البرامج الاجتماعية ذات البعد الدينى، وتجربتها السابقة مع برامج المنوعات جعلتها مذيعة ناجحة، لا تصنف فقط كمذيعة برامج دينية، فرغم أنها خرجت من عباءة القنوات الدينية، إلا أن دعاء عامر نجحت فى إثبات أنها مذيعة لكل فئات المشاهدين، وخلقت نجومية إعلامية أصبحت ماركة مسجلة باسمها، لطبيعة المادة الإعلامية التى تقدمها والتى تخاطب بها شريحة كبيرة من الفتيات والنساء من خلال برنامجها «النهارده». دعاء أكدت فى حوارها مع «الصباح» أن الحجاب لن يكون عائقا أمامها لتقديم مختلف الموضوعات التى تهم المشاهد . كيف كانت بدايتك داخل الوسط الإعلامى؟ -أنا حفيدة زكريا الحجاوى، وهو أديب ورائد الفن الشعبى وشاعر وصحفى وروائى وسيناريست ورسام وملحن، كما أننى أكتب شعرا وأغانى، والفن وراثة فى عائلتى، ومنذ طفولتى كنت أتمنى أن أصبح مذيعة، وبالفعل وجدت فرصة فى المجال الذى أتمناه، حيث أعلن ماسبيرو عن طلبه مذيعات، وبالفعل تقدمت إلى لجنة اختبار المذيعات، وأصبحت مذيعة فى الفضائية المصرية عام 1995، التى عملت بها عامين، قدمت خلالهما برامج كثيرة منها برنامج امرأة عصرية وأطباق فضائية، ثم بعدها عملت كمذيعة على قناة art منوعات عام1997 وقدمت برنامج خليك معانا، وألو art، بعدها عملت كمذيعة ربط فى قناة art أفلام، وفى عام 2000 كنت أول مذيعة محجبة فى العالم العربى، بعد أن أديت العمرة وكانت نقطة تحول كبيرة غيرت حياتى، فمن هذه اللحظة وعدت ربنا أننى بعد عودتى إلى مصر سأتغير وأرتدى الحجاب، وبالفعل كتبت خطابا للشيخ صالح كامل مالك قنوات ART بأنى ارتديت الحجاب وفى هذه الحالة إما أن أستكمل عملى بحجابى أو أستقيل، ففوجئت بأنه كتب لى على جميع أبواب الاستديوهات ورقة مكتوبا عليها «مبروك على حجابك يا دعاء والأصل للمرأة فى الإسلام الحجاب، وأكملى عملك كمذيعة فى القناة»، وكنت سعيدة جدا لهذا. كيف كانت تجربتك فى العمل مع قناة إقرأ؟ - فضلت أن أكمل عملى فى قناة إقرأ، لأنها قناة دينية لا يوجد بها مذيعات سيدات، وكان ذلك سببا فى استفسارى من جميع الشيوخ الكبار عن طبيعة وصحة عمل المرأة إذا كان حراما أم حلالا، إلا أن الجميع أكدوا لى أنه حلال، لذلك أحببت أن أكون أول مذيعة امرأة على قناة دينية، للتأكيد على أن عمل المرأة حلال، وقدمت برامج كثيرة من خلالها مثل برنامج «مجلة المرأة» وبرنامج «جنتى»، وبقيت فيها حتى عام 2007، ثم انتقلت بعد ذلك إلى قناة الحياة ببرنامج «الدين والحياة». هل صحيح أن برنامج «الدين والحياه» من أنجح برامجك؟ - بالتأكيد لأنه على قناة منوعات، وهى قناة الحياة الفضائية وليس على قناة دينية، بالإضافة إلى أنه برنامج يومى اجتماعى دينى، وكان أول تجربة بهذا الشكل، بعدها وجدت جميع القنوات تقلد فكرة برنامجى، فأسعدنى كثيرا أن أكون أول مذيعة محجبة تقدم برنامجا دينيا اجتماعيا، وكانت تجربتى «فاتحة خير» على المذيعات المحجبات فى ذلك الوقت. ما سبب توقفك المفاجئ عن تقديم الدين والحياة ؟ - لم أتوقف فجأة، لكن عقدى انتهى، وفى ذات الوقت زوجى كان لديه ارتباطات بعمله التجارى فى تركيا قبل الثورة، وفضلت أن أكون مع زوجى لان طاعة الزوج واجبة، وبقيت فترة هناك، إلا أننى لم أطق فراق مصر الحبيبة، وشوقى لعملى، فاتفقت مع زوجى على أن أستقر بأبنائى فى مصر، وأن ينسق عمله بين مصر وتركيا، ثم قامت ثورة 25 يناير واضطر زوجى للعودة إلى مصر. ألا تخشين من سفر زوجك وعمله أن يبعدك عن الإعلام مرة أخرى؟ - لا أخشى ذلك لأنه بالفعل مازال عمله بين مصر وتركيا، بالإضافة إلى أنه أقنع شركاءه الأتراك بعمل مصانع واستثمارات فى مصر، لتشجيع التنمية فى بلدنا. وماذا عن برنامج «النهارده» هل يختلف كثيرا عن الدين والحياة؟ - أكيد مختلف جدا لأن برنامج «النهارده» الذى أقدمه على قناة النهار الفضائية، قماشته واسعة وفقراته مختلفة، وأقدم من خلاله الدين وفقرة طبية، إضافة إلى تناول المشاكل الأسرية والنفسية والتربوية للأطفال، كما أننى أهتم بالحالات الإنسانية من خلال فقرة «بنك الخير» التى بها نحاول مساعدة المحتاجين وتغيير حياتهم، إضافة إلى تقارير عن المرأة والأزياء والحجاب، كما قدمت فقرات موجهة للأطفال خلال شهر رمضان الماضى كله. هل من الممكن أن تخرجى عن إطار البرامج الاجتماعية إلى برامج التوك شو الجادة؟ - لا أحب تقديم برنامج توك شو، لأن برنامجى «النهارده» به مساحة حرية كبيرة، ويحتوى على فقرات اجتماعية مرتبطة بالسياسة، بالإضافة إلى فقرة أخصصها لمشاكل المشاهدين مثل مشكلة انقطاع الماء، وأنابيب البوتاجاز وغيرها من المشاكل. وإذا عرض عليك برنامج توك شو هل سترفضين؟ - لن أوافق لأن برامج التوك شو عكس شخصيتى تماما، لأننى بطبيعتى أفضل تقديم البرامج الاجتماعية والدينية، كما أشعر بأنى لدى رسالة لمساعدة الناس فى حياتهم الأسرية والاجتماعية، وتعريفهم بكيفية الاستمتاع بحياتهم وتربية أبنائهم بطريقة أفضل، ومعاملة أزواجهم بطريقة صحيحة، إضافة إلى تعريفهم بخطوط الموضة والأزياء. كيف تختارين أزياءك؟ - حرص على ارتداء ملابس أنيقة لأثبت للفتيات أن الحجاب موضة أيضا، كما أن أزياء المحجبات أصبحت أكثر وأشيك من الأزياء العادية. ماذا تمثل لك دكتورة عبلة الكحلاوى؟ - ماما عبلة هى أمى الثانية، عوضتنى عن وفاة أمى كثيرا جدا، آخذ رأيها فى كل شىء أقوم به فى حياتى حتى فى البرامج التى أقدمها، وأستشيرها فى اى تفاصيل خاصة بحياتى وأبنائى، وأحرص على دعائها لى دائما . وما رأيك فى مقولتها «ربنا يهدى المذيعات غير المحجبات»؟ - لا أعتقد ان ماما عبلة قالت ذلك الكلام، فهى انسانة جميلة وتفكر فى الكلام قبل قوله، ولا يمكن أن تجرح أحدا، كما أنه ليس كل شىء يقال أصدقه خاصة بعد الثورة، فهناك فوضى غير طبيعية فى انتشار الشائعات، ولا أصدق حاجة الا إذا سمعتها بنفسى. هل ممكن أن يصبح الحجاب فرضا على المذيعات بعكس الماضى؟ - لا أعتقد ذلك ،لان الحجاب حرية شخصية وعلاقة بين العبد وربه، كما انه غير مرتبط بمهنة فالمحجبة قد تكون دكتورة أو صحفية أو غيرها، لكن الأهم الكفاءة فى العمل. هل ستعودين مرة أخرى إلى شاشة ماسبيرو؟ - التليفزيون المصرى هو رائد الوطن العربى كله، وعملت به لمدة عامين فى بدايتى كإعلامية، وكل الكفاءات الاعلامية التى نراها فى الفضائيات المصرية والعربية، كانت بدايتها من التليفزيون المصرى، ولا يوجد خلاف على أن التليفزيون المصرى مدرسة إعلامية كبيرة تخرج محترفين، لكن ينقصه الإمكانيات المادية، من حيث المعدات، الديكورات، الكاميرات، الإضاء، أجهزة الكنترول روم، والمونتاج، وهذه مشكلة كبيرة جدا. هل اختلف التليفزيون المصرى بعد الثورة؟ - أكيد بعد الثورة سقف الحرية عال، من حيث الحجاب، حرية الحديث، إظهار ضيوف تنتمى الى مختلف التيارات، عرض الرأى والرأى الآخر. هل القنوات الدينية موجهة سياسيا وممولة من دول الخليج؟ - أنا لا أعرف ما القنوات التى يقصدون أنها ممولة، ولكن بالنسبة لى عملت فى قناة «اقرأ» الفضائية وهى قناة دينية وسطية، ورائدة القنوات الدينية فى الوطن العربى، تشمل مذيعين ومذيعات، وأغانى تترات للبرامج، وبرامج أطفال وامرأة وطبخ، وتعتبر من أول وأفضل القنوات الدينية، وما زالت حتى الان محتفظة بمركزها كقناة وسطية مثالية. ما الشخصية التى تتمنين استضافتها فى برنامجك؟ - زوجة الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، أتمنى استضافتها، لكن لن يكون حوارى معها سياسيا، إنما سأحاول التعرف عليها كامرأة عصرية متخرجة فى الجامعة، فهى تساند الرئيس محمد مرسى كثيرا، وتحرص على الأعمال الخيرية، ورغم أنها أول زوجة رئيس مدنى منتخب بعد الثورة، إلا أنها لم تظهر إعلاميا، وفضلت أن تبعد نهائيا، كما أننى سأحاول من خلال حوارى معها التعرف على ما إذا كانت تريد إرساء مسألة ابتعاد زوجة الرئيس عن الظهور، والتعرف على سبب ذلك منها مباشرة.