إن ما حدث أمام مقر الإخوان المسلمون بالمقطم أمر مرفوض تماماً من كلا الجانبين , فلا يقبل أبداً ممن تظاهر أمام المقر أن يسئ الأدب تحت اى مسمى او يسئ استخدام الحرية بإطلاق ألفاظ نابية او رسوم مسيئة , كما لا يقبل أبداً من الطرف الآخر – إذا سلمنا جدلاًً بحدوث مثل هذه الأمور – أن يفرط فى استخدام العنف والقوة بهذه الصورة المزرية التى شاهدناها جميعاً على الشاشات , وما زاد الأمر سوءاً هو تعدى أحدهم على سيدة. فليس هذا من الدين فى شئ .. الم يسمع هذا المعتدى على تلك المرأة قوله صلى الله عليه وسلم " لأن يضربن أحدكم بمخيط من حديد فى رأسه خير له من أن يمس امرأة لا تحل له " فإذا كان نهى النبى عليه الصلاة والسلام عن مس امرأة – مجرد المس – فما بالنا بضربها وصفعها .. !! ومما يزيد الأمر صعوبة أن هؤلاء – حسبما يدعون – يمثلون الدين , ويتحدثون باسم الدين , وكان شعارهم " الإسلام هو الحل " , فهل الإسلام – الذى هو بالفعل الحل لكل مشكلات الحياة – يقبل التعدى على امرأة . هؤلاء يا سادة بعيدون تماماً عن الدين , بتصرفاتهم .. وسلوكياتهم , فالإسلام الذى كرم المرأة – أيما تكريم – براء من مثل هذه التصرفات والأفعال التى تسئ إلى الإسلام والمسلمين على حد سواء. فكيف يقبل ممن ينتسب إلى الإسلام أن يتصرف بهذه الطريقة , ويتعامل مع المرأة بتلك الوحشية وتلك القسوة , فأين هم من قوله صلى الله عليه وسلم " رفقاً بالقوارير " , وقوله أيضاً فى شأن المرأة " إنهن خلقن من ضلع أعوج , وإن أعوج ما فى الضلع أعلاه , فإن أنت ذهبت تقيمه كسرته وإن أنت تركته لم يزل فيه عوج " , أين هم من أخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم . ولا يقبل بحال من الأحوال ما يقال عن أن هناك استفزاز قد حدث , فما معنى استفزاز ؟؟ لا يمكن تبرير الخطأ تحت أى مسمى , وهل الاستفزاز مبرر للخطأ او المعصية " ؟؟ فأين إذن قوله تعالى " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " , وأين هم من فعل المصطفى صلى الله عليه وسلم الذى لم يغضب لنفسه قط , ولم يقتص لنفسه قط , إلا أن تنتهك حرمات الله . عودوا أيها السادة إلى صحيح دينكم وراجعوا سنة نبيكم , وإلا فما الفارق بين المسلم وغيره , إذا كان الجميع سيتساوى فى الأخلاق والسلوكيات الخاطئة !! أيها السادة .. إن أهم ما يميز الإسلام هو الأخلاق والسلوك القويم , وقد شدد المصطفى الكريم على مكارم الأخلاق حين قال " أقربكم منى مجلساً يوم القيامة احاسنكم أخلاقاً " . هذا هو ديننا .. اما ضرب النساء – تحت اى مسمى , وبأى حجة – فليس من مفردات هذا الدين .. وحتى لا يقول قائل أن الله سبحانه وتعالى ذكر الضرب فى القران , فمردود بأن ذلك كان فى شأن النشوز " واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن " , فالأمر هنا مختلف , كما أن الضرب ليس على إطلاقه بل هو مرهون بضابط الشرع وهو ألا يكون غير مبرح وألا يلطم الوجه . فإذا كان نهى النبى صلى الله عليه وسلم صريحاً فى عدم لطم الوجه , فإن ذلك من أكبر الأدلة على بعد من قام بهذا الفعل عن تعاليم الإسلام الحنيف .. وللإنصاف فنقول للطرف الآخر أيضاً أن الشرع يشملكم أيضاً فى نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن التقبيح حين قال " لا تلطم الوجه ولا تقبح " , وقوله فى موضع آخر " ليس المسلم بسباب ولا لعان ولا فاحش ولا بذئ " , من هنا أقول لكلا الطرفين أخطأتم , وعليكم الرجوع إلى الحق والعودة إلى ديننا الحنيف , ولتتعالوا عن هذه الصغائر والسخافات التى تزيد من الفرقة وحدة الخلاف وتشق صف الوطن .. فكلاكما على خطأ , وأرجو أن تعودوا إلى صوابكم .. وان يلتئم شمل الوطن مرة أخرى قبل أن تضيع مصرنا الحبيبة .. مصرنا المحروسة بإذن الله . *أمين التثقيف السياسى وعضو الأمانة العامة لحزب الوسط بالمنوفية د.دكتوراه فى الاقتصاد والمالية العامة [email protected] facebook.com/D.mabroukKhiralla أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]