مذيعة تتمتع بالهدوء والاتزان والوجه البشوش تثق في قدرتها على إدارة الحوار لخلفيتها الدينية والثقافية العميقة، لا تعرف الشللية .فهي صاحبة رسالة تحمل على عاتقها إسعاد الناس. تمسكت بحجابها فنجحت به وتبعها كثير من المذيعات بعد أن فتحت لهن الباب على مصراعيه. لا تنتمى لفصيل معين ولا تتعاطى السياسة. لا تراها في المناسبات ولا جلسات النميمة. بعد انتهاء برنامجها تجدها مسرعة للعودة إلى منزلها لرعاية أسرتها الصغيرة. إنها الإعلامية دعاء عامر مقدمة برنامج "النهاردة" على شاشة قناة النهار وأول مذيعة مصرية محجبة. *كيف كانت البداية؟ **بدايتي كانت في التليفزيون المصري، وعملت به عدة سنوات ثم انتقلت إلى مجموعة قنوات الart وتحديدًا قناة المنوعات، وفي هذه الفترة ارتديت الحجاب، وكنت أول مذيعة في الإعلام المصري ترتدى الحجاب، وأرسلت خطابًا للشيخ صالح كامل - صاحب مجموعة القنوات - أخبرته فيه بأمر حجابي، وذكرت في الخطاب أنني أريد العمل بالحجاب، فأرسل ردًا على خطابي يهنئني فيه على هذا القرار، وقال لي مبروك على الحجاب، وكل قنوات الart متاحة أمامك للعمل فيها، وفي أية نوعية من البرامج تفضلينها، ولكنى قررت العمل في قناة "اقرأ" الدينية التي لم تكن تعمل فيها أية امرأة لكي أوصل رسالة وهي أن عمل المرأة حلال دون أن أقول ذلك، والحمد لله تألقت في القناة، وكانت بدايتي الحقيقية، وعرفني الناس بالحجاب. *ما موقفك حال رفض الشيخ صالح كامل لحجابك؟. **أنا أرسلت إليه استقالتي في الخطاب في حالة رفضه لحجابي سأعتزل هذا المجال، وأجلس في منزلي، وأترك الإعلام نهائيًّا ولكنه وافق بل شجعني على الاستمرار في العمل بالحجاب، وأنا اعتبر حجابي في ميزان حسناته أنا والمذيعات المحجبات بعدي. *ما الذي أضافته إليك قناة النهار؟ **قناة النهار من القنوات العملاقة منذ بدايتها، والقائمون عليها من الكوادر الإعلامية ذات التاريخ المشرف، وسعيدة جدًا بالعمل معهم ولاشك أن قناة النهار إضافة لأي إعلامي، وأقوم بتقديم برنامج "النهاردة" على شاشتها، والقناة اسمها "النهار" فالاسم مشتق من اسم القناة، والبرنامج اجتماعي إنساني، وفيه مساحة كبيرة من الحرية. *هل تفكرين في تقديم برنامج "توك شو"؟ **لم أفكر في هذه النوعية من البرامج على الإطلاق، فهي لا تستهويني، وأفضل عليها البرامج الاجتماعية والإنسانية التي تشارك الناس آلامهم وهمومهم. *هل يتشابه برنامجك مع برنامج "صبايا الخير" على نفس القناة؟ **لا يوجد وجه للتشابه، فبرنامج زميلتي الإعلامية ريهام سعيد يقوم على تقديم العلاج للحالات التي تحتاج السفر إلى الخارج، وهو برنامج ناجح جدًا، أما برنامجي ففقراته متنوعة، ويساعد على تعليم مهن وحرف إضافة إلى مساعدة الناس في إيجاد فرص للعمل، ونقوم ببناء منازل لغير القادرين والمحتاجين، والذين تهدمت منازلهم. *هل هناك جهات تدعمكم؟ **لا توجد أية جهات تدعمنا في ذلك، ولكن الدعم يأتي عبر التليفون من خلال القادرين الذين يشاهدون البرنامج، ويتبنون الحالات التي نقوم بعرضها على الشاشة. *لماذا لا تعقدون بروتوكولًا مع المؤسسات الخيرية مثل بنك الطعام أو جمعية رسالة أو الصندوق الاجتماعي للتنمية مثلًا؟ **بالفعل نفكر في ذلك الآن بعد تزايد الحالات، ونقوم أيضًا بالبحث عن راعٍ دائم للبرنامج. *ما هو شعورك عند مساعدتك للمحتاجين؟ **بحس إن ربنا سخرني لخدمة الناس، لأنه جعلني سببًا في إدخال السرور عليهم، وبكون سعيدة جدًا وأنا بساهم في رسم البسمة على وجوههم، وفك كربهم وإزالة الهموم عنهم. *هل تنتمين لأي تيار إسلامي؟ **لا أنتمي لأي حزب ولا لأي فصيل على الرغم من أن كل الناس دلوقتى لازم يتصنفوا. *لو اتعرض عليك ترجعي التليفزيون المصري؟ **التليفزيون المصري هو المدرسة التي قامت بتخريج الإعلاميين والمحترفين على مستوى الوطن العربي، ولكن للأسف تنقصه الإمكانيات المادية التي تكبله وتجعله كالمارد الذي لا يستطيع الحركة، فهو يحتاج إلى دفعة قوية حتى يعود لريادته مرة أخرى على الرغم من امتلاكه لكوادر إعلامية كبيرة. *ممكن تقدمي برنامج فني؟ **ماينفعش خالص لأن مش هلاقي نفسي فيه لأني بحب البرامج الاجتماعية القريبة من قلوب الناس.