خيمت أجواء العنف على النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية التي أعلنت أمس في العديد من الدوائر الاننخابية بعد أن لقي شخصان مصرعهما وأصيب العشرات في مشاجرات بين أنصار المرشحين وخلال اشتباكات مع قوات الشرطة احتجاجًا على نتائج الانتخابات التي شهدت– بحسب مراقبين تجاوزات وانتهاكات على نطاق واسع خلال عملية التصويت. ففي دائرة مشتول السوق التابعة لمحافظة الشرقية، لقي شخصان مصرعهما وأصيب بضعة أشخاص آخرين في واقعة إطلاق نار خلال مشاجرة بين أنصار مرشح الحزب "الوطني" وأنصار مرشح منافس. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصدر مسئول بوزارة الداخلية، إنه أثناء مرور بعض مؤيدى مرشح الحزب "الوطني"، تجمع بعض أهالي المدينة المؤيدين لأحد المرشحين المنافسين، وحاولوا اعتراض سيارة قيادة حامد سيد صالح كانت متجهة إلى مدينة مشتول السوق، فاندفع قائدها وسط المتجمعين، مما أدى إلى إصابة محمد نور رشاد خليل بإصابات مختلفة. وقال ان المتجمعين تمكنوا من استيقاف السيارة، وعلى إثر ذلك قام قائدها بإطلاق أعيرة نارية من طبنجة بحوزته، وأسفر ذلك عن وفاة كل من: المدعو محمود محمد عبده عليوه, وحمدي محمد فرج حسين، وإصابة كل من أحمد السيد محمود، ومحمد إبراهيم سعدون بطلقات نارية، كما أصيب قائد السيارة وبعض مرافقيه بعد أن تعدى المتجمعون عليهم. وأضاف المصدر، إنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية وضبط المتهمين والسلاح الناري وأخطرت النيابة العامة. وفي دائرة قطور محافظة الغربية، ذكر صرح مصدر مسئول بوزارة الداخلية أن عددا من أنصارالمرشح المستقل حمادة القفط وعقب إعلان النتيجة باللجنة الفرعية والمقرر الإعادة لها لمرشح الحزب الوطني حسن زلط قاموا بالتوجه لصيدلية ملك المرشح الآخر للحزب فئات الدكتور سيد عطية، الكائنة بشارع الجيش وقاموا بإشعال النيران بها، ثم توجهوا إلى مقرالحزب بذات الشارع وألقوا كرات مشتعلة من النيران، اعتراضا على ترشيحات الحزب للانتخابات. وقال المصدر ان قوات الأمن تمكنت من السيطرة على الموقف، وأسفر ذلك عن إصابة نقيب من الأمن المركزى وثلاثة مجندين نتيجة إلقاء المشاركين الحجارة على القوات. يشار إلى أن القفط كان أمين عام الحزب السابق بدائرة قطور. ونقلت وكالة "رويترز" عن شاهد إن الشرطة استخدمت القنابلالمسيلة للدموع ضد أنصار المرشح (القطط) الذين رشقوها بالحجارة بعد أن أحرقوا واجهة صيدلية وحطموا واجهة صيدلية أخرى يملكهما مرشح منافس خاسر من الحزب "الوطني" كما حطموا سيارة يملكها. وأوضح شاهد العيان أن أنصار القطط حطموا واجهات عدد من المتاجر وأربع سيارات وقطعوا طريقا يمر بالمدينة وأوقفوا القطارات المارة بالمدينة أيضا. وفي مدينة كوم أمبو بمحافظة أسوان، ذكرت وكالة "رويترز" نقلاً عن شاهد عيان إن اشتباكات وقعت بين الشرطة وأنصار المرشح الخاسر في الانتخابات محمد العمدة وأن العشرات أصيبوا بجروح أو اختناق. وقال الشاهد في اتصال هاتفي "بمجرد خروج العمدة من لجنة الفرز وإعلان أنه خسر مقعده في مجلس الشعب ألقى مئات من أنصاره الحجارة على قوات الشرطة"، وأضاف أن الشرطة أوسعت بعض المحتجين على النتيجة ضربا بالعصي والأيدي وأطلقت على آخرين قنابل الغاز المسيل للدموع. ودارت الاشتباكات أمام مدرسة أم المؤمنين الابتدائية التي جرى فيها فرز الأصوات ومركز شرطة مدينة كوم امبو المجاور لها. وإثر ذلك قطع المحتجون طريق القاهرةأسوان الزراعي الذي يمر بالمدينة مستخدمين إطارات السيارات المشتعلة ومزقوا صورة للرئيس حسني مبارك وأشعلوا فيها النار على الطريق، كما نقلت الوكالة عن شاهد العيان. وقال الشاهد ان أنصار العمدة مرشح حزب "الوفد" والنائب السابق عن الدائرة يعتقدون أن الانتخابات زورت لمصلحة منافسه مرشح الحزب "الوطني". وصرح العمدة ل "رويترز" أن عودة الهدوء إلى كوم أمبو تتطلب الافراج عن سبعة من أنصاره ألقت الشرطة القبض عليهم، وأضاف "شباب قبيلتي مستاءون من تزوير الانتخابات.. الاعتداءات المتبادلة (بين أنصاري والشرطة) غير مخطط لها نهائيا". غير أن ضابط شرطة كبير نفى للوكالة أن تكون الشرطة هي التي بدأت بالتشاجر مع أنصار العمدة، وقال "إحنا ما بدأناش. هم الذين بدأوا وكان لا بد من الرد عليهم". وفي مدينة القوصية بأسيوط، نظم ألوف من أنصار المرشح الإخواني محمود حلمي مسيرة في أكبر شوارع المدينة بعد إعلان خوضه جولة الإعادة، وقد ألقت الشرطة عليهم القنابلالمسيلة للدموع لكنهم اشتبكوا مع الجنود ودفعوهم إلى الوراء مستخدمين الحجارة قبل أن يفضوا المسيرة التي شارك فيها المرشح واقفا في صندوق شاحنة صغيرة ومرددا الهتافات. وأضاف مندوب ل "رويترز"، أن المتظاهرين هتفوا "الاسلام هو الحل.. شرع الله عز وجل" و"لا للتزوير.. لا لتغيير ارادة الناس". وفي مدينة الفكرية بمحافظة المنيا أطلقت الشرطة أعيرة نارية في الهواء وقنابل غاز مسيل للدموع لتفريق أنصار عدة مرشحين خارج لجنة الفرز. وقال شاهد ان المدينة التي شهدت في وقت سابق القاء الحجارة على لجنة الفرز تحولت الى ثكنة عسكرية. وفي مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ في دلتا النيل قالت مصادر أمنية وشهود عيان الاثنين ان قنبلة حارقة ألقيت على خيمة لفرز الاصوات في المدينة ليل الاحد مما أدى لاحتراق أغلب صناديق الاقتراع وتلا ذلك اشتباك بين محتجين على النتائج والشرطة. وألقت قوات مكافحة الشغب الأحد قنابل الغاز المسيل للدموع على أنصار المرشح حمدين صباحي في مدينة بلطيم إحدى مدن المحافظة خلال قيامهم بتحطيم نحو خمسة عشر صندوق اقتراع في لجنتين انتخابيتين قائلين إن الانتخابات زورت لمصلحة مرشح الحزب "الوطني" الحاكم. وقال مصدر أمني الاثنين إن الشرطة ألقت القبض على 20 من أنصار صباحي الذي يشغل مقعد الدائرة بمجلس الشعب المنتهية مدته. وكانت منظمات حقوقية رصدت المنظمات سقوط سته قتلى في الجولة الأولى من الانتخابات في محافظات القاهرة والمنوفية وشمال سيناءوقنا وأسيوط، ورصدت العديد من الانتهاكات والتجاوزات لسير العملية الانتخابية تمثلت معظمها في استخدام العنف والقوة، ووجود أسماء متوفين ضمن كشوف الناخبين والنقل الجماعي للناخبين، وكثرة الرشاوي الانتخابية التي زادت قيمتها حتى وصل سعر الصوت الانتخابي في بعض دوائر المحافظات إلى 400 جنيه. وصنفت المنظمات المراقبة محافظة السويس في صدارة المحافظات التي شهدت أعمال العنف الانتخابي، وأكدت وجود أخطاء في الكشوف الانتخابية وتسويد للبطاقات الانتخابية، واستخدام قوات الأمن القنابلالمسيلة للدموع ووقف أعمال التصويت باللجان نتيجة أعمال العنف المفرطة بمحافظات القليوبية والفيوم وأسيوط والأقصر والدقهليةوكفر الشيخوالسويس. وتحدث التحالف المصري لمراقبة الانتخابات- الذي يضم حوالي 123 منظمة وجمعية حقوقية وتنموية موزعين في 26 محافظة- عن عدد من المخالفات والتجاوزات الانتخابية أبرزها استخدام العنف والقوة. ورصد مراقبو التحالف باللجان من 1 : 16 بمدرسة معهد فتيات سمنود بمحافظة الغربية إطلاق القنابلالمسيلة للدموع من قبل الأمن، ومنع الناخبين من الدخول إلى مراكز الاقتراع، وذلك لوجود إطلاق ناري من مجهول داخل المجمع الانتخابي ولم ينجم عنه أي إصابات، كما رصد المراقبون بمدرسة حدائق حلوان بدائرة المعادي عملية نقل جماعي لعمال مصنع 909 إنتاج حربى للتصويت لصالح مرشح الحزب "الوطني". ورصد "مراقبون بلا حدود" لمؤسسة "عالم جديد للتنمية وحقوق الانسان قلة عدد الناخبين أمام اللجان خلال الساعتين الأخيرتين من عملية التصويت وانصرافهم لصعوبة دخولهم اللجان بسبب القيود الأمنية والمشاحنات والمشاجرات بين أنصار مرشح "الوطني" وباقي المرشحين، واستخدام قوات الأمن القنابلالمسيلة للدموع. وشهدت العملية الانتخابية وقف التصويت باللجان نتيجة أعمال العنف المفرطة بمحافظات القليوبية والفيوم وأسيوط والأقصر والدقهليةوكفر الشيخوالسويس التي تأتي في المرتبة الاولي في الظواهر الانتخابية يوم التصويت والتي أدت إلى منع الناخبين من دخول اللجان. كما رصد الائتلاف كثرة الرشاوي الانتخابية التي وصل فيها سعر الصوت الانتخابي في بعض دوائر المحافظات إلى 400 جنيه بالإسكندرية والبحر الأحمر وأسوان وشمال سيناء وجنوب سيناءوالغربيةوالقاهرةوالدقهلية. ورصد قيام سيارات ميكروباص تابعة للمرشحين بنقل الناخبين بين اللجان للتصويت الجماعي ومرور سيارات محملة بالبلطجية علي اللجان الانتخابية لتخويف الأعداد القليلة الموجودين أمامها في الفترة الأخيرة من يوم التصويت. ورصد الائتلاف ارتفاع نسبة الانتهاكات والمخالفات الانتخابية في محافظات الدقهليةوكفر الشيخوالشرقية والبحيرة وحلوان التي جاءت في المرتبة الأولى تليها محافظات الجيزةوالقاهرة و6 أكتوبر في المرتبة الثانية، بينما جاءت المخالفات في محافظات قنا والفيوم ودمياط والسويسوأسوان في المرتبة الثالثة. كما رصد مراقبو "الجمعية المصرية الدعم التطور الديمقراطي" المتواجدون أمام اللجان ويحملون تصريح اللجنة العليا للانتخابات، العديد من الانتهاكات والتجاوزات التي شابت الساعات الأولى من عملية التصويت، منها القبض علي مراقبي الجمعية وضربهم واحتجازهم، وحدوث اعمال عنف. وتلقت غرفة العمليات بائتلاف "صاحبة الجلالة" شكوى من الناخبين في دائرة مدينة نصر ومصر الجديدة تفيد بأنهم لم يجدوا أسماءهم في كشوف الاقتراع رغم إدلائهم بأصواتهم في عام 2005، ويأتي ذلك على خلفية حصول العضو السابق عن الدائرة في البرلمان ثريا لبنه على حكم قضائي بحذف 35 ألف اسم من كشوف الناخبين وهي الأسماء المكررة والمقيدين بحكم عملهم في بعض الشركات المملوكة لمنافسين بالمنطقة. ورصد الائتلاف أحداث عنف متصاعدة في الغربية بين أنصار مرشحي "الوطني" وأنصار مرشح "الإخوان المسلمين"، وأشار المراقبون إلى إطلاق نار واشتباكات بلجنة كفر الشعبانية بدائرة سمنود ، وأحداث عنف في دائرة نبروة بالمنصورة بين المرشح المستقل على مقعد الفئات محيي البكري، ورفعت البسيوني المرشح فلاح، حيث ترددت أنباء عن طعن المرشح الأول للثاني بسكين ويرقد المصاب في المستشفى، وفي بيلا بكفر الشيخ تم إطلاق النار على شقيق المرشح المستقل هيثم الجندي.