أجرى الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي مباحثات في مصر أمس التي وصلها بشكل مفاجئ في زيارة غير معلنة، قادما من دمشق بعد أن التقى الرئيس السوري بشار الأسد. والتقى الفيصل خلال الزيارة التي استغرقت عدة ساعات وزير الخارجية أحمد أبو الغيط للتباحث حول جدول أعمال القمة العربية المقبلة في مدينة سرت الليبية، حيث تناول خاصة تفعيل مبدأ المصالحة العربية في القمة. وعرض الفيصل على أبو الغيط نتائج لقاءاته في سوريا حيث استقبله الرئيس بشار الأسد حول عديد من الملفات في مقدمتها القضية الفلسطينية والتطورات الأخيرة بالقدس، إضافة إلى قضية المصالحة، حيث حمل مواقف اعتبرها تعكس سعي سوريا للتقارب مع مصر، لاسيما بعد المواقف المتعنتة من جانب الحكومة الإسرائيلية تجاه القدس والأقصى وعرقلتها المفاوضات غبر المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ورجحت مصادر دبلوماسية أن تكون مفاوضات الفيصل أبو الغيط تطرقت لسعي بعض الدول العربية لطرح ملف تدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية على قمة سرت القادمة، خصوصا وأن القاهرة تعول كثيرًا على دعم السعودية ودول الخليج العربي لإحباط تحركات بعض الدول وفي مقدمتها الجزائر لاستصدار قرار بتدوير المنصب وهو ما يواجه برفض مصري بات. وتسعى القاهرة والرياض لتبني قمة سرت العربية لموقف قوي فيما يخص الإجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس والمسجد الأقصى لاسيما بعد خروج تسريبات من تل أبيب بعزمها المضي قدما في محو القدسالشرقية من الوجود ودمجها بشكل تام في القدسالغربية وهو أمر قد يشعل غضب الرأي العام العربي ويزعج الأنظمة بشدة. وقال السفير حسين عيسى مساعد وزير الخارجية السابق ل "المصريون" إن هناك جهودًا حثيثة تبذلها القاهرة والرياض لضمان نجاح قمة سرت العربية حيث تسعى العاصمتان العربيتان لتطويق أي خلافات وهو ما حاولت زيارة الفيصل لدمشقوالقاهرة تحقيقه. وأكد أن القمة القادمة مطالبة باتخاذ قرارات على قدر الأحداث الحسام التي تمر بها الأمة العربية والتصدي لمحاولات إسرائيل الحثيثة لتصفية القضية الفلسطينية وابتلاع القدس والأقصى.