الحمد لله رب العالمين,الحاكم فوق عباده ,الغالب على امره,القوي في قهره ,الحكم العدل سبحانه,حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما. وبعد اوجه رسالة بإسم كل ام ثكلى وكل اب عائل مريض وكل شاب عاطل وكل فقير محتاج وكل مصاب ضرير وكل طفل يتيم وكل شاب تعثر في الزواج وكل مظلوم مقهور وكل باحث عن عمل , رسالة أخاف فيها ربي (الملك) (الجبار) (القهار)، ولا اخاف فيها لومة لائم وأرجو ثوابها من الله وحده.اتقدم بها خاصة الى رئيس جمهورية مصر العربية السيد محمد مرسي. لقد حرم الله سبحانه وتعالى ان يطغى بشر على بشر او ان يحيف شخص على اخر لاجل ذلك حرم الظلم على نفسه وجعله محرما بين عباده فقال سبحانه(والله لا يحب الظالمين).. وياويل من ظلم ضعيفا لايجد لا ناصرا غير الله وياويل من ابكى صغيرا لاحول له ولا قوة او احزن ارملة او يتم طفلا او عادى وليا صالحا ,عالما او مجاهدا او عابدا فأذاه واشهر به فمن عمل ذلك اما لمال اوشهوة او منصب فليبحث له عن سلاح ليحارب الملك العلام ومحارب الله محروب ومغالبه مغلوب ,مكسور مدحور,فيا سيدي الرئيس في بلدنا هذه كم من عاطل ومريض وفقير لايجد مأوى ولا ملجأ وكم من مظلوم لا يجد ناصرا ولقد دوقت طعم الظلم سنوات فاستشعر مدى حاجه هؤلاء اليك الذين سلموك الراية واعطوك حق الولاية فلتزم بحقهم عليك فلا تأمن على نفسك ولا من خلفك ان يقوم مظلوم في ظلمة الليل وانتم تغطون في نومكم فينادي ربه باكيا مجروحا محروقا متألما اللهم ان فلان ابن فلان ظلمني ولم يعطيني حقي اللهم انه استعان بقوته على ضعفي اللهم اني استعين بقوتك عليه ياناصر المظلومين وقاهر الظالمين, فيا أيها الرئيس: إتق الله في شعب مصر فإن مصربلد الخير فإستوصي بها خيرا ولقد جائت الوصاية عامة من رسول الله حين قال: (إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا). واتق الله في شعب مصر فأنها بلد الوحدة, لاتدعو لقسمة او حزبية او عرقية او طائفية او اخونة ولقد جائت الوصاية من الله عز وجل (﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ﴾ والسبل تعني الفرق والجماعات. واتق الله في مصر فهي أحق وأولى قبل اي بلد اخر ,فهي اولى بالماء والكهرباء قبل اي دولة اخرى فهي اولى قبل غزة وغيرها فهي امانة والامانة اولى باهلها ولقد جائت الوصاية من الله تعالى({إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها). واتق الله في مصر وأفي بالوعود التي وعدت ولقد حزر رسول الله صلى الله عليه وسلم من عدم الوفاء بالوعد : فقال (اية المنافق ثلاث,اذا حدث كذب واذا وعد اخلف,واذا اؤتمن خان). واتق الله في شباب مصر واعطي الاجير حقه قبل ان يجف عرقه فلهم عليك حق واتق الله في شعب مصر واحقن دماء ابنائها واتق يوما ترد فيه الى الله فتتعلق دماؤهم في رقبتك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لتؤدَّن الحقوق حتى يقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء يوم القيامة ). واتق الله في نفسك فانت المسؤول أمامنا وامام الله فأنت الحاكم لامن يقف خلفك او ورائك . اتق الله فينا واتق يوم ترجع فيه الى الله فانظر ماذا قدمت يداك واتق الله فإنك ميت فوالله لو اختبأت في بروج مشيدة أو حفر عميقة فان الموت لا قيك، فهل فكرت في مصيرك في القبر، هل تخيلت الحفرة التي ستكون فيها وحيداً فريداً؟! ماذا ستقول حينها (ما أغنى عني ماليه، هلك عني سلطانيه) فإجلس مع نفسك قليلا قبل فوات الاوان واسألها كم وصل عدد الفقراء في بلادنا، سلها لماذا يسكن الملايين المقابر، سلها عن الأمراض التي انتشرت، سلها عمن قتلوا في سكك الحديد أو السفن و سلها عن عدد العاطلين، وسلها عن المغتربين ولماذا هجروا وطنهم الغالي,وسلها عن ارتفاع الاسعار,وكثرة الفساد,وسلها عن أجهزة الأمن كيف يقتلون (العزل) من شعبك برصاص حي ودم بارد وسل نفسك من المسؤول؟ عن كل هذا من المسؤول امام الله وراجع نفسك قبل ان تفارق الروح الجسد ويجف الرمق وتقف بين يدي الله لاتملك شافعا او ناصرا فاتق الله فينا وفي نفسك وفي بلدك .