الحيوانات تنقرض.. والإهمال فى استقبال الزائرين تحولت حديقة الحيوان بمدينة المنصورة والتي كانت تعد واحدة من أكبر وأهم حدائق الحيوان الموجودة بمصر بعد حديقة حيوان الجيزة والإسكندرية من كونها متنفس سكان محافظات الدلتا إلى "خرابة" ووكر للأعمال المنافية للآداب نتيجة خلوها من جميع المظاهر الجمالية واختفاء الحيوانات التي أصبح عددها يعد على الأصابع، ودمارها بالكامل على أيدي محافظي الدقهلية خاصة اللواء صلاح الدين المعداوي "المحافظ الحالي" ورئيس حي شرق المنصورة. يذكر أن الحديقة تم إنشاؤها عام 1949على مساحة 12257 مترًا مربعًا، بعدما تبرع بالأرض أحد قاطني المنطقة ويدعى الخواجة "توريل" الذي أنشأ الحي الذي تقع فيه الحديقة، خاصة أنه أبرم عقد "انتفاع" واشترط أن تكون حديقة حيوان فقط، ويتم الاهتمام بها، وإذا تم تغيير نشاطها تعود إلى ورثته بموجب العقد المبرم، ولكن أصبح الإهمال سمتها، حيث خلت من الحيوانات عدا 3 "كباش أروية"، و5 "نسانيس" و"طاوسين" و4 "دجاجات وادي"، وبركة خالية من الماء ويكسوها الريم الأخضر بها 27 "وزة"، و"بجعتين" و"صقر" واحد. "المصريون" اقتحمت الحديقة، وتجولت بداخلها لتتعرف على الوضع السيئ الذي آلت إليه، ومعاناة حيواناتها وأهم السلبيات بها، فبمجرد أن تتخطى بابها الرئيسي تجد على اليمين متحفًا غارقًا في الإهمال، يضم مجموعة من الحيوانات والطيور والزواحف "المحنطة"، فضلاً عن تحوله إلى مقهى للعاملات بالحديقة، فبعد أن تقطع تذكرة بسيطة ثمنها "50 قرشًا" تجد بائعي الفشار على مرتادي الحديقة، فعندما تتجول تجد أقفاصًا خالية تمامًا، سوى قفص يحتوى على 5 "كباش" تعاني من الهزل والضعف، وعندما تتطلع على قفص الطيور الجارحة لا تجد إلا صقرًا وحيدًا يبدو عليه الحزن من وحدته إلى جانب خمسة "نسانيس" و"طاوسين" يعانيان قلة الجوع، وبركة لا توجد بها مياه، بل تحولت إلى حوض كبير مليء بالريم يوجد بها 27 "وزة" و"بجعتين". وقال أحد الزوار بالحديقة إنه قضى أكثر من 15عامًا بالخارج، وآخر مرة لزيارة الحديقة كانت في صورة جميلة ومليئة بالحيوانات التي تسر الناظر إليها أما الآن فلا وجود للحيوانات ولماذا تحولت إلى هذا الشكل من الإهمال وأن الحديقة كانت دائمًا مزدحمة فضلاً عن استمتاع الشباب والأطفال باللعب مع الحيوانات من خلف الأقفاص فالآن أصبحت خرابة ولن نتوقع مطلقًا أن تصبح بهذا الشكل. وتابع علاء عبد المنعم أحد الزائرين أنه اعتاد الحضور بصحبة زوجته وأبنائه، وعند زيارته المتكررة للحديقة وجد إهمالاً يفوق الوصف في التناقص المستمر لعدد الحيوانات الموجودة، والأصناف النادرة، ما جعله يمتنع عن زيارة الحديقة التي كانت مثالاً للجمال تجنبًا للأمراض ولأنها فعلاً أصابته بالاكتئاب. وكشف أحد العاملين بالحديقة عن أن حديقة الحيوان بالجيزة قامت بإرسال طلب إلى محافظ الدقهلية تطلب منه تطوير حديقة الحيوان بالكامل وتزويدها بجميع الحيوانات مقابل أن تصبح تابعة لها وتكون تحت إشرافها بالكامل إلا أن العرض قوبل برفض المحافظة وحى شرق. وتابع أن إحدى شركات المحمول أيضًَا أعلنت تخصيص ثلاثة ملايين جنيه لتطوير الحديقة في مقابل وضع إعلان خاص بها يحمل اسمها الحديقة إلا أن المحافظ أصر على عدم الموافقة حتى تحولت الحديقة إلى مرتع للبلطجية وفتيات الليل الذين امتلأت الحديقة بهم ولا نستطيع منعهم من الدخول لأنهم يقطعون قيمة التذكرة. وأشار إلى أن الحديقة كانت تحتوى على ثلاثة نمور آسيوية من السلالة النادرة وفوجئنا بقرار من المحافظ ببيعها بمبلغ زهيد لا يتعد ال85 ألف جنيه لأحد المستثمرين رغم أن ثمن الواحد يتجاوز ال25 ألف دولا وتم إرسال الشيك إلى المحافظة ولا نعلم عنه شيئًا حتى الآن. من ناحية أخرى أكد مصدر بحي شرق المنصورة، أن هناك خطة لتطوير الحديقة والاهتمام البيئي بها من خلال زرع المسطحات الخالية وتنظيف الحديقة وإعادة هيكلتها حيث سيتم إنشاء محال تجارية من الداخل موازية لأسوار الحديقة لزيادة دخل الحديقة وزيادة عدد الزوار وأنه توجد بالحديقة بعض الألعاب الترفيهية للأطفال وجار وضع خطة لتطويرها وإعادتها لمكانتها الطبيعية بين الحدائق وتشمل عمليات التطوير جلب أنواع مختلفة من الحيوانات وتم وضع ميزانية نحو مليوني جنيه لتطوير الحديقة والاهتمام بها.