تحولت حديقة الحيوانات بالمنصورة من كونها متنفسا للمواطنين ومزارا في إجازات الأعياد والمناسبات إلي حديقة عنوانها الإهمال الذي أدي إلي خلوها إلا من أعداد قليلة من الحيوانات تعد علي أصابع اليد. ورصدت الأهرام المسائي علي لسان العمال والأهالي الوضع السييء الذي آلت إليه الحديقة وما يشمله ذلك من معاناتها من عدم النظافة المستمرة وهو ما يستدعي التدخل حفاظا علي تاريخ الحديقة وأهميتها كمتنزه للأهالي خاصة مع قرب إجازة نهاية العام. يقول أحد العمال بالحديقة إنه لا يوجد سوي3 كباش أروية و3 نمور آسيوية و5 دجاجات وادي وبركة للبط والأوز و3 بجعات و5 نسانيس وصقر واحد حزين لا يجد من يسليه بالإضافة إلي متحف للحيوانات غارق في الإهمال منذ العديد من السنين, كما أن النمر الآسيوي الموجود بالحديقة هو الذكر الوحيد ويعتبر من الفصيلة النادرة الببر الذي بسببه دخلت الحديقة التصنيف العالمي وكان قد التهم كتف أحد العمال مما أدي إلي وفاته منذ فترة. وأضاف أن هذه الحديقة أنشئت منذ أكثر من خمسين عاما ومقامة علي مساحة12257 مترا مربعا تبرع بها الخواجة توريل الذي أنشأ الحي الذي تقع فيه الحديقة ولكنه اشترط أن تكون حديقة حيوان فقط ويتم الاهتمام بها وإذا تم تغيير نشاطها تعود فورا للورثة. وفي جولة الأهرام المسائي في الحديقة رصدت مجموعة من أعمدة الكهرباء وأكوام من الأسوار الحديدية ملقاة علي الأرض ومساحات شاسعة من الأراضي عارية تماما من الخضرة وصارت الحديقة وكأنها مخزن للخردة وليست حديقة يلعب فيها الصغار. يقول عبدالرحمن مهيب( مهندس) إنني عند زيارتي المتكررة للحديقة مع أولادي نجد إهمالا يفوق الوصف في التناقص المستمر لعدد الحيوانات الموجودة وأيضا أصناف الحيوانات أصبحت غير نادرة ونري الإهمال الشديد في نظافة الحديقة مما جعلني أمتنع عن زيارة الحديقة التي تربيت بين جنباتها وكانت مثالا للجمال تجنبا للأمراض ولأنها فعلا أصابتني بالاكتئاب. ويوضح شريف عبدالمقصود, محاسب, لعبنا في هذه الحديقة ونحن صغارا وركبنا الفيل ولعبنا مع الزرافة وأطعمنا الجمل وتصورنا مع القرود ولكن الآن أصبحت جرداء مهملة لا نجد فيها إلا القليل من الحيوانات المريضة. من جهتها قالت المهندسة لبني حسانين, مديرة إدارة الشئون البيئية بحي شرق المنصورة, إن هناك خطة لتطوير الحديقة والاهتمام البيئي بها من خلال زرع المسطحات الخالية وتنظيف الحديقة واعادة هيكلتها حيث سيتم إنشاء محلات تجارية من الداخل موازية لأسوار الحديقة لزيادة دخل الحديقة وزيادة عدد الزوار وأنه توجد بالحديقة بعض الألعاب الترفيهية للأطفال وجار وضع خطة لتطويرها وإعادتها لمكانتها الطبيعية بين الحدائق وتشمل عمليات التطوير جلب أنواع مختلفة من الحيوانات وتم وضع ميزانية نحو مليوني جنيه لتطوير الحديقة والاهتمام بها. ويقول الدكتور سامي طه, الخبير البيطري, إنه من المفترض أن تكون تبعية هذه الحديقة للإدارة المركزية لحدائق الحيوان بالقاهرة التي تتبعها8 حدائق أخري علي مستوي الجمهورية ولا تكون تابعة لحي شرق كما أنه من المفترض أن يكون رئيسها طبيبا بيطريا وهذا غير موجود الآن وكذلك فإن العمالة الموجودة لابد أن تكون مدربة للتعامل مع الحيوانات بجميع أنواعها. وأكد الدكتور محمد عبدالقادر صبح, مدير مركز البحوث الطبية التجريبية بكلية طب المنصورة والمشرف علي هذا المشروع, أننا نهدف إلي تطوير البحث العلمي من خلال عمل أبحاث وتجارب علي القرود التي تقارب في تركيبها الفسيولوجي الإنسان وذلك بعد أن نجري هذه التجارب علي الفئران والأرانب وقد واجهتنا مشكلة عدم وجود أماكن لتربية القرود في كلية الطب فوجدنا أن أنسب مكان هو حديقة الحيوان, وهذا مكانها الطبيعي فقمنا بزيارة الحديقة التي وجدناها فقيرة في الإمكانات وفي كل شيء وتعتبر ثروة مهدرة وتمت معاينة الأماكن المتاحة لذلك فاقتنعنا أنه عند إنشاء وحدة بحثية بالحديقة وتابعة للكلية ستعود بالعائد العلمي والمادي لهذا المكان لأنه سيفيد البحث العلمي لكلية الطب وفي الوقت نفسه سيوفر إمكانات لتطوير حديقة الحيوان وفي جميع الأحوال سيعود ذلك بالفائدة علي المواطن المصري. وأضاف أنه تمت مخاطبة رئيس الجامعة الذي قام بمخاطبة محافظ الدقهلية الذي تبني الموضوع وأرسل لجنة من إدارة حي شرق برئاسة المهندسة لبني حسانين مديرة إدارة الشئون البيئية لمعاينة مركز البحوث بكلية الطب وتم رفع الأمر وعمل التقرير اللازم لرئيس الحي وفي انتظار قرار المحافظ.