تعرف على أسماء أحد الشعانين    ورقة المائتى جنيه تستحوذ على الحصة الأكبر من النقد المصدر    محافظ الجيزة يوجه معدات وفرق النظافة لرفع المخلفات بالبراجيل    وزير الخارجية الإسرائيلي يلمح لتأجيل اقتحام رفح حال التوصل لاتفاق بشأن الأسري    الزمالك يتأهل لنهائي كأس مصر للرجال الطائرة    لمكافحة الفساد.. ختام فعاليات ورش عمل سفراء ضد الفساد بجنوب سيناء    حملة على الأسواق والمحلات بمدينة أبوزنيمة بجنوب سيناء لضبط الأسعار    فرقة ثقافة الشيخ زايد تقدم العرض المسرحي "ابن الإيه" بالإسماعيلية    حزب "المصريين" يُكرم هيئة الإسعاف في البحر الأحمر لجهودهم الاستثنائية    مدبولى يشارك فى المنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض نيابة عن الرئيس السيسى    52 مليار جنيه حجم أرصدة التمويل متناهية الصغر بنهاية يناير 2024    تعرف على أفضل 10 مطربين عرب بالقرن ال 21 .. أبرزهم الهضبة ونانسي والفلسطيني محمد عساف (صور وتفاصيل)    توقعات عبير فؤاد لمباراة الزمالك ودريمز.. مفاجأة ل«زيزو» وتحذير ل«فتوح»    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    وكيل صحة الشرقية يتابع عمل اللجان بمستشفى صدر الزقازيق لاعتمادها بالتأمين الصحي    الرضيعة الضحية .. تفاصيل جديدة في جريمة مدينة نصر    استهداف إسرائيلي لمحيط مستشفى ميس الجبل بجنوب لبنان    طارق يحيى مازحا: سيد عبد الحفيظ كان بيخبي الكور    المصريون يسيطرون على جوائز بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية للرجال والسيدات 2024 PSA    حكم الاحتفال بعيد شم النسيم.. الدكتور أحمد كريمة يوضح (فيديو)    بالفيديو .. بسبب حلقة العرافة.. انهيار ميار البيبلاوي بسبب داعية إسلامي شهير اتهمها بالزنا "تفاصيل"    ناهد السباعي: عالجنا السحر في «محارب» كما جاء في القرآن (فيديو)    سؤال برلماني عن أسباب عدم إنهاء الحكومة خطة تخفيف الأحمال    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    بعد جريمة طفل شبرا الخيمة.. خبير بأمن معلومات يحذر من ال"دارك ويب"    رامي جمال يتخطى 600 ألف مشاهد ويتصدر المركز الثاني في قائمة تريند "يوتيوب" بأغنية "بيكلموني"    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    رئيس الوزراء الفرنسي: أقلية نشطة وراء حصار معهد العلوم السياسية في باريس    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    التحالف الوطني للعمل الأهلي.. جهود كبيرة لن ينساها التاريخ من أجل تدفق المساعدات إلى غزة    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    خطة لحوكمة منظومة التصالح على مخالفات البناء لمنع التلاعب    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    مدير «تحلية مياه العريش»: المحطة ستنتج 300 ألف متر مكعب يوميا    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    بالصور| "خليه يعفن".. غلق سوق أسماك بورفؤاد ببورسعيد بنسبة 100%    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    قطاع الأمن الاقتصادي يواصل حملات ضبط المخالفات والظواهر السلبية المؤثرة على مرافق مترو الأنفاق والسكة الحديد    وزير التعليم ومحافظ الغربية يفتتحان معرضًا لمنتجات طلاب المدارس الفنية    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية ويجري حوارًا مع الطلبة (صور)    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    خبير أوبئة: مصر خالية من «شلل الأطفال» ببرامج تطعيمات مستمرة    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إخواني منشق يكشف لماذا يحتقر الإخوان الآخرين ؟ .. وهجوم عنيف على المشير أبو غزالة لدوره في سحق أحداث الأمن المركزي .. وتأكيدات على ان مصر تعيش مرحلة " نهاية حكم " .. ودعوة لإرسال سفير مصري للعراق حتى لو تعرض للقتل
نشر في المصريون يوم 11 - 07 - 2005

استمرت صحف القاهرة اليوم في نشر التعليقات حول مقتل السفير المصري في العراق ، حيث اتخذ البعض من الحادث والتعاطي الحكومي معه مدخلا للهجوم على سياسات الحكومة بشكل عام ، مؤكدا أن مصر تعيش نهاية مرحلة ونهاية فترة حكم . وفي المقابل ، فان البعض انبرى للدفاع عن الموقف الحكومي ، بل وطالب بسرعة إرسال سفير جديد للعراق ، حتى لو كان الثمن هو تعرضه لنفس مصير سلفه ، مبررا ذلك بالعلاقات والمصالح المتشعبة بين مصر والعراق . صحف اليوم اهتمت أيضا ، بالجدل الدائر حول قضية الإصلاح وتفريعاتها ، حيث تعرضت جماعة الإخوان المسلمين لهجوم عنيف من جانب أحد كوادرها المنشقين ، الذي اتهم الجماعة بالتعالي عن باقي الجماعات والحركات السياسية ، فضلا عن إصرارها على احتكار الحديث باسم الإسلام ومحاربة أي منافس في هذا المجال . كما تعرض المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع الأسبق لهجوم عنيف على خلفية تردد أسمه كمرشح منافس لخوص الانتخابات الرئاسة المقبلة أمام الرئيس مبارك ، وذلك على خلفية دوره في سحق أحداث الأمن المركزي عام 1986 فضلا عن أن النظام هو الذي استبعده ولم يكن هو المبادر بالخروج منه . وننتقل إلى التفاصيل حيث المزيد من الرؤى والتعليقات . نبدأ جولتنا اليوم من صحيفة " المصري اليوم " المستقلة ، حيث علق مجدي مهنا على مطالبة البعض باستقالة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط بسبب فشل الوزارة في التعامل مع أزمة اختطاف السفير المصري في العراق ، قائلا " المشكلة ليس في أبو الغيط ، ولا في " نطاط " الحيط ، المشكلة في نوعية الحكومات التي تحكمنا ، وفي نوعية الرجال الذين يتم اختيارهم لها .. وفي الحزب الوطني وفي نظام الحكم الذي لا يريد أن يتغير .. فالأسهل والأقرب إلى المنطق بالنسبة له هو أن يتغير الشعب .. لكن أن يتغير هو .. فهذا سيناريو غير مطروح . هذه هي المشكلة التي تعاني منها مصر .. ولا يمكن تلخيصها أو اختصارها في شخص أحمد أبو الغيط .. إذ علينا دائما أن نتوقع ما هو الأسوأ في رجال الحكومة وفي الحزب الوطني وفي الصحافة وعلى جميع الأصعدة والمستويات . ما هو أسوأ قادم .. وهذا سيترجم في صورة مواقف وقرارات وسياسات وتصرفات .. لأننا نعيش نهاية مرحلة ونهاية فترة حكم . وفي نهاية المراحل .. يظهر الأقزام ويتقدمون الصفوف .. وتكثر الاصفار .. فلماذا نستغرب في مناخ مثل هذا أن يغتال إيهاب الشريف ن ولا يكون هناك رد فعل مصري . إنه أمر طبيعي ما حدث .. ولو حدث العكس لكان هو الأمر المستغرب .. لا أمل ولا فائدة من أي إصلاح .. في ظل هذا الفكر السائد سوى برحيل هذه النوعية من الحكومات .. وبرحيل الحزب الوطني برجاله .. الإصلاحيين وغير الإصلاحيين .. بحرسه القديم وحرسه الجديد .. والسؤال : كيف يرحل هؤلاء وكيف تنقشع الغمة ؟ " . نبقى مع قضية مقتل الشريف ، وأيضا مع " المصري اليوم " حيث أوضح الدكتور ضياء رشوان الخبير في شئون الحركات الإسلامية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام " أن الأخطاء السياسية المصرية فيما يخص قتل الدبلوماسي الشهيد إيهاب الشريف نتجت عن قراءة خاطئة للوضع العراقي الحالي ، فالدولة المصرية قررت رفع مستوى تمثيلها الدبلوماسي في العراق عبر إرسال الشهيد الشريف إلى بغداد استنادا إلى رغبة ذاتية مدفوعة بمطالب أمريكية بدعم صيغة الحكم الحالية القائمة في العراق عن طريق هذا الرفع . وقد انساقت الدولة المصرية وراء هذه الرغبة وقد انساقت الدولة المصرية وراء تلك الرغبة وهذه المطالب بدون أي تفكير حقيقي وجاد فيما يجري في العراق حاليا من تنازع حول شرعية ذلك الحكم وعلاقته بالاحتلال الأجنبي الجاثم على صدره . وهكذا فقد أدخلت الدولة المصرية نفسها وبالتالي مبعوثها الشهيد في هذا النزاع العراقي الداخلي ، بحيث بدت مؤيدة للجانب المساند للحكم العراقي ناقص الشرعية أو مسلوبها تماما حسب رأي الجانب الثاني الذي بدت واقفة ضد رأيه هذا " . وأضاف رشوان " إن شيئا لا يبرر هذا التعجل في رفع مستوى التمثيل المصري في بغداد وإرسال الدبلوماسي الشهيد ، وبخاصة أنه كان ممكنا الانتظار حتى موعد الانتهاء من كتابة الدستور العراقي وإجراء الانتخابات القادمة في يناير القادم عسى أن تنجلي أوضاع كثيرة متشابكة وملتبسة في العراق الشقيق ، وكان يمكن للحكومة المصرية – إذا توافرت لديها الرغبة والإرادة – التحجج في مواجهة الضغوط والمطالب الأمريكية بان لها تمثيلا دبلوماسيا بالفعل الآن في العراق وأنه كاف في الظروف الحالية لمنح الحكم العراقي ما يبحث عنه من شرعية خارجية " . في مقابل وجهة النظر السابقة ، اعتبر الدكتور محمد السيد سعيد في صحيفة " الأهرام " الحكومية " أن مصر لم تخطيء مطلقا بإرسال سفير للعراق‏.‏ بل كانت تخطيء لو لم تفعل ذلك‏.‏ فالعراق ليس بلدا هامشيا أو يمكن تجاهل ما يحدث فيه‏,‏ بل هو بؤرة الصراعات الدولية‏,‏ وقد يحدد مستقبل العالم‏.‏ ومصر بالذات لا تستطيع تجاهل العراق‏,‏ وما يجري فيه بحيث تمتنع عن العمل علي إثبات حضور دبلوماسي قوي في العراق‏.‏ فالآلاف من المصريين مازالوا يعيشون في العراق‏,‏ والمصير السياسي المشترك بين مصر والعراق أكثر من مؤكد بشهادة التاريخ القديم والحديث‏.‏ والمصالح الاستراتيجية والسياسية لمصر في العراق هائلة بكل المقاييس‏.‏ بل والمصالح الاقتصادية المشروعة مازالت كبيرة بالرغم من النتائج الوخيمة للاحتلال الأمريكي للعراق‏.‏ وكل هذه القيم والمصالح تحتاج إلي حضور دبلوماسي مصري كبير‏,‏ ليخدم ويعزز حضورا سياسيا كان يجب أن يكون كبيرا ويقوم علي توجه سياسي صحيح فيما يتعلق بالمسألة العراقية‏.‏ وتساءل سعيد " هل ينطوي الحضور الدبلوماسي المصري علي اعتراف بالاحتلال الأمريكي للعراق؟ إن القائلين بهذا الرأي لا يعرفون شيئا عن التقاليد القانونية والسياسية والدبلوماسية الدولية‏,‏ ولا عن فنون إدارة العلاقات الخارجية والدولية عموما‏.‏ فأولا إرسال البعثات الدبلوماسية لا يشكل اعترافا بحكومة ما وإنما بدولة ما‏,‏ والعراق هو دولة معترف بها حتى لو كانت تحت ظروف الاحتلال المؤقتة‏.‏ ولنأت إذن للتقدير السياسي للموقف في العراق لنطرح بضعة أسئلة جوهرية‏.‏ هل يسبب إرسال سفير إلي العراق استفزازا لمشاعر العراقيين الذين يعانون تحت الاحتلال؟ الواقع أن هذا اختراع لا علاقة له بالحقيقة‏.‏ فهل كانت مصر تشعر بالاستفزاز لأن كثرة من الدول كان لها سفراء وسفارات فيها عندما كانت تحت الاحتلال البريطاني؟ بالقطع لا‏.‏ بل كان وجود مجتمع دبلوماسي في مصر أمرا دالا علي جدارتها بالاستقلال وليس العكس‏.‏ والواقع أن الحضور الدبلوماسي المصري يعد ضرورة للتواصل السياسي القريب من العراقيين بشتى أقسامهم‏.‏ وبدون هذا الحضور قد لا يمكن لكثير من العراقيين الرافضين للاحتلال‏,‏ والذين يناضلون ضده أن يتصلوا بمصر اتصالا دبلوماسيا وسياسيا مباشرا‏,‏ ومن البديهي أن هذا الحضور هو أمر جوهري لتسهيل المبادلات والاتصالات بين العراق ومصر علي شتي المستويات‏,‏ وبهذا المعني لا يمكن الحديث بأية درجة من الجدية عن استفزاز مشاعر الشعب العراقي بمجرد إرسال سفير أو تثبيت وتنمية الحضور الدبلوماسي المصري فيه‏ ".‏(..) هل المطلوب هو موقف عربي في العراق يقوم علي استنزاف أمريكا وربما هزيمتها في العراق‏,‏ ولو بثمن إنشاء دولة جديدة في العراق لن تختلف كثيرا عن دولة الطالبان في أفغانستان وبعض الخوض في بحار من دم العراقيين‏,‏ أم بناء دولة ديمقراطية حديثة في العراق عبر نضال مشترك بين شتي أقسام الشعب العراقي يقود موضوعيا إلي إلحاق هزيمة سياسية بالولايات المتحدة دون أن يتضمن ذلك وإبادة الملايين من أبناء الشعب العراقي ذاته؟ إذا كان المطلوب هو الاختيار الأخير فإن مصر يجب أن توسع حضورها السياسي والدبلوماسي في العراق حتى لو وقع مزيد من الشهداء إضافة إلي السفير إيهاب الشريف‏ " .‏ ما طرحه محمد السيد سعيد قوبل بمعارضة عنيفة في صحيفة " الوفد " المعارضة " حيث أكد نبيل زكي أن " قرارات حكوماتنا تجيء متأخرة عن موعدها.. دائما. وكان يجب أن يكون قرار تخفيض البعثة الدبلوماسية المصرية في بغداد قد صدر غداة الغزو الأمريكي للعراق.. بل ربما كان من الأفضل عدم الاعتراف بحكومة من صنع الاحتلال ولا يستطيع أفرادها التحرك بدون حماية الجنود الأمريكيين.. أما الدبلوماسيون.. فإنهم بلا حماية! ولا ضرورة لوجودهم في بلد تحكمه إرادة قيادة الاحتلال وحدها.. من أغرب ردود الفعل التي سمعناها عقب اغتيال السفير المصري في بغداد الدكتور إيهاب الشريف القول بان هناك هدفاً استراتيجياً أمامنا، هو دعم الوجود العربي في العراق!! وذهب البعض إلي حد القول بأن اغتيال السفير لن يضعف عزيمتنا ولن يحملنا علي التراجع، ولن يثنينا عن خطتنا لتعزيز الوجود المصري في بغداد لصالح العراق والعرب، وأننا سوف نرسل سفيراً مصرياً آخر إلي العراق، ولن نخضع للإرهاب!! . وهذا ليس كلاما سياسياً، وليس كلاماً مسئولاً. وقد يصلح هذا المنطق في التعامل بين عصابة .. وعصابة أخري منافسة لها حتى لا تبدو علي العصابة التي تعرضت للاعتداء أي علامة ضعف مما يستلزم إثبات إن محاولة ترهيبها منيت بالفشل. غير أن العصابة التي تعرضت للاعتداء لابد أن تتخذ إجراءات ضرورية تكفل الرد الصاعق.. فتزود أفرادها بكل الأسلحة والمعدات اللازمة لسحق المعتدين. أما في عالم الدبلوماسية، فان السفير رجل أعزل وليس "فتوة" أو " شجيع سينمائي" بحيث يستطيع مجرد الدفاع عن نفسه. وأضاف زكي قائلا " وبالتالي، فان نداءات التصدي والمواجهة وصيحات النزال.. لا معني لها، بل هي عبارات جوفاء. ويمكن وصفها بأنها دعوة مغامرة وطائشة للتضحية بدبلوماسيين مصريين آخرين من أجل تحقيق "هدف استراتيجي"، هو دعم الوجود العربي في العراق!! ومن أجل الوقوف في وجه "من يريد عزل العراق عزلاً تاماً عن جميع الدول"!! و"مساعدة العراقيين علي إنهاء الاحتلال وعودة الحياة الطبيعية"!! وهو كلام يثير الضحك.. لأنه لم يعد هناك "وجود عربي" في العراق.. ولن يكون، طالما وجد الاحتلال الأمريكي هناك. ولن يستطيع أي سفير في بغداد - مهما كان شأنه - أن يدعم وجوداً عربياً أو يدعم طاقم سفارته أو يغير أثاث منزله بدون موافقة أمريكية. فما هذا الهراء حول "دعم الوجود العربي" و" إنهاء الاحتلال" ؟ والغريب أن كلما ازداد موقف المحتلين تدهوراً في العراق، اشتدت المعارضة لاستمرار وجود القوات الأمريكية هناك.. تراجعت السياسة الرسمية المصرية عن موقفها الأصلي، وسارع القائمون عليها إلي محاولة تقديم "النجدة" أو طوق النجاة لإنقاذ المحتلين من مأزق خانق " إقناع الطائفة السنية بالمشاركة في الحكم التابع للولايات المتحدة - عرض تدريب الشرطة العراقية - تطبيع العلاقات مع الحكومة وقيادة حملة رفع التمثيل الدبلوماسي معها ". نتوقف عند هذا الحد بالنسبة لمقتل السفير المصري ، وننتقل لقضية أخرى ، حيث يبدو أن ترشيح البعض للمشير محمد عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع الأسبق لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة ، لم يعدم من يعارضه ، إذ تساءل أسامة داود في صحيفة " العربي " الناصرية ، قائلا " هل أفلسنا فأصبحنا ننقب في دفاترنا القديمة فكان أبو غزالة هو البديل لقيادة مصر ؟ هل جفت الأرحام ونضبت مصر لنبدأ رحلة البحث عن بقايا ما تم الاستغناء عنه بواسطة النظام ؟ . بينما كان يوما أحد دعائمه .. ليس من الإنصاف أن ننسى أن أبو غزالة هو الذي تولى سحق جنود الأمن المركزي في عام 86 وحول عظامهم ولحومهم إلى فصائر ملتصقة بإسفلت شوارع وأزقة القاهرة .. لقد كان أبو غزالة ذراعا للنظام ولسنوات تم استخدامها في مهمة، ثم انتزعت وألقى بها ، فليس من الفطنة ومع رياح التغيير التي ننشدها وتعم دولا عديدة في العالم أن يكون هو البديل لتولي قيادة مصر . فليس من الإنصاف تدعيم فكرة تحويل أبو غزالة إلى أحد شهداء النظام لكونه لم ينفلت من عباءة النظام بإرادته هو رغبة في التخلص من أثامه وإعلان توبته .. ولكن النظام هو الذي ألقى به بعيدا بعد أن أدى الدور المطلوب منه ، إنه اشبع برأس الذئب الطائر " . ومضى داود في التساؤل " هل نحن في حاجة إلى فراعنة جدد يحترفون الجلد حتى نأل في عدالة من لا يعرف للعدالة طريقا . إن الغشاوة التي علقت من واقع الاستبداد الذي نعيشه قد أدت إلى الانحراف في
الرؤية بينما كان من الأفضل أن تذكرنا تجربة إيران أن الفقراء لهم القدرة على الاختيار وعلى أن تفرز أرحام نسائهم حكاما يؤمنون بالعدل لا بالجلد وأنهم القطاع الذي يجب أن يخاطب .. وأنهم ليسوا مجرد أصوات تباع لمن يدفع ولن يكونوا وقودا لمعارك المستبدين والمتسلقين والذيول المنفلتة جبرا من حظيرة النظام ومصاصي دماء الشعب ، فالحرية تصبح لدى الفقراء وقت النزال أهم من رغيف الخبز . وهم يعلمون أن الحقوق تنتزع لا تمنح وفقراء مصر يتعدون 60 % من الشعب . نعم أنهم يزحفون تحت خط الفقر لكنهم يرفضون الذل وينطبق عليهم قوله تعالى " يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف " إنهم بالفعل قادرون على اختيار من يمثلهم في حالة أن تكون هناك انتخابات ديمقراطية وأمامنا إيران النموذج الذي أفرز أحمدي نجاد ، جاء إلى السلطة فقيرا وبأصوات الفقراء ليكون خادما لهم لا متسلطا عليهم ولم يأت بأصوات الأثرياء " . الهجوم العنيف كان أيضا من نصيب جماعة الإخوان المسلمين ، وعلى يد أحد قادة الجماعة الذين انشقوا عنها ، حيث أكد ثروت الخرباوي في صحيفة " صوت الأمة " المستقلة ، " أن ما يداهمنا من أفكار الإخوان العملية يختلف قطعا عن أفكارهم النظرية المعلنة فكل الاحترام لما يعلنون وكل الاعتراض لما يمارسون فقل لي بربك لماذا سكت دهرا عن التظاهر السياسي ؟ ولماذا في هذه الآونة بالذات يكثرون من التظاهرات في كل المحافظات !! .. وكأنهم استيقظوا فجأة من نومهم فوجدوا الفساد السياسي يضرب أطنابه في البلاد . ألا يدل هذا على غياب الرؤية والمنهج السياسي .. إن تضارب الأفكار لدى الإخوان أدى إلى الازدواجية في الحركة وغياب الهدف ولذلك فإنني لم أر في حياتي جماعة تحترف استعداء الآخرين عليها كجماعة الإخوان المسلمين ورغم أنها بالأساس جماعة دعوية تقوم على الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة إلا أنها – على ما يبدو – ضلت الطريق أو بالاحرى تاهت منها " معالم الطريق " فمنذ سنوات وذاكرة الإخوان الدعوية أصابها الضعف والجفاف ، فبغد أن كنا نرى في السابق شيوخا وعلماء يقودون الدعوة أصبحنا نرى ساسة وعظماء يتربعون على عرش الإخوان وبسبب غياب المنهج الدعوى استشرى في الخطاب الإخواني نوع من العنجهية والغرور والاستعلاء ، ذلك أن ساسة الإخوان يحتكرون – في ضميرهم – الحديث باسم الإسلام كما أن تحت أيديهم الآلاف من الأخوة الذين تدربوا على السمع والطاعة والثقة في القيادة ولذلك لم يكن من المستغرب أن يثور المحامي محمد طوسون مسئول الإخوان في نقابة المحامين ثورة عارمة عام 2001 إبان انتخابات نقابة المحامين على منتصر الزيات ، ذلك أن منتصر وقتها كون قائمة اتخذ لها شعارا إسلاميا وهو الأمر الذي اعتبره طوسون نوعا من أنواع السرقات الأدبية إذ أنه تغلغل في وجدان طوسون وصحبه أن كافة الشعارات الإسلامية خاصة شعارات " نريدها إسلامية " و " الإسلام هو الحل " ، تم مصادرتها لمصلحة حركة الإخوان المسلمين ومن هنا نستطيع فهم تلك المعادلة الصعبة – التي استعصت على أفهام الكثيرين – وهي رفض الإخوان الشرس لفكرة حزب الوسط الإسلامي الذي أنشأه المهندس أبو العلا ماضي ورفاقه فرغم أن هذا الحزب يصب في مصلحة الحركة الإسلامية بعمومها ويثري الساحة السياسية بتنوع مطلوب وتفرد غير مسبوق فإن ثائرة الإخوان لم تهدأ حتى الآن تجاه هذا الحزب وأصحابه " . ومضى الخرباوي في انتقاد الجماعة " إنهم يرون كل التجمعات الأخرى إسلامية أو ليبرالية أو ناصرية أو وسطية أو يسارية كلهم كلهم أهل باطل ومن هذا كانت نظرتهم للآخرين نظرة " دونية " ، فالكل دونهم في الأفكار والكل دونهم في طهارة المقصد والكل دونهم في العدد . وهكذا تحول مسار الإخوان التاريخي فبعد أن كانوا يقولون نحن دعاة لا قضاة أصبح حالهم حال " قضاة لا دعاة " . وقد حال هذا الفهم بين الإخوان وبين كافة القوى السياسية وغاب التآلف بين حركتهم وباقي حركات المجتمع بل إن الجميع ينظرون الآن للإخوان نظرة رفض وامتعاض وإذا رصدنا الخطاب الإخواني في هذا المجال لوجدناه زاخرا بنغمة التعالي والغرور . وقد بدأت هذه النغمة في التسلل للإخوان في عهد المرشد الراحل حامد أبو النصر ثم أصبحت متفشية في عهد المرشد مصطفى مشهور رحمه الله . ثم تطورات وأصبحت هي الفكرة الحاكمة في " عقلية الإخوان الجمعية " في عهد من تلاه " . ومضى الخرباوي مضيفا " أما غرور الإخوان وإعجابهم بكثرتهم فيظهر لنا جليا في بعض النقابات المهنية التي سيطروا عليها إذ استطاعوا بسبب توحدهم وتفرق الآخرين السيطرة على مقاليد الأمور في بعض النقابات فظنوا أنهم هم البوابة الوحيدة التي يستطيع الطامحون دخول مجالس النقابات من خلالهم فأصبح مسئولو الإخوان مثلهم مثل مسئولي الحزب الوطني في انتخابات البرلمان يجب أن يحج إليهم ليل نهار من يرغب في الترشيح وظنوا أنهم بكثرتهم وتفرق الآخرين امتلكوا صكوك النجاح لمن يرضون عنه وملكوا سيف الإذلال لمن يعارضهم والمتتبع لتجربة الإخوان في نقابة المحامين بدءا من عام 2001 يرى كما أجهض الإخوان مشروعات في غاية الأهمية للمحامين لمجرد أنها قدمت من غيرهم وتمادوا في غرورهم فظنوا أنهم لو رشحوا حجرا على قائمتهم لنجح وكم كانوا يتحدثون بثقة مفرطة عن قدرتهم على إسقاط سامح عاشور وقدرتهم على إنجاح قائمة كاملة في الانتخابات الفائتة وقالوا لن نهزم اليوم ونحن عصبة وعندما جاءت النتيجة على غير مشتهاهم حيث نجح سامح عاشور بتفوق ساحق وسقط من قائمتهم عشرة أفراد أصابتهم لوثة سياسية أفقدتهم رشدهم وأخذوا يتحدثون عن تزوير طال الانتخابات " . نعود مرة أخرى إلى صحيفة " الأهرام " الحكومية ، حيث حاول الدكتور عبد المنعم سعيد الرد على الاتهامات الموجهة للصحف القومية بتدهور أوضاعها المهنية والاقتصادية ، وأنها باتت ملتصقة بمواقف وسياسات الحكومة ، وقال سعيد " هذا التجاهل المتعمد لحقيقة التعددية الموجودة في الصحف القومية ما لبث أن تم تتويجه بالحديث عن تبعية هذه الصحف لخط الدولة‏ ، ولكن أحدا لم يقل لنا أبدا ما هو خط الدولة هذا الذي كان واجبا علينا في الصحف القومية إتباعه حتى ولو كان لذلك سبب واحد هو تبرير ما يقول به الأصدقاء الأعزاء في الفضائيات العربية‏.‏ ولو سألت هذا السؤال لعشرات المسئولين فسوف تجد عشرة مستويات من الصمت أو أنك سوف تجد عشرة مجلدات من الإجابات‏,‏ فالحقيقة الكبرى في الحياة السياسية المصرية هي أنه لم تعد هناك أيدلوجية معتمدة للدولة والحكومة‏,‏ فضلا عن أن تكون هذه الأيدلوجية واجبة الأتباع من قبل الرعايا في الصحف القومية وغير الصحف القومية‏ .‏ هنا فإن غياب الأيدلوجية لا يعني غياب الفكر كلية وإنما يعني غياب الفكر القائد والمهيمن والمسيطر الذي له كهنة وغلاة ومتعصبون وطريقة لتحديد الصواب والخطأ والحلال والحرام‏,‏ فالكاتب والصحفي في الصحف القومية يمكنه أن يكون من أشد أنصار اقتصاد السوق‏,‏ أو من أشد أنصار تدخل الدولة في الاقتصاد والسوق‏,‏ وهو قد يكون متحمسا للاستثمار الأجنبي ودخول الشركات متعددة الجنسية‏,‏ وهو قد يكون ضدها تماما‏,‏ وهو يستطيع أن يطالب بتعديل الدستور أو تغييره أو بقائه علي حاله‏,‏ ويستطيع الكتابة عن خصخصة المؤسسات والهيئات العامة بما فيها الصحف القومية أو بقائها في يد الدولة‏,‏ كما يستطيع أن يكره أمريكا أو يحبها ويؤمن بالسلام مع إسرائيل أو الحرب الأبدية معها‏,‏ ومن يطلع علي أرشيف الأهرام وهي كبري الصحف القومية سوف يجد مقالات وموضوعات صحفية عديدة علي كل فكرة من الأفكار الموضحة هنا‏ " .‏ واستدرك سعيد ، قائلا " أرجو ألا يفهم من كل ذلك أنه دفاع أعمي عن الصحافة القومية‏,‏ فلا يوجد لدي شك للحظة واحدة أن الصحافة القومية تعاني الكثير من المشكلات الاقتصادية والمهنية‏,‏ كما لا يوجد شك لدي أن الحكومة تأخذ من المساحات أكثر مما يحصل عليه المجتمع‏,‏ ولكن وجود هذه المشكلات لا ينبغي له أن يكون غطاء علي مشكلات الصحافة المصرية كلها التي تعاني من مشكلات بنيوية اقتصادية ومهنية كذلك‏,‏ بل أن واحدا من أسباب الاختلالات الكبرى في الصحافة القومية هو الضغوط المتزايدة من قبل العاملين في الصحف الحزبية والمستقلة للعمل فيها‏,‏ ومهما قيل عن عجز الصحف القومية عن مجاراة الصحافة العربية الحديثة‏,‏ فإن بعضا من ذلك صحيح أما بعضه الآخر فهو كذب صريح‏,‏ ولكن لا يوجد دليل واحد علي أن الصحافة الحزبية أو المستقلة قد نجحت في اختراق الساحة العربية بصحافة ذات آفاق مهنية مرتفعة‏,‏ بل أن الحديث مع المثقفين العرب في العموم يشير فيما عدا بعض الاستثناءات إلي أن صحافتنا الجديد أما أنها نوع من النشرات الحزبية الأيدلوجية أو التي يمكن إدراجها ضمن صحافة الإثارة والغضب وكلاهما ليس معروفا في العالم ضمن أنواع الصحافة الراقية "‏.‏ نتحول إلى صحيفة " الجمهورية " الحكومية ، والتي يبدو أن كتابها قد تنفسوا الصعداء بعد رحيل رئيس تحريرها السابق سمير رجب ، حيث شن محمد العزبي هجوما عنيفا على الدكتور يوسف والي وزير الزراعة السابق ، لكن دون ذكر أسمه صراحة ، قائلا " ظل ينفث السموم سنوات. فانتشر الموت بين العباد. ظاهره القئ والإسهال. وباطنه داء السرطان.. كل من شارك في الجريمة قبض ومن أكل مرض أما من فتح فمه بالتحذير أو الرجاء فقد ناله العقاب. حتى انكشف المستور - ولم يكن مستورا - ودخل رجاله السجون وأشارت حيثيات الحكم بأصابع الاتهام إليه. يذكره الناس كلما أصابهم الخوف من أكل حبة فاكهة أو أصابهم المرض الوباء. وكلما سمعوا نداء التبرع لبناء مستشفي السرطان للأطفال بعد أن ضاقت الأسرّة بالضحايا. الغريب هو المكابرة والمغالطة والغموض.. كالعادة في البداية إنكار. ثم استخفاف "واغسلوها قبل أن تأكولها" "وإحنا مالنا" لا علاقة لنا بالمبيدات السامة كلها مهربة أو مغشوشة مجهولة المصدر.. فجأة تتغير اللهجة ويعترف الوزير الجديد بوجود سبعة وأربعين مبيدا محظورا تم دخول "بعضها" بموافقات رسمية من وزارة الزراعة. وعليه فإننا نرجو من السادة التجار تسليم تلك المبيدات القاتلة مقابل إعادة ثمنها فورا..!! استوردناها رسميا وحصلنا علي عمولات مجزية ثم نصادرها وندفع ثمنها مرة أخري" . وأضاف العزبي " لم نفعل ذلك إلا بعد أن استشري الداء وأصبح في كل بيت ضحية. ولقد عرفت وسمعت شخصيا عن حالات كثيرة متشابهة يقرر الأطباء أن أسبابها واحدة: "السم في الطعام". وبالذات في الفاكهة.. كيف صدرت تصريحات رسمية بأن كله تمام مائة في المائة والناس هي المفترية. وماذا عن النائب الذي صفق بشدة للتصريحات الحكومية. ولم يكن يعلم أن اللعنة سوف تصل إليه شخصيا فيدخل المستشفي بالإسهال لم يعد السؤال فقط لماذا يقتلوننا عمدا مع سبق الإصرار وهم الخبراء الذين صرفنا علي تعليمهم في أرقي الجامعات وتخصصوا في حمايتنا من السموم؟.. وإنما السؤال أيضا: لماذا يكذبون ويتسترون.. لقد وصلنا إلي أنه في كل بيت شخص يعاني ولا يملك إلا أن يرفع رأسه للسماء. وليس بعيدا أن يخرج علينا مسئول يقول إنه رزق للأطباء!! " . إذا كان العزبي قد هاجم المفسدين ، فان عبد الفتاح نصير في صحيفة " الوفد " المعارضة فضل لهجة الرجاء والتوسل ، متسائلا " أما آن الأوان لهذه البطون الشرهة أن تشبع.. أما آن الأوان لهذه النفوس الجشعة أن تتقي الله؟ أما آن الأوان لهذا المسلسل العفن مسلسل السلب والنهب في بلدنا أن ينتهي بعد أن دمر المجتمع وأفسد الحياة؟ لقد أصبحت حوادث الفضائح المالية التي يرتكبها موظفون عموميون في الدولة أشبه بأخبار ثابتة في الصحف والمجلات المصرية، فالمانشيتات العريضة في الصفحات الأولي للجرائد تطالعنا صباح مساء بأخبار " البيه الكبير جداً " الذي تضخمت ثروته لتصبح عشرات الملايين من الجنيهات في "عشرتين" فقط أو أقل من السنين أو " الهلفوت الصغير جداً" الذي لا يكاد مرتبه يصل إلي التسعين جنيهاً شهرياً، ومع ذلك فهو يمتلك الشقق الفاخرة والعربات الفارهة والحسابات الجارية بالعملات الصعبة والسهلة من الدولار إلي الإسترليني إلي الريال إلي الجنيه. إن المال العام أصبح "قصعة فتة " للحرامية واللصوص يأكلون منها ويملأون البطون ويتحولون من فئران صغيرة إلي قطط سمان وفحول ضخمة بينما غيرهم من الشرفاء الكادحين يجرون ويلهثون وراء رغيف عيش وحبات من الفول يطعمون بها أولادهم. واعتبر
نصير أنه " لابد إذن من إعادة النظر في كيفية وضع رقابة علي المال ولابد من دراسة الثغرات وأوجه الخلل التي من خلالها يستطيع ذوو النفوس الضعيفة التسلل وتحقيق مآربهم وهم مطمئنون، إلي ما يفعلون، لابد من تعاون الأجهزة الرقابية المتعددة حتى تستطيع إحكام الحلقات فلا يفلت مجرم بغنيمته وهو هادئ البال. إن خطر هذه الجرائم لا يقتصر علي إفساد الحياة الاقتصادية في البلد، ولكنه يتعدى ذلك إلي إفساد نفسية الناس، خاصة الشباب الذي يقف علي عتبة المستقبل وهو يري البعض يجمع الأموال بالملايين بينما هو لا يجد وظيفة يتقاضى منها بضعة جنيهات يبدأ بها حياته ".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة