لقد شاهدت الطيران الإسرائيلي وهو يدمر مطار الكلية الجوية ويضرب الطيران علي الأرض خلال نكسة حرب 1967.. ورغم تخريجي بالدفعة 55 حربية والحاقي بأسرة الكتيبة 361 مشاة علي اللواء 117 الفرقة الثانية بمنطقة سرابيوم وعين الغصين بجنوب الإسماعيلية.. إلا أني كنت انتظر اللحظة المناسبة لكي اخذ بثائري من هذا العدو الغاشم وكنت اعد الأيام والشهور في انتظار لحظة العبور . بهذه الكلمات استهل العميد يسري عمارة البطل البورسعيدي الذي نجح وعدد من رجال القوات المسلحة في الإمساك بأشهر أسير إسرائيلي §§عساف ياجوري§§ قائد اللواء 190 مدرع الصهيوني في حرب أكتوبر .. حديثه لعقدتي وهو يقلب في دفاتر ذكريات نصر أكتوبر العظيم. وقال العميد يسري يوم 6 أكتوبر 1973 في تمام الساعة العاشرة صباحا اجتمع قائد الكتيبة العقيد " محمود جلال الدين مروان " مع قادة السرايا وكنت وقتها نقيب قائد السرية المضادة للدبابات وتم مراجعة دور كل سرية من السرايا عند عبور القناة .. وذلك في حضور رئيس عمليات الكتيبة الرائد منصور مهران وتم إخبارنا بموعد العبور وعندما اطمئن علي أن كل واحد منا يعرف دورة المنوط به جيدا قال علي بركة الله واحضر لنا شايا وأجبرنا علي الإفطار رغم أننا كنا في رمضان .. وفي تمام الساعة الواحدة والنصف ظهرا أمرنا بإخبار الجنود بموعد العبور وكان لديهم الشعور بأننا بالفعل سنعبر القناة. وأضاف العميد عمارة لقد شاهدت أول طلعة للطيران المصري وكان يطير بالقرب من الأرض حتي لا يلتقطه الرادار الإسرائيلي. وكانت هناك حالة صمت رهيب بين الجنود لحظة انطلاق الطيران المصري ليعبر القناة في اتجاه إسرائيل وبعد عدة دقائق صرخ الجنود بصيحة ¢ الله أكبر.. الله أكبر¢ ثم قمنا بتجميع معداتنا سريعاً للتحرك وكانت لحظتها علي كوبري الفردان بالكيلو 11 بطريق المعاهدة والمسافة حتي القناة تستغرق حوالي 10 دقائق خلالها شاهدنا الطائرات المصرية عائدة من الضفة وكان الطيارون يطلقون علينا التحية عن طريق النزول للاقتراب من الأرض ومع وصول أول فوج من الجنود إلي ارض سيناء تم زرع العلم المصري في مشهد ابكي جميع القادة وسيظل محفورا في ذاكرتي طوال حياتي .. وصعدنا علي الساتر الترابي وبحوزتنا 10 مدافع و4 خفيف و6 ثقيل "الخفيف وزنه 82 كيلو والثقيل 305 كيلو" والله لا أعرف حتي يومنا هذا كيف صعدنا بهذا الوزن الساتر الترابي علي ارتفاع 20 مترا. ¢ أسر عساف ياجوري ¢ وأشار العميد يسرة عمارة إلي انه وفي هذه الأثناء وصلت معلومات لقائد فرقة "العميد حسن أبو سعده" بأن إسرائيل ستقوم بهجمة مضادة حتي تجبرنا علي الرجوع للغرب وتقطع طريق المعاهدة وتحاصر بورسعيد. فاتفق القادة علي عمل جيب نيراني علي حرف"U) '' اللواء الرابع مشاة في اليمين و اللواء 120 مشاة في اليسار. واللواء 117 الميكانيكي في الوسط والذي كنت اعمل به . وذلك لعمل §§ الكماشة §§علي العدو وتدميره. وبالفعل دخل العدو مندفعا إلي الفخ وعندما وصلوا إلي المنطقة أطلقنا عليهم النيران ودمرنا 73 دبابة في أقل من نصف ساعة وتحركنا تجاه الشرق لتحقيق مزيد من المكاسب علي الأرض. ونظرا لحدوث عطل بسيارتي ركبت مع زميل "فاروق سليم" من المنصورة. ولاحظت وقتها اصابتي برصاصة دخلت في يدي وخرجت من الناحية الأخري.. إلا أننا لاحظنا وجود بعض الجنود الإسرائيليين مختبئين خلف ساتر فجرينا نحوهم وقتلنا منهم ثلاث أفراد وأسرنا الباقي . وكان أحدهم يضع مسدسا في وسطه اتضح بعد ذلك أنه القائد الاسرائيلي العقيد ¢عساف ياجوري¢ قائد كتيبة ¢النسق الأول¢ من لواء نيتكا 190 الإسرائيلي المدرع.