لست أدرى ما الذى جعل تلك النكتة تأتى على خاطرى وأضحك منها، رغم أنها معروفة لدى، ولديكم أيضًا، وأنا أشاهد صورة القاضى أحمد الزند يطبع على جبين النائب العام "بوسة"، "ومش أى بوسة، لكنها بوسة من العيار التقيل". النكتة تقول: الأم وهى تذاكر لابنها: يلا قولى بأه أسماء الأنبياء؟ فقال الطفل: النبى محمد والنبى موسى والنبى عيسى والنبى بوسة.. استوقفته: يا ابنى مفيش نبى اسمه بوسة، أنت جبت الكلام دا منين؟ قال لها: أنا سمعت أبويا يقول للخدامة: "والنبى بوسة"! وبوسة الزند للنائب العام فيها ما فيها، غير أنى لست مع الذين أولوها تأويلات غير مستقيمة من القراء والمتابعين والمعلقين والفيسبوكيين، مما يعف القلم عنه، وبالطبع نربأ بالاثنين أن يكونا قصدا ذلك.. ولعل من أخف الطرائف أدبًا، ما قاله بعضهم: "آه عشان كدا عرفنا ليه النائب العام أصدر قراره بحجب المواقع الإباحية"! ونرجع قليلاً للجد، ودعونى أتساءل هل كانت البوسة وفاء زنديًا لما بين الرجلين من صلات، غضَّ من يملك الأمر عما يمس شرف الآخر من اتهامات وحجب بلاغات ضده يعرفها الدانى والقاصى؟.. هل كانت البوسة مسكِّنًا قويًا ومن باب: "بوس الخد تستحى العين"، على غرار المثل الشعبى الشائع "أطعم الفم تستحى العين"، خاصة أنها مصورة وشهدها الثقلان (الإنس والجن)، وهذا يعنى ترجمتها أن الناس شايفانا حبايب فبلاش نحفر لبعض وأهو راعيتنى أولاً فى أراضى الإسكندرية، وقد راعيتك ثانيًا فى الهوجة الشعبية والرئاسية لاستبعادك، وشكرًا لمن ابتدع المثل الشعبى الذى ينفع جدًا فى "الزنقات" وهو "شيلنى وأشيلك". قد يكون عصام سلطان محقًا فى مقولته فى برنامج "نادى العاصمة" عن سؤال الإعلامى أسامة كمال: "تفتكر التحقيق فى هذه القضية- مصير البلاغات المقدمة ضد الزند للنائب العام- هيوصل لفين؟، فقال سلطان: "لو بتحقيقات النيابة العامة ووجود النائب العام لن يصل لشىء ولو عايز تعرف اتفرج على الصورة إللى بيبوسه فيها".. يغنى عن الكثير من القول المحبوس فى فمى وفمك وفم الكثير من الناس الراصدين لأعمال وأقوال النائب العام.. ومن هذا الرصد ما قاله محامٍ آخر أيضًا وهو د. على نعمان- أحد المتقدمين ببلاغ ضد النائب العام لمجلس القضاء الأعلى- وهو يرى أن النائب العام سبه وهدده بالسجن وقالها صراحة أمام مستشاريه "بعضمة لسانه": "أنا مبعرفش ربنا وأنا كافر وإللى عايزين تعملوه اعملوه". لكن بوسة الزند كانت مصدر بركة على كل كارهى النائب العام لأنه بعد البوسة تم الانتهاء من المادة الخاصة بالنائب العام التى تعطيه صلاحية لمدة أربع سنوات فقط وتكون بقرار جمهورى وبعدها "بالسلامة يا قلبى"، وبالطبع سوف ينطبق هذا الكلام على سعادة النائب العام. بركاتك أيها الزند فقد كنت ولا تزال زندًا- أى عضدًا- لأخيك النائب العام فى كل المواقف غير "أن بوستك جابت صاحبك الأرض"! ◄◄آخر كبسولة: ◄حينما انتهت الحرب العالمية الثانية وانتصر الأمريكان على اليابان بإلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما وناجازاكى عام 1945م، احتفل الأمريكان فى الشوارع بالانتصار وعاد الجنود إلى أهليهم وتقابل الأحباب وتبادلوا القبلات فى الشوارع، فإذا الجندى المجهول من البحرية الأمريكى يقبل عشيقته الممرضة "أديث شين" فى أحد ميادين نيويورك، التقط أحد المصورين هذه الصورة التى أصبحت صورة مميزة تناقلتها الصحف بنشوة الانتصار.. ثم صنع الأمريكان تمثالاً للقبلة فى نفس الساحة فى الاحتفال 65 للانتصار.. وترى العاشقين و"الحبيبة" يطوفون حول التمثال ويخرجون من بين ساقى صاحبى التمثال يقلدون صورة القبلة "التمثال". = هذه رموز البوسة لدى أمريكا، لكن البوسة عندنا شىء آخر تبدأ ب "والنبى بوسة" وتنتهى ببوسة زندية قضائية محصنة. دمتم بحب [email protected]