لم يعد هناك شك فى أن الإعلام المصرى له دور كبير فيما وصلنا إليه اليوم وما وصلت إليه مصر من الوقوف على حافة الهاوية , فهذا الإعلام الفاسد المضلل – إلا ما رحم ربى – ساهم بشكل كبير جداً – إن لم يكن هو صاحب الدور الرئيسى – فيما وصلت إليه البلاد من فرقة وشق للصف حتى أصبحنا على أعتاب حرب أهلية. فما كنا نخشى حدوثه فى الأمس القريب – من نزول للجماعات الإسلامية للشارع – أصبح يطرق الأبواب بشدة , وأصبح نزول تلك الجماعات للشارع قاب قوسين او أدنى – وهو ما لا نرجوه – فنزولهم يعنى حرب أهلية بكل ما تحمله الكلمة من معنى , ويرجع الفضل فى ذلك إلى إعلامنا البطل وإعلاميونا الأفذاذ الذين ساهموا فى إذكاء نار الفتنة والفرقة والتشتت بين أبناء هذا الوطن , حتى رأينا بأم أعيننا الاعتداء على المساجد وانتهاك حرماتها دون رهبة او خوف او خشية من الله عز وجل , بل و رأينا إشعال النار فى الأجساد – وهى سابقة لم تحدث فى تاريخنا – فلم نرى أبداً على مر التاريخ مصرى يشعل النار فى مصرى آخر , وهو ما يكشف عن مكنون الحالة المصرية الراهنة , وما وصل إليه المصريون مع بعض من عداوة واقتتال. فنقول لهؤلاء الإعلاميون اتقوا الله فى أنفسكم أولاً ثم فى مصر , فأنتم تتحملون الكثير والكثير من دماء المصريين التى تراق ليل نهار , وللأسف الشديد بأيدى مصريين أيضاً , واعلموا أنكم ستقفون امام الله عز وجل , وسيسألكم عن أقوالكم وأفعالكم وعن كل قطرة دم سالت بسببكم , فهل أنتم مستعدون لهذا اليوم . أيها الإعلاميون , اتقوا الله وراجعوا أنفسكم وراجعوا مواقفكم وتصريحاتكم وتصرفاتكم , فلا زالت الفرصة أمامكم للعودة لربكم والعودة إلى أنفسكم قبل أن تلقوه سبحانه وتعالى بأيدى ملطخة بالدماء .. الدماء المصرية .. ولا تنسوا قول الرسول الكريم " من أعان على قتل امرئ مسلم ولو بكلمة فليتبوأ مقعده من النار " او كما قال صلى الله عليه وسلم , فاتقوا الله فى أقوالكم وما يصدر عنكم , فلا تدرون ماذا قد تصنع بكم كلماتكم , فكما قال صلى الله عليه وسلم " إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالاً تهوى به فى النار سبعين خريفاً " , فهذا أكبر دليل على خطورة الكلمة , ومآل صاحبها إن كانت غير الحق , ولا تنسوا أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً او ليصمت " . أيها الإعلاميون , اتقوا الله وقولوا خيراً او اصمتوا , عودوا إلى جادة الصواب .. راجعوا مواقفكم وأقوالكم وتبرؤا لله من دماء المصريين , فأول ديوان يقضى فيه الله تعالى يوم القيامة هو الدماء , فاتقوا الله وخلصوا أنفسكم فى الدنيا قبل أن يقتص منكم يوم القيامة . أيها الإعلاميون .. ارحموا مصر .. فمصر لم تعد تحتمل المزيد من الدماء والحرق والتدمير .. اتقوا الله واعلموا أن الدنيا ستمضى يوماً ما , وسندخل جميعاً القبر .. كل بعمله .. ولا يبقى لنا إلا ما قدمت أيدينا ..فان كان خيراً فخير وان كان غير ذلك , قلا يلومن احد إلا نفسه .. أوجه رسالتى لكم من منطلق حرصى عليكم .. ومعرفتى بقيمة رسالتكم السامية – إن أنتم أحسنتم استخدامها وتوجيهها – لتكون إحدى دعائم رقى هذا البلد الحبيب وتقدمه .. فاتقوا الله فى مصر وتصالحوا مع أنفسكم .. مع بلدكم .. مع شعبكم .. كونوا سبباً لوحدة هذا البلد بدلاً من أن تكونوا سبباً فى فرقته وتمزيقه .. كونوا سبباً للبناء لا معولاً للهدم .. وليحفظ الله مصرنا الحبيبة من كل سوء . أمين التثقيف السياسى* وعضو الأمانة العامة لحزب الوسط بالمنوفية د.دكتوراه فى الاقتصاد والمالية العامة [email protected] facebook.com/D.mabroukKhiralla www. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]