السيد رئيس الجمهورية , اكتب إليك رسالتى الثانية ناصحاً مخلصاً وأرجو أن تستمع لصوت العقل وأن تستمع لدعوات ونداءات المخلصين من أبناء هذا الوطن , فقد آن الأوان لأن تصحح المسار فالفرصة لا تأتى مرتين .. وقد أتتك الفرصة هذه المرة على طبق من ذهب بعد حكم محكمة القضاء الادارى بوقف انتخابات مجلس النواب القادمة – وبعيداً عن الخوض فى تفصيلات هذا الحكم وهل كان من حق المحكمة إصدار مثل هذا الحكم أم لا – لكن المهم أنها فرصة لإعادة لم الشمل مرة أخرى .. واكرر أنها فرصة ذهبية لإثبات حسن النوايا ولإثبات انك رئيس لكل المصريين .. كما أنها فرصة ذهبية لكسب حب واحترام ملايين المصريين . استمع لصوت العقل ولتقم بتغيير هذه الحكومة – التى اجمع الكل على أنها حكومة فاشلة وعاجزة عن إدارة شئون البلاد – واجمع حولك القوى السياسية المختلفة وليتوافق الجميع على حكومة جديدة تستطيع العبور بمصر من هذه الأزمة .. ولتثبت للجميع انك بحق رئيس لكل المصريين , ليس هذا فحسب وإنما عليك أيضاً أن تجمع القوى السياسية المختلفة .. واكرر القوى السياسية المختلفة – ولا يقف الأمر عند فصيل بعينه فقط – فهذا البلد بلدنا جميعاً ولدنا فيه ونعيش على أرضه وسنموت فيه بإذن الله – ولن يستطيع اى فصيل مهما كان أن يقصى فصيل أخر عن وطنه .. ولن يستطيع فصيل وحده ومهما أوتى من قوة أن يتولى زمام الأمور منفرداً . فلتستمع سيادة الرئيس إلى نداءات الحق , وأصوات العقل التى تعلو من حولك فى كل مكان , ولتجمع كل الأطياف السياسية وليتوافق الجميع على جدول زمنى لإجراء العملية الانتخابية – حتى نقلل قدر الإمكان من المرحلة الانتقالية التى نحياها – وحتى نستطيع القضاء على الفوضى العارمة التى أصبحت تدب فى جميع أرجاء البلاد. استمع سيادة الرئيس إلى العقلاء ولتراجع مبادرات القوى السياسية المختلفة التى لا تريد سوى استقرار وأمن هذا البلد , فهناك مبادرات من شرفاء كثيرين للخروج من هذه الأزمة , ولكن المهم هو أن تقرأ سيادة الرئيس وأن تستجيب وأن تتخذ قرارك وأن تشعرنا بحق أنك رئيسنا جميعاً , وأن هدفك الأول هو مصلحة هذا الوطن , وهذه المطالب سيادة الرئيس ليست مستحلة , فتغيير الحكومة لن يكلف كثيراً , وتحديد جدول زمنى للانتخابات أمر ميسور. ولا تنسى أيضاً سيادة الرئيس تشكيل لجنة قانونية متوافق عليها من الجميع لإعادة النظر فى المواد المختلف عليها فى الدستور ومحاولة إعادة صياغتها بصورة مرضية للجميع – إعلاءً لدولة القانون , دولة الحق , دولة العدل – وحتى يطمأن الجميع أن هناك دستور يعبر عنهم بحق , وان الأمور تجرى فى هذا البلد برضاء أهله دون إجبار او إكراه من أحد , وحتى يثق الجميع أن هذا الوطن لنا جميعاً . أرجو أن تقرأ رسالتى هذه المرة بعين الاعتبار, فالمطالب بسيطة ويمكن تحقيقها , وعندها ستكسب ثقة واحترام جميع أبناء هذا الوطن , وعندها نقول لك سر على بركة الله .. أما قبل أن تحصل على هذه الثقة , فلا أحد يعلم – إلا الله وحده – كيف ستكون النهاية . فأرجوك سيادة الرئيس أن تستمع لصوت العقل قبل فوات الأوان . أمين التثقيف السياسى* وعضو الأمانة العامة لحزب الوسط بالمنوفية [email protected] facebook.com/D.mabroukKhiralla www. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]