لدينا رؤية متكاملة للنهوض بالقرية المصرية وبالريف المصرى عموماً، ولكن نتطلع إلى مشاركة عامة فى هذا الشأن بأفكاركم، نقصد أفكاركم أنتم يا أهل مصر من القاطنين بالريف المصرى والمتمسكين بجذوركم وموطنكم، ليس فقط أصحاب الحيازات الزراعية منكم والذين نستهدفهم بالتأكيد للنهوض بمخرجاتهم، ومن ثم تعظيم عوائدهم، بل وكل أسرة مصرية تقطن الريف المصرى حتى وإن كانت غير حائزة لأرض زراعية، الأب والأم والأبناء بل والأطفال منها كذلك، وفى ذلك الشأن قررنا أن نوزع استمارة مجانية على كل أسرة ريفية لتضع فيها رؤيتها وأفكارها التى تأملها لقريتها، وفى ذلك الشأن أيضاً ومن باب الجدية، قررنا كذلك عمل بطاقة عائلية لكل أسرة ريفية، تمهيداً لاستخدامها مستقبلاً فى تلقى الأسرة خدمات بعينها، ومعلومات كذلك تتعلق مباشرة بمصالح الأسرة الريفية وموطنها. وعلى التوازى ستشرع الدولة على الفور فى تقديم قرية مصرية كنموذج يضم كل ما تشمله رؤيتنا فى ذلك الشأن، إلى حين أن تتبلور أفكاركم وأن تقدموها لنا، لنتخير الصالح منها فنطور به رؤيتنا الأولى. إلى هنا، فما تقدم يا دكتور قنديل، هو ما أحلم أن يرد على لسانك «سريعاً» وأكررها سريعاً، فى حديثٍ عامٍ للناس، بالتأكيد ليس حديثاً مجرداً، بل يحمل تفاصيل علمية وعملية، وإلا سيصبح كلامى إليك الآن مجرد حلم ومن ثم حديثك للناس كذلك. بالتأكيد، التفاصيل العلمية بل والعملية كذلك، لما تقدم بل وعلى منوالها وبتفاصيل مغايرة ما سيغطى مصر جغرافياً وأهل مصر شمولياً، بل ورؤى وأفكار أخرى عديدة، على أصعدة ومجالات عدة، عملية وجاهزة للتطبيق «الفورى»، وفضلاً عن تكلفتها الرشيدة، فإن عوائدها تصاحبها، نعم عوائدها المادية المعتبرة المباشرة تصاحبها كذلك، بل وأخرى غير مباشرة معتبرة كذلك، يا دكتور. بل والبعد السياسى حاضرٌ فيها كلها وبامتياز، ويغطى آفاقاً غير مطروقة من قبل، فضلاً عما سيساهم وبقدرٍ معتبر، فى اختراق الحالة السياسية الراهنة، والنزول بالتوتر والاحتقان إلى حدود مقبولة وإلى أن يتلاشى بإذن الله. كل ما تقدم، هو ما سأضعه بكل التواضع، أمامك يا دكتور قنديل، عند لقائى بك قريباً بإذن الله. * أحدهم قال فى سياق نقده للرئيس: قارنت ذهنياً بين الاعتراضات التى تواجه مرسى من شعبه فى 2013، والاعتراضات التى واجهت نجاد من شعبه فى 2009. وأنا عقبت عليه: لكننا نتميز عن إيران، بأننا وحتماً بإذن الله، سنقيس حجم المعارضة وبشفافية عبر الصندوق، بينما فى إيران نظام مستبد، وهذا لا ينفى وبالتأكيد ضرورة أن يتجاوز مرسى تعويقات معارضته عبر الإنجاز لشعبه، وهذا للأمانة والموضوعية التحدى الماثل أمام مرسى، والذى صنعته سياسة «الطبطبة» عبر عامين للأسف. ثم أردف: نجاد لديه جيش يساند نظامه، بينما جيش مصر ليس لدى مرسى، جيش مصر لدى مصر، لن يساند حكماً ضد الشعب. فعقبت عليه: نعم الجيش جيش مصر، لذلك وحتماً وعند الضرورة، أى عندما تنتفى كل السبل السلمية ويمثل أمامنا التخريب بصورة واضحة وفجة والإعاقة العمدية لاقتصاد مصر، سيدافع جيش مصر عن أى خروج على الديمقراطية، ومن ثم عن نظام مصر الجمهورى، وانس تماماً أن جيش مصر بتاريخه ثم جيش مصر بعد 25 يناير 2011، ثم جيش مصر بعد أن تم الفرز السياسى، لا يمكن أن يميل جهة الأقلية ويقف فى مواجهة الشعب، وبالمناسبة فأنت وأقرانك تحللون عبر الأمانى الواهية الزائفة، من باب العجز، وعبر الدفوع النفسية. * أعود إلى مبادرتى التى توجهت بها فى بداية المقال إلى رئيس الوزراء، وأقول له: إن أقيم ما يمكن أن تقدمه لمصر فى هذه الآونة، هو أن تعطى نموذجاً لرجل الدولة الذى يستطيع العمل فى ظل الضغوط، فإن فعلت فسيذكرك تاريخ مصر رغم كل النقد الذى وُجه إليك، رغم أن أغلبه إما بالباطل أو إما أنك غيرُ مسؤولٍ عنه بكيفية مباشرة. وبالمناسبة، فأنا ألمح أحد وزرائك وكأنه يعمل فى كوكب آخر، صحيح أنا لا أعرف هل حقق إنجازاً أم لا، ولكنى أحييه لأنه يبدو لى وكأنه بالفعل يعمل فى كوكب آخر، وهو المطلوب فى هذه الآونة، لا أقصد بالتأكيد من استخدامى للوصف الدارج المتعارف عليه حينما نصف الغائب عن الأحوال المحيطة به بأنه فى «كوكب آخر»، ولكنى أقصد تحرر هذا الوزير من الأثر السلبى للضغوط الصعبة التى تعيشها مصر منذ ربيع 2011. أقصد وزير السياحة، وربما بعض وزرائك أيضاً، وأتطلع رغم مسؤولياتك الجسام، أن تنضم إليهم، فلدينا ما يمكن أن نحققه، حتى فى ظل التعويق، نعم حتى وفى ظل التعويق الذى يحدثه كارهو أنفسهم والوطن. وحتى ولو رضخ لهم الرئيس ليخدمهم فيبيض شخوصهم المكروهة الآن من الشعب، فإلى أن يتفق هؤلاء على وزراء حكومة جديدة، أمامهم عشر سنوات، ولن يتفقوا، بينما يا دكتور قنديل لا نحتاج إلا ليومين لنرسم ملامح ليس فقط هذا الموضوع بل لثلاثين موضوعاً، وفى شهرين سننجز انطلاقة ثلاثة منها، وستمسح بالأستيكة كل ما وُجه إليك من نقد، بل وستخلِّد اسمك فى التاريخ. أما رئيس الجمهورية أعانه الله فأقول له، أن اختراق الحالة السياسية الآن يا سيادة رئيس، يحتاج إلى مبادرات اقتصادية مبدعة، وصدقنى هى العنصر الأفعل لتحقيق هذا الاختراق ومن ثم تجاوز المعوِّقين، وهو ما سنسلكه بإذن الله مع قنديل، وانتظروا مصر الواعدة، حتى فى ظل التعويق، والله ولى التوفيق. [email protected]