فى 8 أكتوبر دمرنا 60% من دبابات عساف ياجورى فى نصف الساعة.. والإسرائيليون أطلقوا عليه يوم الاثنين الحزين تأثرت عندما أمطرنا الأهالى بالورد والبونبون ونحن ننسحب من المطار فى 1967 لأنهم اعتقدوا بأننا ننطلق إلى الجبهة الطيران الإسرائيلى بعد 5 يونيه كان يقوم بقصفنا كل طلعة شمس حتى جعلنا نكره الصباح.. وطلقات "الآر بى جي" التى كنا نمتلكها لم تستطع أن تتخطى مجرى القناة أيام مبارك هاجمت صفوت الشريف فى ندوة بإحدى الكليات فغضب منى عميدها وترك القاعة الجندى المصرى استطاع أن يحمل مدفع 605 كيلو على كتفه ليصعد خط بارليف من فرط الحماس كدت أسقط فى النيل بسيارتى عندما شاهدت علم إسرائيل فى سماء القاهرة لأول مرة أكد اللواء أركان حرب يسرى عمارة, أنه قام بأسر "عساف ياجوري" قائد اللواء المدرع 190 وهو مصاب إصابة خطيرة، بعد أن دمُر 60% من دباباته فى نصف الساعة، وأن الإسرائيليين أطلقوا على ذلك اليوم يوم الاثنين الحزين، كما أنه "دان شمعون" بطل الجيش الاسرائيلى فى المصارعة، مبينًا أن الجندى المصرى استطاع أن يحمل مدفع 605 كيلو على كتفة ليصعد خط بارليف من فرط الحماس. وقال اللواء يسرى فى حواره مع "المصريون" إن نكسة 1967 كانت ذات مردود سلبى على المواطن المصري، وأنه تأثر كثيرًا عندما أمطره الأهالى بالورد والبونبون وهم ينسحبون من المطار فى 1967 لأنهم اعتقدوا أنهم سينطلقون إلى الجبهة، مبينًا أن الطيران الإسرائيلى بعد 5 يونيه كان يقوم بقصفهم كل طلعة شمس حتى جعلوا الجنود يكرهون الصباح، خاصة وأن طلقات "الآر بى جي" التى كانوا يمتلكونها لم تستطع أن تتخطى مجرى القناة لمعاقباتهم.
وإلى نص الحوار
** بداية.. كرجل عسكرى كيف ترى ثورة 30 يونيه؟
ثورة 30 يونيه موجة ثانية لثورة 25 يناير، ثورة شعب على سارقى أحلام شباب يناير وأحلام كل الشعب المصرى الذى بنى حلمه وآماله على شعار لأول مرة يسمعونه، وهو "عيش حرية عدالة اجتماعية"، ولكنهم للأسف الشديد تعرضوا لأكبر عملية سرقة فى التاريخ المصري، بعد أن اختطفت جماعة الإخوان المسلمين ثورتهم من ميدان التحرير إلى الغرف المغلقة بالصفقات، فكانت ثورة 30 يونيه طوق النجاة الذى أعاد مصر بعد أن كانت تسير فى طريق الضياع.
** فى ظل ما يحدث من بث الجماعات الإسلامية للكراهية ضد الجيش المصرى هل تعتقد أن للقوات المسلحة دور فى ثورة 30 يونيه؟
القوات المسلحة كانت دائمًا وستظل طوق نجاة للشعب المصرى، وفى ظل حالة الهياج والانقسام الجزئى للشارع المصرى بين إسلاميين وليبراليين ويساريين وناصريين كان لزامًا على القوات المسلحة أن تتدخل لحماية أمن الوطن من التخريب والاقتتال الأهلى، بالوقوف مع الإرادة الشعبية والدينية التى عبرت عن نفسها فى 30 يونيه.
** ولكنها لا تصل إلى مرحلة بث الكراهية لجيش الوطن؟
وهذا تأكيد واضح على أن هذا الفصيل لا يمثل الشعب المصرى، الشعب المصرى لا يكره جيشه ولا يعايره ولا يسبه أو يقول إنه ليس جيش الوطن، وعليه أن تنظر الفرق بين موقف الشعب المصرى عقب هزيمة 1967 وموقف جماعة الإخوان المسلمين بعد ثورة 30 يونيه، فالشعب المصرى بعد النكسة وقف بجوار جيشه وقام ببنائه ودفعه دفعًا لتحقيق ضربات وجعل إسرائيل لا تشعر ببهجة الانتصار بعد أيام قليلة فى رأس العش وإيلات وغيرهما، وجيش مصر لم ينس لشعبه هذا الموقف ووقوفه مرتين وانحيازه للشعب المصرى الثائر ضد "مبارك" و"مرسي" كان مجرد رد جميل لموقف شعب مصر.
** كأحد صناع نصر أكتوبر وبكل ما قدمت من تضحيات فى تلك الحرب، كيف كنت تنظر لحال مصر طوال حكم الرئيس المخلوع؟
بالطبع كنت فى غاية الحزن على مصر, التى صنعت نصر أكتوبر العظيم، ومن يراقب الإنسان المصرى الذى حقق أعظم انتصار كان يعلم أن ظروفه أضحت صعبة، الكثيرون كانوا يأكلون طعامهم من القمامة، الفساد غطى كل شىء، كان الوضع سيئًا جدًا، إلى أن تفجرت فضائح الفساد التى يعلمها الجميع واكتشفنا أن حجم الفساد كان يختبئ وراء إعلام مضلل بشكل شبه متعمد، وقد أفصحت عن هذا قبل الثورة بسنوات قليلة لصفوت الشريف.
** كيف هذا؟
فى أحد الأيام استضافتنى كلية التربية النوعية ببورسعيد, للحديث عن أكتوبر، فى البداية سألت الطلبة الذين سيصبحون مدرسين لأبنائنا بعد شهور قليلة، "من منكم يعرف عساف ياجورى؟"، وحزنت عندما لم أجد بينهم من يعرف شيئًا عنه ولا عن قصة أسره رغم أنه أكبر رتبة تم أسرها فى الحرب، ولشدة حزنى هاجمت الحكومة وهاجمت الإعلام الذى أتلف عقول الشباب وهاجمت صفوت الشريف فغضب منى عميد الكلية وقال لى بالنص "أنت هتطلعنى معاش مبكر ولا أيه"، ثم تركنى وغادر القاعة.
** هل تعرضت للتنكيل من الحزب الوطنى؟
على العكس.. بعد هذا الموقف فوجئت بأن الحزب الوطنى قام بضمى إلى عضويته دون علمى، بل قام أيضًا بترشيحى فى انتخابات المحليات لكنى رفضت بشدة لأنى أعرف أنهم فاسدون.
** الجميع يعلم حجم المواقف السياسية والآراء التى كنت تعبر عنها، بعد أن حاربت وأصبت وانتصرت فى أرض المعركة، كيف كنت ترى واقع التطبيع مع الكيان الصهيونى ورفع علمه على ضفاف النيل؟
يكفى أنى عندما كنت أسير بسيارتى على كوبرى الجامعة منذ سنوات طويلة، وعندما شاهدت العلم الإسرائيلى فوق سفارتهم حزنت واختل توازنى وكدت أسقط بالسيارة من فوق الكوبرى فى النيل، والكارثة أنه فى عام 1998 كنت ضيفًا فى احتفال الإذاعة المصرية باليوبيل الفضى لحرب أكتوبر، قابلت فى الحفل الدكتور فاروق إسماعيل رئيس جامعة القاهرة وقتها، دعانى لزيارته وحددنا موعدًا لكننى ذهبت إليه فى اليوم التالي، وعندما قابلنى عاتبنى وأكد أنه كان يتمنى أن أزوره فى الموعد لأننى كنت سأقابل عنده شخصية مهمة، سألته عمن يكون فصعقتنى إجابته عندما قال "عساف ياجورى"، وأخبرنى أنه جلس معه فى مكتبه بالجامعة لمدة 5 ساعات كاملة، وأنه جاء إلى مصر بصفته خبيرًا زراعيًا يساهم فى تطوير المنتجات الزراعية المصرية.
** وماذا كان رد فعلك؟
قلت له "لو كنت شوفته كنت سأخنقه فى مكتبك".
** قبل حرب أكتوبر عاشت مصر ست سنوات من النكسة حتى فى ظل حرب الاستنزاف، كيف كانت الحالة التى عاشها الشعب المصرى فى ظل نكسة جيش وشعب لم يخض الحرب فى 1967؟
لقد كنت فى الكلية الجوية عندما حدثت النكسة، وشاهدت بعينى ضرب الطائرات على أرض الكلية قبل أن يتم نقلنا إلى مدرسة ثانوية صناعية فى مدينة بلبيس، وحدثت وقتها مفارقة فأثناء نقلنا فى الأتوبيسات للمدرسة ظن أهل البلدة أننا سنتوجه للجبهة للقتال فأمطرونا بالورد والبونبون لكن فى المساء عندما فطنوا للحقيقة عادوا وهاجمونا، وأثناء الكشف الدورى على طلبة الكلية الجوية أصيبت بكيس دهنى على عينى اليسرى، فكتب الطبيب "يحول إلى قسم الإدارة" بما يعنى أننى لن أكون طيارًا، وعندما ناقشته قال لى أننى سأصاب بحول فى العينين بعد سن الأربعين، فقلت له أنه لا أحد يطير بعد الأربعين وحاولت مع زملائى إقناعه بتغيير ذلك لكنه لم يوافق، وترتب على هذا تحويلى إلى الكلية الحربية لأبدأ الدراسة من جديد.
** وماذا فعلت بعد انتقالك للكلية الحربية؟
لا شيء.. تخرجت فى الدفعة 55 من الكلية الحربية فى 2 يوليو 1969 والتحقت بالكتيبة 261 مشاة، وكانت بداية خدمتى فى منطقة سرابيوم وعين غصين بين الإسماعيلية والسويس، ثم انتقلنا لمقر خدمتنا فى قطار حربى كان يسير ببطء شديد مطفأ الأنوار، وعندما وصلنا إلى مقر الفرقة الثانية أرسلت كل كتيبة ضابطًا لاستلام أفرادها الجدد، وسهرت بانتظار ضابط كتيبتى حتى جاء وكان اسمه عبد المنعم الدمرداش، ونحن فى طريقنا قام طيران العدو بالضرب فنزلنا فى حفرة مليئة بالطين، كان ذلك أثناء حرب الاستنزاف التى أراها حربًا حقيقية متكاملة عانينا فيها كثيرًا بل عانينا فيها أكثر مما عانينا فى الحرب نفسها.
** ولماذا؟
يكفى أنها جعلتنا نكره الصباح، فقد كان الطيران الإسرائيلى يقوم بقصفنا كل طلعة شمس، وبعد انتهائه تأخذ مدفعيته على الضفة الشرقية دورها فى إمطارنا بالقذائف، لم يكن لدى مصر وقتها سلاح دفاع جوي، كما أن تسليحنا لم يكن على المستوى المناسب لصد تلك الهجمات، حتى أننى كنت كقائد سرية لا أمتلك سوى "آر بى جي" مداه 180 مترًا بينما عرض القناة 200 متر فكانت القذائف تسقط فى المياه، واستمر الوضع على ذلك النحو حتى وافق عبد الناصر على وقف إطلاق النار حتى نلتقط أنفاسنا ونستكمل تسليحنا.
** معنى هذا أن وقف حرب الاستنزاف كان معناه يأسًا من القدرات التسليحية للجيش المصرى؟
ليس إلى هذا الحد فقد أوسعناهم نحن أيضًا الضربات القوية، وقتها كان قائد كتيبتنا الرائد عبد الله عمران قد اتفق مع القيادة فى 29 ديسمبر 1969 على أننا يجب أن نقوم بعمل بطولى يخبر العالم بأننا ما زلنا أحياء، فتم الاتفاق على العبور لشرق القناة واصطياد أى أسرى، وبالفعل عبرت مجموعة من الكتيبة للضفة الشرقية وقامت بحفر حفر للاختباء إلى أن أخبرناهم بقدوم دورية صهيونية قادمة من الشمال للجنوب، كان الرائد عبد الله عمران قد خطط للعملية لكنه لم يقد تنفيذها لأنه انتقل للقاهرة لتلقى دورة أركان حرب، وتولى القيادة بعده المقدم صلاح الدين حبيشة، الذى أطلق على لقب "شاشة الكتيبة" حيث كنت أصعد يوميًا فوق شجرة أظل فوقها طوال اليوم أراقب الضفة الشرقية للقناة وأنقل لهم ما يجرى فيها، ونجحت العملية وتوجت بأسر ضابط إسرائيلى شهير هو "دان أفيدان شمعون" الذى كان بطل الجيش الصهيونى فى المصارعة وفيما بعد صار قياديًا كبيرًا بالموساد، وردًا على العملية أرسل العدو طائراته لقصفنا لكن نجحت المجموعة فى نقل الأسير إلى الضفة الغربية، ومن الطريف وقتها أن ذلك الأسير كلما سأل أحدًا منا عن اسمه كنا نجيبه "جمال عبد الناصر".
** ارتبطتم كجنود بعبد الناصر؟
لقد كان زعيمًا للأمة، كان قائدًا روحيًا، مجرد ذكر اسمه يبعث فى قلبك العزيمة والإصرار على التضحية من أجل الوطن.
** إذًا كيف تلقيتم خبر وفاته؟
بتنهيدة حارة.. كنا وقتها نتدرب فى منطقة القصاصين بالإسماعيلية، وكانت الكتيبة التى خدم فيها عبد الناصر عندما كان ضابطًا تقع بالقرب منا، وفى يوم وفاته وجدنا تلك الكتيبة تطلق النار فى الهواء وكان معنا ضابط اسمه جلال الهجان كان مسئولاً عن التعيين، يومها تأخر علينا كثيرًا لكن عندما عاد وجدناه يبكى وأخبرنا أن الرئيس عبد الناصر توفي.
** وهل أثرت وفاته فى أداء الجيش المصرى على الجبهة؟
لقد كان فى قلب كل منا عبد الناصر، لذلك لم نشعر أنه تركنا أو أنه مات.
** ماذا عن الفترة التى سبقت العبور مباشرة؟ وكيف كانت الحرب؟
عشية الحرب كنا قد خرجنا بالفعل من تدريب عملى على العبور واقتحام خط بارليف، وكان نسخة مما حدث بالفعل فى العبور، ولاحظنا عندما عدنا لوحداتنا أننا لم نعد لمواقعنا الأصلية لكن عدنا للكيلو 11 فى طريق الإسماعيلية، وكنت وقتها قد ترقيت لرتبة نقيب فى يوليو 1973، لحظتها تصاعدت توقعاتنا بأن شيئًا ما سيحدث، وفى صباح يوم 6 أكتوبر استدعانا قائد الكتيبة العقيد محمد جلال مروان، وأخبرنا قائلاً "النهاردة الساعة 2 الظهر إما أن نأخذ ثأرنا أو أن نعود لبيوتنا ولن تقوم لنا قائمة"، اندهشنا من كلامه لكن تحمسنا كثيرًا، ثم أمرنا بالإفطار وأحضر لنا الشاى والتمر، ثم أمر نائب قائد الكتيبة الرائد منصور مهران بالتأكد من أن أفراد الكتيبة يعرفون مهامهم جيدًا، وأصدر أمرًا بأن نخبر الجنود فى تمام الواحدة والنصف.
** وكيف بدأت المعركة؟
كانت لحظات لا تنسى، انطلق الطيران وحلق على ارتفاع منخفض متوجهًا لقصف العدو على الضفة الشرقية، وتحركنا نحن باتجاه القناة للعبور حاملين القوارب المطاطية، وأثناء عودة طائراتنا بعد انتهاء القصف كانت تنخفض تحية للجنود المتوجهين للعبور، عندما وصلنا الضفة كانت الموجة الأولى قد عبرت ورفعت الأعلام على الضفة الشرقية للقناة، كان منظرًا رهيبًا لا يمحى، ومن أجمل الذكريات عن تلك اللحظات أننى وجدت قادتنا الذين تعلمنا منهم الحزم والصرامة يبكون بغزارة عندما شاهدوا منظر العلم المصرى يرفرف على الجانب الآخر من القناة، ومن شدة فرحة الجنود عندما وصلوا الضفة الشرقية تركوا القوارب المطاطية وانطلقوا للهجوم على العدو، ومن العجائب التى وقعت أثناء العبور أنه رغم أن جنود العدو فى النقاط الحصينة لخط بارليف كانوا يمطروننا بالرصاص لكن رصاصهم لم يصب ولا قارب واحد من القوارب المطاطية التى عبرنا فيها، ومن العجائب التى تؤكد أن الله تعالى كان يشملنا بعنايته أن السرية التى كنت أقودها كانت تحمل على قواربها 10 مدافع منها 4 مدافع وزن الواحد منها 82 كيلو، و6 مدافع أخرى وزن الواحد منها 605 كيلو.
** كل تلك الأوزان صعدتم بها الساتر الرملي؟
لقد كان صعودنا بها لخط بارليف أمرًا شاقًا جدا، فقد تقدمت السرية على طريق الصعود لأرى كيف يمكن الوصول إلى ارتفاع ال 22 مترًا بتلك المدافع الثقيلة التى يصل وزن أحدها إلى 605 كيلو، وكان لافتًا أن الجنود فى عز القصف والحرب لم يتخلوا عن روح الدعابة وإطلاق النكات، وصدقنى لا أعلم حتى الآن كيف تم رفع تلك المدافع لذلك الارتفاع ثم نصبها وتجهيزها للضرب، لدرجة أننى بعد حوالى عام من العبور قمت مع بعض الزملاء بعمل تجربة على الضفة الشرقية للقناة لنرى كيف صعد الجنود بالمدافع على الساتر الترابي، وأخذنا سيارة ومدفعًا من نفس النوع لكننا لم نستطع الوصول به لذلك الارتفاع.
** وماذا عن عملية أسر القائد الصهيونى عساف ياجوري؟
فى يوم 8 أكتوبر، اليوم الذى تسميه إسرائيل الاثنين الحزين لأنها خسرت فيه مدرعات كثيرة فى عمليات الحرب على يد الجنود المصريين، تقدم اللواء 190 المدرع الإسرائيلى بغرض النفاذ إلى نقطة الفردان واحتلالها لأنها نقطة قوية وحصينة ومهمة استراتيجيًا، وكنت أنا فى اللواء الرابع الذى كان يقوده العقيد حمدى الحديدي، قمنا بعمل كماشة على حرف (U) للمدرعات الصهيونية، وفتحنا عليها النيران فتم تدمير أكثر من 60% من اللواء المدرع الإسرائيلى الذى حاول تنفيذ الهجوم وذلك فى أقل من نصف الساعة.
** وكيف وجدت عساف ياجورى وسط هذا الحطام؟
بعد هدوء الانفجارات ركبنا مركباتنا بغرض التوغل فى سيناء حيث كان الهدف فى ذلك اليوم هو التوغل حتى عمق 9 كيلومترات فى سيناء، وكنت فوق إحدى المدرعات يقودها النقيب الشهيد فاروق سليم، فجأة وجدت دماء غزيرة على ملابسى فاكتشفت أننى أصبت فى يدى دون أن أشعر، نظرت إلى جانب الطريق الذى كنا نسير فوقه فوجدت جنديًا إسرائيليًا يصوب سلاحه نحوي، وأنا كان معى سلاحى لكنى بتلقائية قفزت وجريت نحوه بسرعة ونزعت خزنة سلاحى الآلى وضربته بها فوق رأسه، وسقطت إلى جواره، فى تلك الأثناء سمعت أحد الجنود المصريين يهتف بى محذرًا من وجود جنود صهاينة آخرين، تولى هو التعامل معهم وكان جنديًا من أسوان اسمه محمد حسان، استشهد فى يوم 14 أكتوبر، اقتربنا بسرعة من الحفرة التى كان يختبىء بها الجنود الإسرائيليون فصاحوا يطالبوننا بعدم قتلهم معلنين استسلامهم، وكان من بينهم شخص يبدو من ملامحه وهيئته أنه قائد، قمنا بأسرهم ونزع سلاحهم، وكان هذا القائد هو عساف ياجوري.
** وماذا حدث بعد ذلك؟
زادت إصابتى جدًا لكنى رفضت الإخلاء والذهاب إلى المستشفى لكن زملائى أجبرونى على التوجه للمعبر فى الطريق للمستشفى، وفى الطريق قابلت العقيد صفى الدين أبو شناف الذى كان يعرفنى جيدًا فأخبرته بأننا أسرنا 4 صهاينة فأمرنى بالتوجه للمستشفي، فظللت أعالج لمدة عام من إصابتى ثم قابلت العميد صفى الدين أو شناف الذى جعلنى أقطع إجازتى وأعود للجبهة، بعدها انتقلت للشرطة العسكرية ثم كلية ضباط الاحتياط حتى وصلت نائب مدير الكلية.