تعاون شبابي عربي لتعزيز الديمقراطية برعاية "المصري الديمقراطي"    بعد تدخل المحافظ، "ترانس جاس" تكشف حقيقة تسرب الغاز بكفر الشيخ    هند رجب تطارد جيش الاحتلال، بيرو تفتح تحقيقا رسميا ضد جندي إسرائيلي ارتكب جرائم حرب في غزة    استشهاد 75 بغزة منذ فجر الجمعة جراء القصف الإسرائيلي    هزة أرضية بقوة 3 ريختر تضرب جزيرة كريت في اليونان    اليونيسف: إنشاء كيانات جديدة لإغاثة غزة إهدار للموارد والوقت    "تاس": طائرة تقل 270 جندياً روسياً أُعيدوا من الأسر الأوكراني هبطت فى موسكو    «مش شبه الأهلي».. رئيس وادي دجلة يكشف رأيه في إمام عاشور    تفحم سيارة في حريق نشب داخل ورشة بحلوان    شديد الحرارة.. الأرصاد تحذر من طقس اليوم    محمد رمضان يعلن خوضه موسم دراما رمضان 2026 ويوجه رسالة إلى جمهوره    نجاح مركز طب وجراحة العيون بكفر الشيخ في إجراء جراحة دقيقة لزراعة طبقية قرنية    رابط نتيجة الصف الأول الثانوي الأزهري الترم الثاني 2025.. رابط مباشر وخطوات الاستعلام    العناية الإلهية تُنقذ مستشار من حادث سير مروع بقنا    رابط نتيجة الصف الأول الابتدائي بالقاهرة 2025 وخطوات الاستعلام عبر بوابة التعليم الأساسي    حملات أمنية لردع الخارجين عن القانون في العبور| صور    حرب شائعات.. المستشار الإعلامي لمجلس الوزراء ينفي معلومات مغلوطة بشأن تصدير المانجو    اليوم.. نظر دعوى الفنانة انتصار لزيادة نفقة أبنائها    ضبط 2.5 طن أعلاف مخلوطة بالقمح المحلي في التل الكبير بالإسماعيلية    نشرة التوك شو| الاتحاد الأوروبي يدعم مصر ماليا بسبب اللاجئين.. والضرائب تفتح "صفحة جديدة" مع الممولين    خبيرة أسرية: البيت بلا حب يشبه "بيت مظلم" بلا روح    الفيلم الفلسطينى كان ياما كان فى غزة يفوز بجائزة أفضل ممثل بمهرجان كان    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    أسماء المقبولين بمسابقة 30 ألف معلم.. تعليم الشرقية تعلن النتائج    الضرائب: أي موظف يستطيع معرفة مفردات المرتب بالرقم القومي عبر المنظومة الإلكترونية    واشنطن ترفع العقوبات عن موانئ اللاذقية وطرطوس والبنوك السورية    النسخة الأفضل مِنكَ    اليوم.. منتدى القاهرة ل«التغير المناخى» يحتفل بمرور 100 عام على فعالياته بين مصر وألمانيا    حلمي طولان: تراجعنا عن تعيين البدري مدربًا للمنتخب لهذا السبب    استشارية أسرية: الحب مجرد تفاعل هرموني لا يصمد أمام ضغوط الحياة    أسماء المقبولين في مسابقة 30 ألف معلم الدفعة الثالثة بالشرقية (مستند)    سعر الذهب اليوم السبت 24 مايو محليا وعالميا بعد الارتفاع.. بكام عيار 21 الآن؟    سعر الدولار أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 24 مايو 2025    وزير الزراعة: صادرات مصر الزراعية إلى السعودية تتجاوز 12% من إجمالي صادراتها للعالم    ترامب والشرق الأوسط.. خطط مخفية أم وعود حقيقية؟!    وول ستريت تهبط بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبى    مصر تعيد 71 مواطنا مصريًا من ليبيا    وفاة 3 شباب إثر حادث سير أليم بكفر الشيخ    بالأسماء.. «تعليم الإسكندرية» تعلن قائمة المقبولين بمسابقة ال30 ألف معلم    ننشر أسماء المقبولين في وظيفة «معلم مساعد» بالمنوفية| صور    إسقاط كومو لا يكفي.. إنتر ميلان يخسر لقب الدوري الإيطالي بفارق نقطة    "الظروف القهرية يعلم بها القاصي والداني".. بيراميدز يوضح تفاصيل شكواه للمحكمة الرياضية بشأن انسحاب الأهلي أمام الزمالك    يوريشتش يستقر على تشكيل بيراميدز أمام صن داونز.. يجهز القوة الضاربة    عمرو أديب: الناس بتقول فيه حاجة مهمة هتحصل في البلد اليومين الجايين (فيديو)    بعد وفاة زوجها.. كارول سماحة لابنتها: هكون ليكي الأمان والسند والحضن لآخر لحظة من عمري    "الثقافة" تصدر "قراءات في النقد الأدبي" للدكتور جابر عصفور    صلاح سليمان: مباراة بتروجت مهمة للزمالك لاستعادة الانتصارات قبل نهائى الكأس    نابولي يهزم كالياري بهدفين ويحصد لقب الدوري الإيطالي    تعرف على نتائج المصريين فى اليوم الثانى لبطولة بالم هيلز المفتوحة للإسكواش    نصائح لتجنب الارتجاع المريئي، و7 أطعمة تساعد على تخفيف أعراضه    ارتفاع حالات الحصبة في الولايات المتحدة وسط مخاوف من انتشار واسع    أخبار × 24 ساعة.. حصاد 3.1 مليون فدان قمح وتوريد أكثر من 3.2 مليون طن    وفقا للحسابات الفلكية.. موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى 2025    ما حكم الكلام فى الهاتف المحمول أثناء الطواف؟.. شوقى علام يجيب    انطلاق امتحانات العام الجامعي 2024–2025 بجامعة قناة السويس    هل يحرم على المُضحّي قصّ شعره وأظافره في العشر الأوائل؟.. أمين الفتوى يوضح    خطيب المسجد النبوى يوجه رسالة مؤثرة لحجاج بيت الله    بحضور انتصار السيسي، "القومي لذوي الهمم" ينظم احتفالية "معًا نقدر"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفاتيكان كيان إجرامى دولى ! (2/3)
نشر في المصريون يوم 21 - 10 - 2013


الجذور والخلفيات الإجرامية فى المسيحية

كلما بحثنا ونقبنا فى الوثائق والأحداث التاريخية كلما أدركنا أن الأسس العميقة لآفة الإنسانية الممتدة ونشأة الإستعمار ترجع، بلا شك، إلى العقائد المحرفة والغش الذى يسود العالم الغربى الصليبى المتعصب، المنبثق أساسا من عقائده المنسوجةعبر المجامع ونصوصه المغرضة و وثائقه المشينة عبر القرون.. ومن
أهم هذه الوثائق الكنسية الخطاب البابوى المعنون "بابا روما" (Romanus pontifex)، الذى أصدره البابا نيكولا الخامس عام 1455؛ والخطاب البابوى المعنون "من بين الأعمال"(Inter cætera)، الذى أصدره البابا إسكندر السادس عام 1493، ونطالع فيهما :
* فى خطاب "بابا روما" يقول نيقولا الخامس : (...)"مع مراعاة أنه منذ أن سمحنا للملك ألفونس فى خطابات سابقة ومنحناه، ضمن أشياء أخرى، الحق الكامل والتام للهجوم وغزو وأسر وهزم وسحق وإخضاع كل المسلمين والوثنيين وأى أعداء أخرى للمسيح أينما كانوا، والإستيلاء على ممالكهم، وضيعاتهم، ومقاطعاتهم، ومناطق نفوذهم، وملكياتهم من عتاد وبيوت، وكل ما يمتلكونه أو حصلوا عليه وإخضاع شخصهم إلى العبودية الدائمة، وحق الإستيلاء لنفسه [أى للملك ألفونس] ولمن يرثه، الممالك والضيعات والإمارات وكل ملكياتهم وأموالهم، وتنصيرهم واستخدامهم لمصلحته" (...). وباقى الخطاب يقر ما قام به الغزاه الإسبان والبرتغال للإستيلاء على أراضى السكان الأصليين ويعرب عن أمنيته فى أن يتم تنصيرهم وإخضاعهم، كمايعلن الحرب على المسلمين وكل الوثنيين أو غير المسيحيين، ويختتمه قائلا : "وأن هذا الخطاب سارى المفعول إلى الأبد" !!
* وفىخطاب "منبينالأعمال" يقولإسكندرالسادس : "إن العقيدة الكاثوليكية والديانة المسيحية فى زماننا تحديدا يجب أن يتم تمجيدها وأن يتم نشرها فى كل مكان، والإهتمام بالوضع الدينى للشعوب الوثنية وإسقاطها وإخضاعها للعقيدة المسيحية (...) وبموجب هذا الخطاب نمنحكم السلطة للإستيلاء على أية أراضى أو جزر تجدونها وتكون لغير مسيحيينفتكون ملكا لكم ولذريتكم إلى الأبد". وقد أقام هذا الخطاب البابوى الأسس الدينية والشرعية للإستعمار الغربى المسيحى منذ أواخر القرن الخامس عشر حتى يومنا هذا.
فإستخدام عبارات من قبيل "يغزو"، و"يهزم"، و"يُخضع"، و"يستولى"، و"يُجبر على التنصير"، تؤكد أن هذه الخطابات البابوية وغيرهامن نصوص تؤسس الإطار العالمى للإستعمار والغزو والعنف والسيطرة والتنصير الإجبارى الذى يمارس حتى الآن.. ففى كل خطاب يمدح البابا الغزوات التى تقوم بإخضاع المسلمين وكل من هم غير مسيحيين والإستيلاء على أراضيهم ومواردهم وثرواتهم وتنصيرهم قهرا.
* "عقيدة الإكتشاف" :
وقد نجم عن هذه الوثائق المجحفة وغيرها أساس إنتهاك حرمة أراضى المسلمين والسكان الأصليين للأمريكاتين، وذلك بزعم إن أى إنسان غير مسيحى يُعد عدما ولا يساوى شئ (nullus) وأى أرض مملوكة لغير مسيحى تعد أرض لا صاحب لها (Terra nullius)، وقد تم بعد ذلك إدماج هذه العقيدة سرا وبالتحايل والتزوير فى التشريعات والسياسات القومية والدولية سواء الأمريكية أو الغربية. وهى أصل إنتهاكات حقوق الأفراد والجماعات لغير المسيحيين، وسمحت للدول الغربية الصليبية بالإستيلاء على أراضيهم ثرواتهم الطبيعية وممتلكاتهم، بل هى السبب الأساس فى عمليات القتل العرقى سواء للمسلمين والسكان الأصليين للأمريكاتين أو ما يدور من إقتلاع لمسلمى ميانمار و الفلسطينيين أو فى قطاع غزة وغيرها...
نصوص سابقة ولاحقة :
ومنأشهرالنصوصالكنسيةالتى سبقت هذان الخطابان أو بعدهماوأدتإلى ترسيخالإستعماروإلىالقتلالعرقى،لاللهنودالحمرسكانالأمريكاتينالأصليين،وإنمالكلشعبقامالصليبيونبغزوهوإحتلالهوالعملعلىإخضاعهللتنصيرأوإبادتهعرقيا،نطالعمايلى :
* الخطاب البابوى الذى أصدره إينوسنت الرابع فى 15 مايو 1252 بعنوان "لإقتلاع"(Ad extirpanda) الذى يبيح فيه البابا التعذيب فى محاكم التفتيش ويبرر فيه ضرورته ؛
* مقولة أحد جهابذة المسيحسة : "إذالميتبغيرالمؤمنفمنواجبالكنيسةومهمتهاأنتنقذالأمة [يقصدالمسيحية] وأنتطردهذاالهرطقىمنالعالمبقتله" (توماالإكوينى 1267 ) ؛
* "لاتوجدإلاكنيسةواحدةمقدسةكاثوليكيةوخارجاعنهالايوجدأىخلاص. فالكنيسةتمسكبيديهاسيفاالدينوالدنيا. ومنالضرورىمنأجلسلامةالكل،الخضوعكليةلسلطةباباروما" (البابابونيفاسالثامن 1302) ؛
* "الغزووالتنقيبوالبحثعنوإعتقالوهزموإخضاعكافةالمسلمينوالوثنيينأياًماكانوا،وكلأعداءالمسيحأينماكانوا،وتحطيمكيانهمإلىدرجةالعبوديةالدائمة"...(البابانيقولاالخامس 1455) ؛
* وأيامالعصرالرومانى،الذىتولدتفيهالمسيحية،فإنقرارغزوالآخرالصادرعنأكثرمنبابا،كانيعطىالحقللصليبىالمعتدىالملكيةالمطلقةعلىالبلدانوالشعوبالتىيغزوهاوكانعليهأنيُفقدهاكيانهاوحقوقهاوملكياتهاويفرضعليهاالعبوديةالدائمة.. وقدتزايدتهذهالسلطةبسببوثيقةثبتتزويرها،معروفةباسم "وثيقةهبةقسطنطين" التىمنحت زوراًكلأراضىالإمبراطوريةالرومانيةإلىالكنيسةالكاثوليكية.
*الخطابالبابوىللباباأوربانالثانىالذىأعلنالحروبالصليبيةسنة 1095 باسمالمسيحوالصليب،وفرضوضعهعلىكلشئمنثيابوعتاد،قدأعلنأنكلالجرائمالتىيقومبهاالصليبيونستمحوذنوبهموتطهرهمبقتلالمسلمين.. وتوالتالخطبوالقراراتالتىلاتكفعنإباحةقتلالآخروإقتلاعه.
*بعدخمسونعامامنخطابالباباآدريانالرابع،أعلنالباباإينوسنتالثالثسنة 1209 حربهالصليبيةضدالألبيݘوا،الموحدونالرافضونلماتقومبهالكنيسةمنتحريفوتزويرخاصةتأليهالمسيح. واُعيدنفسالقرارسنة 1227 بالنسبةللكاتارفىجنوبغربفرنسالنفسالأسباب.
* بعدمذبحةالكاتاراقامالباباجريجوارالتاسعأولساحةللمجازرالجماعيةبإقامةمحاكمالتفتيشلإبادةالمسيحيينالمعارضينللكنيسةوالحكم. وتماستخدامأعنفوسائلالتعذيببموجبالأحكامالبابويةالصادرةعام 1252 منالباباإينوسنتالرابع،الذىأعلن "أنهيتعينعلىالمسيحيةأنتخدمتطلعاتالبابويةالعالمية". وتوسعتسلطةمحاكمالتفتيشحتىإدراجمهمة "إبادةالساحرات" سنة 1326 ،وهىمنأكبرالمذابحالجماعيةالتىقامتبهاالكنيسةوأعوانهاقبلمذابحالإستعمارالتىأتتعلىملايينالبشر.
وإنكانالخطابالبابوىللبابانيقولاالخامسبعنوان "باباروما" عام 1455 قدسمحبغزوكافةالأراضىغيرالمسيحيةوالإستيلاءعليهاوتحويلسكانهاإلىالعبوديةبأيدىالملوكالمسيحيين،فإنخطابالباباإسكندرالسادسالصادرعام 1493 قدقامبتقسيمالعالمبينإسبانياوالبرتغالوألغىأيةسلطةعلىهذهالأراضىبماأنغيرالمسيحيينليسمنحقهمإمتلاكأىشئبموجب "وثيقةهبةقسطنطين" المزورةوبموجبإكتشافالمسيحيينلهذهالأراضىوفقالعقيدة الإكتشاف التى إبتدعها هذان البابوان! ولميكنعصرالإكتشافاتإلاعصرالإمبرياليةالمسيحيةالمتزايدةبسببحروبهاالدينيةالمختلفة.
خلفيات إنجيلية سابقة :
وإنصافاللحق،فلميكنهذاالعنفالإجرامىوليدالكنيسةوحدهاوإنمانتيجةلنصوصالعهد القديمالتىتوارثتهاونشأتعليها،بلولاتزالتعتبرنصوص ذلكالعهدجزءلايتجزأمننصوصالعهدالجديد التى تكوّن الكتاب المقدس! وهومالايزالالفاتيكانيفرضهعلىالأتباعرغمكلماتكشفمنحقائقتفضحوتدينذلكالكتاب. ونذكرمنتلكالنصوصبالعهدالقديمعلىسبيلالمثاللاالحصر :
* "وصعدالشعبإلىالمدينةكلرجلمعوجهِهِوأخذواالمدينة. وحرّمواكلمافىالمدينةمنرجلوإمرأةمنطفلوشيخحتىالبقروالغنموالحميربحدالسيف " (يشوع 6 : 2021) ؛
* "وأحرقواالمدينةبالنارمعكلمابها. إنماالفضةوالذهبوآنيةالنحاسوالحديدجعلوهافىخزانةبيتالرب " ( يشوع 6 : 24) ؛
* "فالآنإذهبواضربعماليقوحرّمواكلمالهولاتعفعنهمبلإقتلرجلاوإمرأة. طفلاورضيعا. بقراًوغنما. جملاوحماراً " (صموئيلأول 15 : 3) ؛
* "وقاللأولئكفىسمعىأعبروافىالمدينةوراءهواضربوا. لاتشفقأعينكمولاتعفوا. الشيخوالشابوالعذراءوالطفلوالنساءإقتلواللهلاك " (حزقيال 9 : 5) ؛
* "وأخرج الشعبالذيكانوافيهاأخذهمونشرهمبالمناشيروداسهمبنوارجحديدوقطعهمبالسكاكينوأجازهمبقمينالآجاجركذلكصنعبجميعقرىبنىعمون " (صموئيلثانى 12: 31). ذلك كان فى طبعة سنة 1966 ، أما فى طبعة 1671 فكانت الجملة أكثر وضوحا وأكثر كشفا قبل التعديل : "والشعب الذين كانوا فيها أخذهم ونشرهم بالمناشير وداسهم بموارج حديد وقطعهم بالسكاكين وأجازهم بقمين الأحجار كذلك صنع بجميع قرى بنى عمون".. أما فى طبعة بيروت 1988 فتم التعديل بحيث يبدو وكأنهم تحولوا الى عمال يعملون على المناشير ! "وأخرج الشعب الذى فيها وجعله على المناشير وعلى نوارج الحديد وفؤوس الحديد وجعل منه أعمال قوالب الآجر. وهكذا صنع بجميع مدن بنى عمون"، ويقولون أنها منزلة لا تحريف فيها !!
أما فى العهد الجديد فتكفى الإشارة إلى ما يلى :
*"جاء يسوع ليلقى سيفا" (متّى 10 : 34) ؛
* "جاء يسوع ليلقى نارا وإنقساما" (لوقا 12 :49 53 ) ؛
* "أما أعدائى أولئك الذين لا يريدون أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامى"(لوقا : 27)؛
وكلهذاالعنفاللاإنسانىهوماوصفهالقسدىلاسكازاسالمرافقلحملةالغزاةالإسبان،وماقامبهمرتزقةالجىآيزفىالعراق،ومايقومبهالصهاينةبشراسةفىحقالفلسطينيين،وهوجزءمماكشفعنهالقسكڤينآنيتمن فضائحالقتلالعرقىلأصحابأراضىالأمريكتينالذى سنتناوله فى المقال الثالث..
كيف إنفضح الأمر :
بمناسبة مرور خمسة قرون على إكتشافات كريستوفر كولومبس للعالم الجديد، كان "معهد القانون الخاصبالسكان الأصليين" بمدينة دنڤر، قد قام بنشر الحقائق المتعلقة بالخطاب البابوى للبابا إسكندر السادس، الصادر يوم 4 مايو 1493 بعنوان "من بين الأعمال" (Inter Cætera). وهذا الخطاب الإستعمارى الغائر لا يمنح فحسب كل الأراضى الجديدة التى تم إكتشافها إلى إسبانيا ، إضافة إلى ما تبيّن بعد ذلك كالمحيط الهادى وغيره، وإنما أعلن البابا بموجبه "ضرورة إخضاع الشعوب الأصلية لهذه الأراضى للتبشير والتنصير الإجبارى" !.. وتكفى الإشارة هنا إلى الكتاب الضخم المكون من ثلاثة أجزاء الذى كتبه القس بارتولوميو دى لاس كازاس (Bartolomeo de Las Casas)، المرافق للغزو المسيحى للقارة الأمريكية، حول أهوال ما قام به رجال الكنيسة والغزاه ضد السكان الأصليين للإستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم، وكل ما كالوه لهم من أبشع أنواع العذاب بإسم الرب والصليب، حتى لقّبوه تاريخيا بأنه أول مدافع عن حقوق الإنسان..
ويقول ستيفن نيوكم (Steven Newcomb)، مدير المعهد : "منذ عام 1992 بدأنا فى "معهد القانون الخاصبالسكان الأصليين" عملنا على نشر الحقيقة فيما يتعلق بتاريخ الخطاب البابوى "من بين الأعمال" ، الذى أصدره البابا إسكندر السادس عقب الرحلة الأولى لكريستوفر كولومبس فى الكاريبى. وقد أعرب فيه البابا عن رغبته العارمة "لإستعمار هذه الشعوب الهمجية وإخضاعها وإجبارها على قبول العقيدة المسيحية، وذلك لنشر وتوسيع نطاق الإمبراطورية المسيحية"!. وقبل هذا الخطاب البابوى كان الفاتيكان قد طالب بوضوح "بإخضاع الأفارقة للعبودية الدائمة" ، وذلك "بغزوهم وإستعمارهم وقهرهم والإستيلاء على ثرواتهم وأراضيهم وممتلكاتهم" ! وهو موقف لا يزال مستمرا حتى اليوم (راجع مقال : "الرب يسوع فى إفريقيا" ، ومقال : "تنصير إفريقيا").
ويواصل مدير المعهد فى حديثه قائلا : "فى عام الإحتفال بمرور خمسة قرون على اكتشافات كولومبس، بدأنا حملة لنوضح للعالم كيف أن هذه الوثائق البابوية كانت أدوات تنفيذية وسببا لكل القهر والظلم الذى تم ضد شعوب الأمريكاتين وأوكوانيا وإفريقيا وآسيا. فمثل هذه الخطابات البابوية قد أدت مباشرة إلى خلق الإستعماروالإتجار بالبشر عن طريق العبودية والحملات الدموية التى نجم عنها إبادة ملايين البشر. وقد قام الجامعيون لدينا بتصنيف الخطاب البابوى المعنون "من بين الأعمال"، على أنه جحر الزاوية التاريخى الذى قام عليه الإستعمار العالمى"..
ويشير مدير المعهد إلى أن قاضى المحكمة العليا، ݘوزيف ستورى (Joseph Story)، قد كشف أن دار القضاء الأعلى بالولايات المتحدة كانت قد ضمنت حكمها عام 1823 فى قضية ݘونسون ضد ماكنتوش ، عقيدة القمع الموجودة فى ذلك الخطاب، وحتى يومنا هذا فإن فحوى ما قاله القاضى ݘونسون وتمييزه بين "المسيحيين" و"السكان الأصليين" الذين كانوا وثنيين، لا تزال سابقة فعالة فى قانون الولايات المتحدة ، فى خرق واضح مع حقوق الإنسان وحقوق الأمم والشعوب الأصليين فى الأمريكاتين.
"لذلك كتبنا رسالة إلى البابا يوحنا بولس الثانى عام 1993 نطلب منه إلغاء ذلك الخطاب البابوى وإبطال مفعوله. وبالتالى أن يقوم رسميا وبوضوح يإسقاط العقيدة الكنسية الخاصة بالغزو والقهر.. لكن حتى اليوم لم يصلنا سوى الصمت الأصم من الفاتيكان" !
وإلغاء هذه الوثيقة وغيرها ليس ضروريا فحسب، بل سوف يكون ذلك عملا يساعد على إسقاط عقيدة السيطرة الكامنة فى خلفيات القانون حول الهنود الحمر فى الولايات المتحدة، ونفس فكرة الإستعمار والسيادة العالمية الزائفة القائمة على قعائد محرفة ومزورة والحد من غطرسة كاذبة قائمة على الأكاذيب.
فى واقع الأمر قلة من الناسيمكنها تصور ما تخفيه عبارة من قبيل "قداسة البابا"، كالجرائم المالية وغسيل الأموال والإنحرافات الجنسية والقتل الطقسى والعرقى والتعامل مع المافيا والإتجار بالسلاح وبالأطفال أو بالأعضاء البشرية، وقلة هم من يمكنهم تقبّل فكرة أن يكون البابا عضوا أساسيا فى النظام العالمى الجديد، وما أكثر الملفات المرعبة فيما تحمله تلك المؤسسة الفاتيكانية، ومن أهمها "معسكرات الإعتقال المسيحية" وكل ما تكشف فيها من أهوال ..

بعض روابط الموضوع :
http://ili.nativeweb.org/ricb.html
http://www.bibliotecapleyades.net/vatican/esp_vatican69.htm#Cover-Up%20for%20Elizabeth%20Windsor,%20Queen%20Elizabeth%20II%20-%20Indict%20Bilderberger,%20BC%20Attorney%20General,%20CFRO-FM
http://ili.nativeweb.org/sdrm_art.html

* أستاذ الحضارة الفرنسية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.