وجه أنور السادات رئيس حزب "الإصلاح والتنمية" رسالة لمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين حمله فيها مسئولية الأحداث التى شهدتها مصر منذ يوم أمس الجمعة فى الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير . واتهم مكتب الإرشاد باتباع سياسة انتهازية لا تراعى إلا مصالح الجماعة. وقال السادات فى رسالته لمكتب الإرشاد "تعلمون جيداً أنكم المسئولون عما يحدث فى مصر الآن فلقد انتهجتم منذ بداية العملية الانتقالية سياسة إقصائية انتهازية إلى أبعد الحدود وهمشتم الجميع وأبعدتموهم عن المشاركة الحقيقية فى بناء وطنهم بما فى ذلك الرئيس المنتخب الذى أظهرتم للجميع أنه لا يحكم على شىء ولا يملك قرارا, وأفسدتم حواراً وطنياً جاداً كان يرعاه وحاولتم عنوة تغيير النسق الاجتماعى فى مصر وكانت نتيجته كما رآها العالم أمس فى الذكرى الثانية لثورة 25 يناير." وأضاف السادات قائلا "رأى العالم زهرة شباب مصر من المثقفين والمتعلمين يكفرون بالقانون ويحملون السلاح تجاه إخوانهم من أبناء الوطن ويغلقون الطرقات ويحرقون المنشآت ويقتحمون المبانى فى نموذج أقل ما يوصف بانتفاضة غضب. إن الذى بدأ مسلسل الحرق بسلاح محدود غداً سوف يتطور لمرحلة التفجير ولنا فى العراق أوضح مثال وإن هذا لهو الإنذار الأخير الذى يجب أن تتعاملوا معه بكل اهتمام." وعلى محور آخر – قال السادات - لقد نجحتم بشدة فى إظهار مثالٍ سيئ لحكم التيارات الإسلامية وفقدتم مصداقيتكم لدى الكثيرين حتى من كان يتعاطف معكم مما يعرقل أساس نشاط الجماعة وهدفها الأصيل فى الدعوة للإسلام وأذكركم فى هذا بدعاء سيدنا إبراهيم لرب العزة " ربنا لا تجعلنا فتنةً للذين كفروا". أيها السادة لقد أصبحت الجماعة فتنة كبرى وأظهر أداؤها ابتعادا حقيقياً عن الدين الحنيف وعن أخلاقه الحميدة وظهر الكذب والنفاق وخيانة الأمانة ونقد العهود وعلى هذا إن أردتم إصلاحاً فابدأوا بأنفسكم "واتخذوا قرارً شجاعاً ينتصر للإسلام وقيمه" ويقضى على الفتنة المستعرة بين المصريين "قرارًا بحل جماعة الإخوان المسلمين" والتزامكم بالممارسة السياسية فقط من خلال حزب الحرية والعدالة وإنشاء مؤسسة دعوية روحية للاضطلاع بمهام الدعوة وهذا القرار كفيل بتهدئة الشارع وبداية صفحة جديدة مع الجميع, "وأخيراً ارفعوا أيديكم عن الرئيس المنتخب واتركوه يعمل كرئيس لكل المصريين".