اتخذت جائزة نوبل للسلام منذ نشأتها مسارا منحرفا ، عززت به توجهات الغرب، وكُرست لتحقيق الدعاية لمن يريدون له تلميعا و تزويقا ، والآن اتخذت مسارا جديدا ، فأصبحت تُمنح على النيات لا على الأفعال ( رغم أنها كانت وهمية أيضا) فأوباما لم يلمع على مسرح السياسة الدولية أكثر من بضعة شهور ، وهاهو يُمنح الجائزة لمجرد أنه أعلن عن نيته بتحقيق السلام المزعوم ، رغم أن جيوشه مازالت تعبث بأرواح ودماء الأبرياء في أفغانستان والعراق وبأسلحة مصانع بلاده مازال الصهاينة يمارسون أبشع أنواع الفتك والتدمير ضد الغلابة في فلسطين !!بل أنه يعد العدة لإرسال المزيد من القوات لبلد يبعد عنه آلاف الأميال ، أو هكذا يتظاهر ..وأجهزة استخباراته تنشر الفوضى والفتن بين شعوب العالم ، ومعتقلات غوانتنامو وأبي غريب وغيرهما مازالت تغص بالآلاف ، ومازالت الوسائل الوحشية تُمارس ضد ضحاياها . إذا كانت المسألة متوقفة على النيات ، فمن باب أولى أن ينال الحكام العرب هذه الجائزة ، الواحد تلو الآخر ، فلم نسمع أحدا منهم يتحدث عن الحرب أو التحرير ، بل تخلى بعضهم عن دماء وأرواح بني عمومته طلبا للسلام الخائب ، ورفعوا عقيرتهم بالتحريض ضدهم ،من أجل أمن وسلامة الصهاينة !! ومع هذا كله ، وضعهم الغرب في سلة واحدة مع الإرهاب والإرهابيين ، ومازال يطالبهم بالمزيد من الانبطاح .. السلام يعني الحرية ، والدفاع عنها هو الذي يخلق السلام ويعزز الأمن .. السلام يعني العدل ، والعدل يعني تعزيز مقاومة المحتل أينما كان ، وحيثما وجد .. السلام يعني الكف عن نهب خيرات الشعوب ، ولا يعني مهادنة الأنظمة الفاسدة ، والمؤتمرة بأمر أوباما وأقرانه في الغرب وإسرائيل ..السلام أن يقدم الرئيس أوباما ، المرجوم بوش وعصابته للمحاكمة على جرائمهم ..السلام يعني المحبة ، وإرسال المعونات للمنكوبين ، ولا يعني بحال إرسال الطائرات لقصفهم وتشريدهم ..السلام لا يجلبه حصار غزة أو الوقوف ضد لجان التحقيق الدولية لأنها تسعى لكشف الحقيقة وحجم الجرائم المرتكبة في حق المظلومين .. وهذه الخطايا كلها بمباركة أوباما الآن، ودعمه اللامحدود..إذن علينا أن نصف الجائزة بجائزة نوبل للحرب.. ألم يكن هذا الوصف مطابقا لحقيقة الواقع؟ ولذلك على من يريد الجائزة أن يمتلك القوة التي تسوّغ له الاستمرار في تجارب الصواريخ والقنابل ، ويتمادى دون أي تأخير في صناعة أسلحة الدمار الشامل ، وأن يستعرض قواته في مناورات تعربد علي حدود الدول لإرهابها وتهديدها ، وعلى بعد آلاف الأميال من حدود دولته .. عندها فقط سيدرج اسمه ضمن المرشحين لهذه الجائزة اللعينة وبجدارة ،حسب منطق عالم الغابة الذي نعيش !! تُرى ،كيف سيصبح الموقف لو انتهجت الصين أو روسيا مثلا نفس الممارسات ، وقامت بمناورات في الخليج الكاريبي أو خليج كاليفورنيا ؟! عندئذ ألا يحق لساستهما أن ينالا جائزة نوبل ؟!