جمال سلطان حسبك من اليقين لكي تعلم حجم الإحساس بالمهانة في حزب الوفد ، ولدى رئيسه نعمان جمعة ، أن تطالع صحيفة الوفد أمس السبت ، لكي تقرأ في صدر صفحتها الأولى الطلعة البهية للأخ ناجي الشهابي رئيس شيئ يسمى " حزب الجيل " وهو أحد آخر عناقيد " أحزاب الموز " التي أنتجتها مفرخة السلطة لهدف محدد في وقت محدد ، وحزب ناجي الشهابي مرره بالأساس صفوت الشريف ويوسف والي أيام عزه ومجده ، إبرارا لوعده لناجي بمكافأته على تصعيد الانشقاق في حزب العمل والإطاحة بعادل حسين ومجدي حسين تحديدا ، وهما اللذان أذاقاه مر العذاب بفتح ملفات الفساد في قطاع الزراعة ، وقد أثمرت المؤامرة وقتها بإغلاق حزب العمل تحت شعار " التجميد " وحتى اليوم ، وكان نعمان جمعة هو الآخر أحد أهم أركان "والي" وكان رئيس هيئة الدفاع عنه ، لم يجد نعمان جمعة إلا أن يأتي بالزعيم الكبير المجاهد الأكبر ناجي الشهابي لكي يشهد له بأنه فجر " قنبلة " سياسية بنزوله إلى ساحة الانتخابات الرئاسية ، هزلت والله يا نعمان بيه ، والسؤال الذي يحير الخلق ويذهب بلب العاقل ، لماذا يرشح نعمان جمعة نفسه وهو الذي أكد من قبل مرارا وعلى الملأ وفي شاشات التليفزيون أنها انتخابات مزورة سلفا ، والحكومة رفضت كل طلبات المعارضة بالضمانات ، وأنها مجرد مهزلة ، لماذا يشارك بعد كل هذا الكلام في ما أسماه بنفسه " المهزلة" ؟ هذا مدهش ، نعمان جمعة يعرف أنه لو ترشح في انتخابات مجلس الشعب نفسه فلن ينجح ، لاعتبارات كثيرة ، فلماذا "يهرج " بالنزول في انتخابات الرئاسة ، إلا إذا كانت هناك صفقة صريحة ، بخدمة الحزب الوطني وتلميع وضع الرئيس مبارك بمحاولة إضفاء نوع من الجدية على الانتخابات لأنها حتى الآن مجرد مهزلة ، إنها على وجه القطع لن تضيف لرصيد نعمان جمعة شيئا بل سوف تخصم منه يقينا بوضعه في مصاف رؤساء " أحزاب الموز " ، وبوصفه "المحلل" لشرعية غير شرعية ، والمتحالف مع المتآمرين على الديمقراطية الحقيقية في مصر ، والمحبط لقوى الإصلاح والتغيير في مصر، ثم هل يمكن أن يجيب نعمان بيه عن السؤال المهم : لماذا ابتهج الحزب الوطني والحكومة وإعلامها ابتهاج النصر المبين لترشحه للانتخابات ؟ هل هذه كيمياء يا نعمان بيه تحتاج لمعامل تحليل للفهم ؟! ، إن ترشيح نعمان جمعة طوق نجاة لنظام فاسد وانتخابات باطلة لأن هناك تقارير أمنية وسياسية رفعت للقيادة السياسية تشير إلى احتمالات متصاعدة بانسحاب أيمن نور في آخر وقت ، وإذا حدث فستكون الفضيحة بجلاجل ، لأن منافس الرئيس وقتها سيكون من طينة الشيخ أحمد الصباحي ، الرجل الظريف الذي أعلن أنه سينزل الانتخابات تأييدا لانتخاب الرئيس مبارك لفترة خامسة ! ، وهذه أغرب وأطرف منافسة عرفها العالم كله في القديم والحديث ، وكم ذا بمصر من المضحكات ، ولكنه ضحك كالبكا . [email protected]