ايلي ابيدر: الجياع والفقراء المصريون الذين سمعوا شعار "الإسلام هو الحل" لسنوات يخرجون الآن للشوارع بعد أن ساء وضعهم قال إيلي ابيدر مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آرييل شارون، إن الأزمة الاقتصادية هي السبب وراء تفجر أحداث الشغب في مصر، كما أن هروب المستثمرين وتعليق اتفاقية الغاز جعلا الرئيس محمد مرسي بلا قدرة على إيقاف الانهيار. وأضاف ابيدر في مقال نشرته بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية الاثنين، أنه بدلاً من الاحتفال بذكرى تبديل السلطة خرجت الجماهير للتظاهر ضد مرسي، على خلفية الواقع الاقتصادي غير المحتمل، في الوقت الذي لا يبدو فيه هناك حل للأزمة في الأفق. وقال: "على مدار المائة عام الأخيرة صعب على مصر توفير الاحتياجات الأساسية للشعب، وفي كل جيل اهتم النظام الحاكم في مصر بتصدير العمالة للدول العربية الثرية، وهذه الدول استوعبت على مدار سنوات المصريين الذين تدفقوا بالعملة الأجنبية عندما عادوا لبلدهم، لكن العولمة قامت بتصفية وإبادة هذا الحل، دول الخليج اكتشفت عمال باكستان والهند، الذين يكتفون بأجور أقل ولا يشكلون تهديدًا سياسيًا، في الوقت الذي استمرت فيه زيادة الكثافة السكانية بمصر، بينما الاقتصاد غير مؤهل لتوفير عمل لكل الجائعين". وأضاف: "حكام مصر في العصر الحديث استثمروا جهودهم لمنع قيام انتفاضات جماهيرية على خلفية الوضع الاقتصادي، (جمال) عبد الناصر (الرئيس الأسبق) استخدم الإعلام لتعزيز الكرامة الوطنية، وشدد على مكافحة الاستعمار، وأمم الشركة الغربية التي أدارت قناة السويس، ليحصل على المزيد من القوة ومزيد من الدخل في مصر". في المقابل أشار إلى أن الرئيس الراحل أنور السادات "فهم أن التسلية والترفيه ليسا حلاً طويلاً المدى، فقام بتوقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل وبدا الاعتماد على الولاياتالمتحدة، بينما وجه (الرئيس المخلوع حسني) مبارك معظم طاقته للتطوير الاقتصادي، والذي كان ملحوظًا في كل سنوات عهده على الرغم من الفساد المستشري والمتزايد". وتابع: "لكن منذ الثورة، والسياحة لمصر تتباطأ، والمستثمرون الأجانب يفرون من مصر بأعداد كبيرة وحتى أصحاب رأس المال المحليين يغادرون، وإيقاف ضخ الغاز لإسرائيل أدى إلى فقدان عائدات ضخمة من العملة الأجنبية التي كان من الممكن أن تكون متاحة في يد النظام المصري الحاكم الآن، هذه هي الخلفية الحقيقية للأحداث في مصر". واستدرك مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، قائلاً: "دعوة محمد البرادعي للمصريين للتظاهر ضد الدستور الجديد ربما تم الاستماع إليها من قبل الطبقة الوسطى، لكن الذين يخرجون للشارع من جماهير يومًا بعد يوم هم الجياع والفقراء، الذي ليس لديهم ما يخسرونه، هؤلاء الذي سمعوا على مدار سنوات من الإخوان المسلمين شعار (الإسلام هو الحل) واكتشفوا الآن أن وضعهم تحت النظام الجديد ساء". وأكد أنه "ليس للرئيس مرسي طرق سهلة أو سريعة لحل الأزمة"، زاعمًا أن "رئيس الحرس الثوري الإيراني وصل مصر مؤخرًا والتقى مرسي موصيًا بإقامة حرس ثوري مماثل، إلا أن الأمر سيأخذ سنوات، في الوقت الذي لا تشعر فيه دول عربية أخرى بالارتياح لمساعدة النظام الجديد، قطر الغنية ستمتلك بالتأكيد سندات مصرية تقدر بمليار أو مليارين من الدولارات، لكنها لا تنوي تحمل الاقتصاد المصري على ظهرها". وختم قائلاً: "القطريون يريدون أن يكونوا رجال العالم الأكبر، لقد امتلكوا قناة آل جور التليفزيونية، وماركة فالنتينو، وهارودز في لندن، وقميص برشلونة ليس لديه ما يبحثون عنه في مصر"، مضيفا أنه لا يبقى إلا الغرب، والطريقة الرئيسية لمصر في تغيير علاقاتها الاقتصادية مع العالم تمر من خلال إصلاح العلاقات مع إسرائيل واتفاقية الغاز، وغيرها، وهناك في النظام الحاكم الجديد عناصر لن تؤيد هذه الخطوة، إلا أنه ربما يمكننا القول إن خطر الجماهير الجائعة أكثر مصيرية بالنسبة لهم".