لا يشك عاقل في أن الرفق يأتي بنتائج ناجحة،وأنه أمر أساسي في التحاور والوصول إلى تحقيق الأمن للمجتمعات،فعن طريق الترفق بالمخالف والسماع له تحل مشاكل كثيرة، وتتفادى الشعوب العنف الذي يؤدي إلى إغراق الوطن في سلسلة لا نهاية لها من الدماء ،وهذا هو المنهج القرآني والنبوي،قال تعالى:" وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا "،وقال صلى الله عليه وسلم:" إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه". ولكن أحيانا يكون الحزم مع المخالف هو الطريق الوحيد لتحقيق الأمن؛وذلك لأن بعض الناس من أصحاب البلطجة الفكرية والإعلامية والبدنية لا ينفع معها إلا الحزم والشدة؛لأن هؤلاء طالما أنهم في مأمن من العقوبة سوف يزدادون من عنفهم وتجبرهم،حتى يصل الأمر بهم إلى كسر جميع حواجز الاحترام والتبجح المعلن الذي يصل إلى التعدي بالقول واليد بل والقتل ،وهذه هي اللغة التي يستخدمها المفسدون عندما يتعامل معهم الطرف الآخر على طول الخط :" لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ "وينسى :" إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ "،فالمعتدون لهم لغة تتناسب مع جرمهم ،وأصحاب الحوار لهم لغة تتناسب معهم . وهذا ما فعله سيد الخلفاء الراشدين أبوبكر عندما أراد مانعو الزكاة والمرتدون أن ينالوا من أمن الدولة واللعب بثوابتها ،فتحول الرفيق اللين إلى أعلى درجات الحزم وواجههم بما يتناسب مع فعلهم:"لو منعوني عقالا كانوا يؤذونه إلى رسول الله لقاتلتهم علي". فيا سيادة الرئيس الرفق مع من لا يستحقه ليس من الحكمة في وقت يستعرض هؤلاء عضلتهم عليك وعلى الشعب ويتكلمون وكأنهم هم الحاكمون لمصر،وتجرأ عليك وعلى شعبك الصبية والرويبضة ومن وقت لأخر يخرجون علينا بحزمة قرارات يتبعها مؤامرات تنقلب بعد ذلك إلى مناوشات ومواجهات يدفع ثمنها أبناء الشعب. يا سيادة الرئيس تحرك قبل ألا تتحرك وافعل قبل ألا تفعل حتى لا تموج مصر في موجة الفوضى اللامتناهية تحت كلمات وشعارات الحق الذي يراد بها الباطل الحرية الحرية الحرية. يا سيادة الرئيس لا تتجاهل الكم الغفير الذي انتخبك وتعمل حساب من لا يعملون حسابا إلا لمصالحهم ،ولا تظل دائما حالك :"لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ " وتنسى :" إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " فهؤلاء كلما نفذت لهم طلبا علا عندهم سقف المطالب فهم لا يريدون إلا حلا واحدا فقط هو أن تزل من على الكرسي ليستقر هم عليه وتستقر أنت مع مبارك حتى يقولوا هذا هو الرئيس الإسلامي الذي انتخبتموه،هذا هو الحل الوحيد الذي يرضيهم.فهل مثل هؤلاء يصلح معهم الرفق واللين على طول الخط أم أنه ينبغي أن يكون الرفق واللين مع من يستحقه والحزم والحسم مع من يستحقه حتى نحقق الأمن لمصرنا؛لأنه من أمن العقوبة أسأ الأدب. [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]