لا تزال التعديلات المزمع إجراؤها على أمانات الحزب الوطني بالمحافظات تثير خلافات شديدة داخل الحزب الحاكم، وسط توقعات بأن يتم الإعلان عن حركة التغييرات خلال الأسبوع القادم أو أوائل شهر يونيو على أقصى تقدير. ومن المنتظر أن تطيح حركة تغييرات الحزب بأكثر من 50% من قيادات أمانات الحزب بالمحافظات ، وخاصة المحافظات التي شهدت هزائم أمام مرشحي "الإخوان المسلمين" في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وعلى رأسها محافظة المنيا التي رسب مرشحي الحكومة فيها بنسبة 100% ، إلى جانب عدد من محافظات الوجه القبلي ومدن القناة. ومن المرجح إحلال عناصر جديدة موالية ومنتمية للجنة السياسات التي يرأسها جمال مبارك، خاصة أن معظم أمانات المحافظات الحالية عينها ووافق على تصعيدها كمال الشاذلي أمين التنظيم والأمين المساعد السابق للحزب ، وتدين غالبيتها بالولاء لما يسمى بالحرس القديم . وقد أدت التسريبات عن قرب الإعلان عن حركة التغييرات إلى هرولة قيادات أمانات المحافظات، في محاولة الحصول على مساندة القيادات المؤثرة حاليًا في الحزب الوطني، لحمايتها من الإطاحة بها، بينما طلبت بعض القيادات توسط أعضاء مجلس الشعب والشورى. ويبذل عدد من أمناء الحزب المخضرمين أمثال محمد عبد المحسن صالح أمين الوطني بأسيوط وأحمد عبد العال الدردير أمين سوهاج جهودًا كبيرة لمنع استبعادهم، بعد أن أوعزوا إلى عدد من الشياخات ورموز الحزب بتقديم مذكرات إلى الأمانة المركزية تطالب بإبقائهم في مناصبهم. وعلمت "المصريون" أن الحزب الوطني قرر حسم مصير قياداته في المحافظات بالاستعانة بتقارير جهاز مباحث أمن الدولة وجهاز الأمن القومي، بالإضافة لتقارير لجان المتابعة الحزبية. ويعكف حاليًا قيادات الحزب الوطني في القاهرة على دراسة كافة التقارير الأمنية والأداء الحزبي، لتقييم أداء جميع قيادات أمناء الحزب بالمحافظات، تمهيدًا لإجراء حركة تغييرات واسعة وكبيرة ستشمل جميع الوحدات على مستوى الحزب بباقي المحافظات. من جهته، استبعد الدكتور أحمد ثابت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن تؤدي التغييرات المرتقبة إلى استعادة أرضية الحزب في الشارع السياسي، خصوصًا أن هناك حالة غضب شديدة على أداء حكومة الحزب من كافة الشرائح الشعبية، نتيجة تسريعها لخصخصة وحدات القطاع العام وعدم اتخاذها إجراءات لكبح جماح الفقر والبطالة. وأضاف أن الوجوه المرشحة لا تحظى بشعبية داخل الساحة السياسية ، مما يشير إلى استمرار مأزق الوطني ومراهنته على تزوير الانتخابات كحل وحيد لهيمنته على السلطة.