عبد السلام: بدعم الضباط الشرفاء.. وقدرى: استنساخ لتجربة صحوات العراق.. وخاطر: مستعدون لمواجهة المؤامرات تتجه القوى الإسلامية فى مصر إلى إنشاء إدارة لمكافحة البلطجة ترتكز على المواطنين لإعادة الأمن للشارع مجددا، وهى التجربة نفسها التى طبقتها القوات الأمريكية فى العراق إبان الاحتلال الأمريكى لمحاربة فلول تنظيم القاعدة وقامت بتسليح مجموعات من المواطنين وأطلقت عليهم "الصحوات الأمنية والشعبية" لإنهاء أزمة الانقسام فى الشارع العراقى، ورغم نجاح تلك الصحوات فى العراق ونجاحها فى ضبط الأمن بالشارع إلا أنها تحولت بعد ذلك إلى ميليشيات تتحدى دولة القانون ولا تخضع له، ورغم اختلاف الأوضاع فى مصر عن العراق، إلا أن القوى الإسلامية لوحت بقوة إلى تطبيق هذا النموذج وهو ما حذر منه الخبراء. وكشفت الجماعة الإسلامية عن إمكان إنشاء جهاز شرطى جديد تحت مسمى جهاز مكافحة البلطجة على أن يتكون من "الشرفاء فى وزارة الداخلية"، وتفتح باب التطوع من قبل المدنيين لتولى حماية المؤسسات العامة والخاصة. فى هذا السياق، أشار نصر عبدالسلام رئيس حزب البناء والتنمية إلى أن الوضع الحالى أيضا يستدعى تشكيل لجان شعبية من المواطنين لحماية الممتلكات العامة والخاصة ومساندة الضباط الشرفاء فى أداء دورهم الوطنى لإقرار الأمن ومواجهة الجريمة والبلطجة. وقال عبد السلام: على الرغم من محاولة الواقفين وراء هذا المخطط إيهام الشعب المصرى فى الداخل أو الخارج أن هناك حالة انفلات أمنى واسعة النطاق، فإن الحقيقة التى يعيشها المصريون هى أن هذه الأعمال المفتعلة موجودة فقط فى بعض الأماكن المحددة فى داخل عدد قليل من المحافظات، مؤكدا أن ذلك لا يقلل من خطورة ما سماها ب "المؤامرة". وأضاف أن جهاز الشرطة به غالبية من الضباط والأمناء الشرفاء الذين يحتاجون لدعم شعبى كبير لتمسكهم بالقيام بالواجب الوطنى الملقى على عاتقهم، وأن لهم مطالب عادلة تتعلق بتسليحهم لمواجهة الخارجين على القانون، ولابد من الاستجابة لهم مع وضع الضوابط القانونية التى تنظم استخدامهم السلاح فى ذلك الأمر وضرورة التفريق بين المتظاهرين السلميين والمخربين، وكذلك بين الشرفاء من الضباط ومن ولائهم للنظام السابق. وقال حازم خاطر منسق حركة صامدون إن دعوة الجماعة الإسلامية هامة للغاية، كما أن الآلاف من شباب الحركات الإسلامية والثورة مستعدون لتلك الأدوار من أجل الصمود لمجابهة حملات التخريب الممنهجة التى يقوم بها أتباع النظام السابق والمنتفعون من إفشال الثورة. وأضاف خاطر أن الشارع يحتاج إلى خطة حقيقية لإعادة الأمن فى الشارع، ومن أجل تطبيق ذلك نحتاج إلى بعض الوقت، ولا يمكن أن يظل الشارع فارغا من الأمن، بل يمكن التعويل على شباب الثورة للتدخل والحفاظ على الأمن. بينما أكد اللواء محمد سعيد قدرى الخبير العسكرى والاستراتيجى أن وجود لجان شعبية فى الشوارع ووضعها كبديل للشرطة والأمن معناه استنساخ فكرة الصحوات التى ظهرت فى العراق أثناء الغزو الأمريكى، وهى بالطبع فكرة مرفوضة، ولن يسمح بتطبيقها فى مصر لأن مصر دولة قانون ولا يمكن أن تقبل بغير ذلك. وأضاف قدرى أن البلاد تحتاج إلى خطة جديدة لتدارك الأخطاء الأمنية وإمكان التنسيق للخروج من الأزمة من خلال خطة أمنية إعلامية لتحسين صورة الداخلية ورجالها وتحديد الأدوار المكلفين بها، موضحا أن أدوارا كثيرة تقوم بها الداخلية ليست منوطة بها من الأساس، وهو ما أضر بالصورة التى اتخذت عن الأمن والداخلية فى البلاد. وأوضح قدرى أن تجارب عدة فى بلدان كثيرة مرت بنفس التجربة سابقا بوجود أزمة بين الأمن والشعب بسبب ممارسات أمنية قمعية مرفوضة وتخطتها تلك البلدان، ومن ثم يمكن الاستفادة من تلك التجارب وإنهاء الأزمة فى مصر.