بالأمس القريب وبعد كتابتى للمقالة السابقة " رسالة إلى الإعلام " والتى انتقدت فيها إعلامنا المبجل لما لعبه من دور كبير فى إثارة الرأى العام وما وصل إليه حال الشارع المصرى , ورغم أننى لم أسمى إعلاما بعينه إلا أن الكثيرين فهموا الرسالة على أنها موجهة للإعلام المحسوب على الليبراليين والعلمانيين , وهاجمونى بشدة رغم أننى لم اقصد هؤلاء وحدهم وإنما قصدت كل من ساهم فى إزكاء نار الفرقة وشق صف المصريين بما فيهم الإعلام المحسوب على التيارات الدينية لما لهم أيضاً من دور كبير فى هذه الفرقة بأساليبهم الفظة المنفرة والتى تصل إلى السب والقذف بل الطعن فى النزاهة والشرف فى أحيان كثيرة , وهو أمر لا يليق وغير مقبول حتى وصل الحال إلى أن الكثير من الناس التى كانت تعشق تلك القنوات الدينية أصابتها حالة شديدة من النفور من تلك القنوات ولم تعد تستطيع – ويا للأسف – مشاهدتها ولا حتى مجرد ذكر اسمها . ليس هذا هو بيت القصيد , بل المهم هو دور الإعلام , وأعود إلى دور إعلامنا المبجل مرة أخرى لنرى بعين الإنصاف هل فعلاً له دور فيما وصلنا إليه أم لا ؟ فمنذ يومين تم حصار دار القضاء العالى وانطلقت الشائعات هنا وهناك عن محاولات لاقتحام مكتب النائب العام وإحراق محتوياته ولم نرى إعلامنا المبجل يشير إلى هذا الموضوع او يستنكره او يستهجنه على عكس ماحدث أيام حصار المحكمة الدستورية – وكلا الأمرين مرفوض تماماً _ حتى لا يتهمنى أحد مرة أخرى بأننى أميل إلى طرف على حساب أخر , فليس مقبولاً بحال من الأحوال حصار المحكمة الدستورية ولا دار القضاء العالى ولا حتى أصغر محكمة جزئية فى أصغر مركز فى مصر . فحصار المحاكم وإرهاب القضاة أمر لا يمكن تبريره او قبوله تحت اى مسمى , فالقضاء فى اى مجتمع هو رمز العدل وحصن الأمان للناس على مدار الأيام – حتى وان الم به بعض العوار فى بعض الأحيان – فذلك لا ينفى عنه صفته كرمز للعدل لأننا فى النهاية بشر نصيب ونخطئ , ومن ثم فاستخدام اى وسيلة للضغط على القضاء مهما كانت الوسيلة ومهما كانت الغاية مرفوض تماماً وتحت اى مسمى . المهم نعود إلى إعلامنا المبجل ونقول أين كنتم من حصار دار القضاء العالى ؟ ولماذا لم تملئوا الدنيا صراخاً هذه المرة ؟ أين كنتم – لا اسكت الله لكم حساً – , ام هو الهوى ؟ أين الشفافية .. أين النزاهة .. أين الموضوعية فى نقل الأخبار, أكرر نصيحتى لكم أيها الإعلاميون .. اتقوا الله فى أنفسكم .. اتقوا الله فى مصر .. عودوا لجادة الصواب .. وحاولوا إنقاذ مصر ورأب صدعها .. قبل أن تغرق بنا جميعاً سفينة الوطن .. وساعتها لن ينفع الندم .. إعلامنا المبجل .. لا اسكت الله لك حساً , انطق .. وانطق .. وانطق .. بالحق .. بالصدق .. بموضوعية .. بنزاهة – كعهدنا بك – فليس لك فى النهاية ناقة ولا جمل فى الموضوع , بل أنت فى النهاية مرآة للحقيقة .. ونبض الشارع , ونبراس الحقيقة , إن أنت أحسنت أداء دورك والقيام بواجبك فى كشف الحقائق وإعلام الشارع بما يدور حوله , بشرط الموضوعية والصدق , لأنكم فى النهاية ستسألون أمام الله عن كل كلمة .. كل حرف .. كل إيماءة , من الممكن أن تفسر بشكل خاطئ , وأكرر أن نصحى لكم من منطلق حبى لكم .. وحرصى عليكم وثقتى فى عظم دوركم . أمين التثقيف السياسى* وعضو الأمانة العامة لحزب الوسط بالمنوفية د.دكتوراه فى الاقتصاد والمالية العامة [email protected] facebook.com/D.mabroukKhiralla www. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]