اتهمت الحكومة الإسرائيلية على لسان شاؤول موفاز وزير الدفاع الإسرائيلي الشرطة المصرية بالتهاون في حماية الحدود في قطاع غزة. كما اتهم الشرطة الفلسطينية والمصرية بالتواطؤ وتسهيل عبور الآلاف من الفلسطينيين لمعبر رفح الحدودي دون أي ضوابط في الاتجاهين. وقال موفاز إن المصريين والفلسطينيين ضربوا بالمفاوضات الجادة التي جرت من قبل عرض الحائط وهي المفاوضات التي كانت تهدف إلى ترتيب إجراءات ضبط الأمن بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة. واتهم موفاز الشرطة المصرية بالمساعدة على نقل أعداد كبيرة من شمال سيناء إلى قطاع غزة والعكس بطريقة غير شرعية. مؤكدا أن عددا كبيرا من الإرهابيين دخلوا وبحوزتهم أسلحة وصواريخ بعيدة المدى مضادة للدبابات والطائرات. وأشار أحد المواقع الإلكترونية المقربة من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن موفاز وجه إنذارا نهائيا لمصر وإسرائيل لإغلاق المعبر والالتزام ببنود الاتفاق المبرم بينهما وأنه طلب من الوزير عمر سليمان سرعة التدخل لوقف عملية العبور من الجانبين. وحسب ما ورد في الموقع الإلكتروني فإن عمر سليمان قال إن الشرطة المصرية غير كافية للانتشار على طول حدود محور فلادليفيا كما أنها أي الشرطة المصرية لم تكن قد أقامت تجهيزاتها الفنية والعسكرية لتكون قادرة على التعامل مع الموقف بكفاءة. ورددت الصحافة الإسرائيلية كعادتها بأن كميات كبيرة من الأسلحة يتم تهريبها من وراء ظهور القوات المصرية على طول شواطئ رفح الجنوبية. وقدرت وزارة الدفاع الإسرائيلية عدد الفلسطينيين الذين عبروا المعبر من غزة إلى سيناء بحوالي 20 ألف شخص وأنهم ينوون البقاء في سيناء مقابل 3 آلاف فلسطيني دخلوا غزة قادمين من سيناء. في الوقت نفسه أجرى موفاز مكالمة وبخ فيها محمد دحلان حسب ما ذكره الموقع الإلكتروني وطالبه بسرعة إغلاق معبر رفح لحين وضع الضوابط. وتوقعت المصادر أن يكون موضوع اضطلاع مصر بحفظ الأمن على حدود قطاع غزة السبب في تدهور العلاقات المصرية الإسرائيلية وذلك لاستحالة أن تتمكن مصر من ضبط الحدود مائة في المائة وهو الأمر الذي ترضى عنه إسرائيل. من جهة أخرى تقدمت السفارة الإسرائيلية في القاهرة للحكومة المصرية باحتجاج شديد اللهجة بسبب سماح القاهرةللفلسطينيين في رفح بإزالة الحدود ما بين شطري رفح وتدفق سكان المدينتين فيما بينهما وانتقد رئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست يوفال شتاينيتص عجز القوات المصرية عن ضمان الأمن في محور فيلادلفي قائلا إن الحبر لم يجف بعد على الاتفاق التعيس بين إسرائيل ومصر وسرعان ما تنكشف نتائجه الخطيرة على حسب قوله وأضاف لقد اتضح أن ما حصلنا عليه مقابل المساس بكون منطقة سيناء منطقة منزوعة السلاح هو فتح محور فيلادلفي أمام تهريب الناس والسلاح , وذلك في بيان عاجل أمام اللجنة بثته القناة العبرية التليفزيونية الثانية مساء أمس وتوقع النائب الليكودي شتاينيس أن تطلب مصر خلال أيام تعزيز حجم قواتها عند الحدود ليتسنى لها القيام بالمهام الملقاة على عاتقها متسائلا ماذا سيكون عندئذ رد اسرائيل في غضون ذلك قام مسلحون ينتمون لحركة المقاومة الإسلامية حماس بتدمير جزء من الجدار الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر، و ذلك بعد اخلاء المنطقة على مرأى من ضباط أمن فلسطينيين الذين لم يفعلوا شيئا لمنعهم وذكر شهود عيان برفح ل"المصريون" أن قائدا محليا لحماس حذر الضباط من مغبة محاولة التدخل لمنعهم. .وكانت القوات المصرية والفلسطينية تحاول دعم الجدار الحدودي لمنع الفلسطينيين من التسلل إلى مصر بعد الانسحاب الإسرائيلي من القطاع. وفي مشاهد مليئة بالفوضى تدفق آلاف الفلسطينيين عبر الحدود خلال الأيام الماضية دون المرور بتدقيق رسمي. وبالرغم من ذلك تصر مصر على أن حدودها مع غزة مغلقة رسميا و قررت مصر إغلاق الحدود تمام السادسة مساء أمس الأربعاء وتسليم أي مواطن تجده بأراضيها من سكان غزه للسلطة الفلسطينية وأبلغت بذلك السلطة الفلسطينية والتي قررت بدورها أيفاد أحمد قريع رئيس وزراء فلسطين إلي القاهرة غدا لبحث سبل ضبط الحدود وفق تصريح للرئيس محمود عباس أدلي به منذ ساعات وقد قام الرجوب مستشار الرئيس الفلسطيني أمس بزيارة تفقدية لمنطقة الشريط الحدودي برفح واطلع على طبيعة الوضع الحالي بعد انسحاب القوات الإسرائيلية وانتشار القوات الأمنية المصرية على الجانب المصري من الحدود والقوات الفلسطينية على الجانب الفلسطيني هذا وازاء الضغوط الاعلامية الإعلامية والديلوماسية الإسرائيلية علي القاهرة تدخل السفير المصري بتل ابيب للتخفيف من حالة الأحتقان وأكد السفير المصري لدى اسرائيل محمد عاصم إبراهيم ظهر أمس الأربعاء أن القوات المصرية تعتزم فرض النظام والقانون في منطقة الحدود قرب رفح وقال إن بلاده ستبذل قصارى جهدها لمنع أعمال التهريب بين مصر وقطاع غزة , وأشار السفير المصري إلى أن ما حدث في المنطقة الحدودية خلال الأيام الأخيرة كان نتيجة تفجر مشاعر الفلسطينيين الذين لم يقابلوا أقاربهم منذ سنين , ومن ناحية أخرى قال السفير عاصم ابراهيم في سياق حديث مع صوت إسرائيل باللغة العبرية إنه بالرغم من خروج قوات جيش الدفاع والمستوطنين من قطاع غزة فإن القطاع لا يمكن اعتباره محررا بعد إذ إن إسرائيل تواصل السيطرة على المجال الجوي والممرات البحرية ولم تقدم بعد ردها بشأن المعابر الحدودية , وكرر السفير المصري موقف القاهرة الذي لا يرى ضرورة بوجود إسرائيلي في المعبر الحدودي بين قطاع غزة ومصر قائلا إن هذا المعبر يجب أن تسيطر عليه القوات الأمنية الفلسطينية والمصرية فقط وأكد وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط ترحيب مصر بالتطورات الجارية في قطاع غزة بخروج القوات الإسرائيلية والمستوطنين من القطاع وعودته إلي السيطرة الفلسطينية, وأعرب ابو الغيط عن الأمل في أن تمثل هذه الخطوة انطلاقة نحو استئناف عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين تحقيقاً للإنسحاب الإسرائيلي من كافة الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.