رأت الصحيفة الإسرائيلية "إسرائيل اليوم" أن الانتخابات الرئاسية المصرية اعتبرت بطريق الخطأ معركة بين حركتي حماس وفتح، مشيرة إلى أن الحركتين الفلسطينيتين رأتا نتيجة الانتخابات كاختبار لمواصلة الطريق بعدما توقفت مناقشات مصالحة الفصائل الفلسطينية ووصلت إلى طريق مسدود. وقال المحلل الإسرائيلي "رؤوفين بركان" إن النشطاء المنتسبين إلى منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح كانوا يعتقدون أن انتخاب رجل النظام السابق الفريق أحمد شفيق، رئيساً للدولة المدنية العلمانية ذات جدول الأعمال المتأثر بالمصالح الغربية سيكون في صالحهم، لأن ذلك سيؤدي إلى ضغط مصري على حماس للسير على هذا النهج ويحافظ على الهيمنة الاستراتيجية لمنظمة التحرير وحكمها. ويرى الكاتب أن حركة حماس تعتقد هي الأخرى أن فوز الدكتور محمد مرسي، رجل الإخوان المسلمين الذي يقف في الشرفة الخلفية لمصر، على حد تعبيره، سيجعل حماس بمثابة مركز القوة الوحيد للشعب الفلسطيني، وسيجعل حركة التحرير الفلسطينية لا لزوم لها، وسيقود مصر إلى المواجهة مع إسرائيل، الأمر الذي قد يحقق رؤية "تحرير فلسطين". وزعم الكاتب أن إطلاق حركة حماس الصواريخ الأخيرة على إسرائيل من سيناء قبل البدء في الإطلاق من القطاع جاء بمبادرة من عناصر داخل مصر هدفها الرئيسي هو التعاون مع حماس في استفزاز إسرائيل على الحدود بين الدولتين، من أجل جر إسرائيل للرد في سيناء حتى تتحرك الجماهير الراديكالية للتصويت لرجل الإخوان المسلمين. ويرى الكاتب أنه من الصعب الافتراض بأن هذه الأزمة المتعمدة مع إسرائيل يمكن اعتبارها لبنة استراتيجية في حملة مرسي الانتخابية، متوقعاً أن يطمح النظام الجديد برئاسة مرسي الغارق في مشاكل دستورية واجتماعية واقتصادية والذي يريد أن يقيم شبكة علاقات معقولة، أن يطمح في وضع معاكس لذلك في ضوء ملايين الأفواه الجائعة التي صوتت لمرسي من شدة يأسها وتتوقع منه ومن حركة الإخوان المسلمين سداد الديون. وتوقع الكاتب اضطرار مرسي للانضمام إلى الأمريكيين والغرب من أجل النجاح في إطعام ملايين المواطنين الجوعى والنهوض بالاقتصاد المصري، متوقعاً أيضاً أن تخيب آمال حركة حماس في الدعم المصري، حيث أن النظام المصري الجديد لديه أشياء أهم وأكثر إلحاحاً.