطالب بتدوير منصب الأمين العام لجامعة الدولة العربية قد تم التراجع عنها من قبل الدول التي كانت تنادي بذلك وعلى رأسها الجزائر، فيما يعني أنه قد بات محسومًا أن "مصريًا" هو الذي سيؤول إليه المنصب، خلفًا للأمين العام المنتهية ولايته عمرو موسى. وتلقت مصر تطمينات من الدول الأعضاء خلال الأيام الماضية تؤكد فيها عدم خروج المنصب عن مصر دولة المقر ولن تكون هناك مطالبة بتدويره خلال القمة العربية المقبلة، بما فيها الجزائر التي وجهت رسائل عدة للدبلوماسية المصرية بدعمها لترشيح أي شخصية مصرية تحظى بالتوافق والدعم من قبل أغلبية الدول العربية. ويحظى الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى سابقًا وهو المرشح المرجح لمنصب الأمين العام بتأييد عربي لتوليه المنصب، ولا توجد اعتراضات عليه، في ظل علاقته المتميزة بأغلب الدول العربية، وتاريخه كمثقف قومي يدافع طويلاً عن تطوير العلاقات العربية العربية. مع ذلك، أكدت مصادر دبلوماسية ل "المصريون"، أن الدبلوماسية المصرية لن تحسم خيارتها حول هوية المرشح لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، وأنه من الرجح أن يتولى وزير الخارجية القادم في حكومة تسير الأعمال برئاسة الدكتور عصام شرف، وهو السفير نبيل العربي. لكنها أشارت إلى أن الفقي لا يزال يحظى بأفضلية لشغل هذا المنصب حتى الآن. وكان اسم الفقي قد برز في العام الماضي في بورصة المرشحين المحتملين لخلافة عمرو موسى بعد انتهاء ولايته في مارس الجاري، بسبب ما يحظى به من خبرات كبيرة في مضمار العمل الدبلوماسي، ومواقفه العروبية التي تجعله مؤهلاً أكثر من غيره لتولي أعباء هذه الوظيفة الثقيلةز لكنه رأى آنذاك أن هذا الترشيح لا يخرج من وجهة نظره عن إطار التكهنات النظرية التي يرفض الإفراط في التفاؤل بإمكانية تحقيقها عمليًا، لأن "النظام لو كان يريد، كان وضعني في منصب يؤهلني لذلك"، حسب قوله.