طرح وزير الدفاع الإسرائيلي السابق والرجل الثاني في حزب كاديما شاؤول موفاز خطة سياسية تقضي بالتفاوض مع حركة حماس وقيام دولة فلسطينية مؤقتة في 60٪ من الضفة الغربية، الأمر الذي رفضته الحركة واعتبرته صيدا في الماء العكر، كما رفضته السلطة الفلسطينية بشكل مطلق. واستعرض موفاز خطته السياسية في مؤتمر صحفي أمس الأول وقال: إنه في حال فوز حماس في الانتخابات وأرادت الجلوس إلي طاولة المفاوضات فإنها تكون في تلك اللحظة قد وافقت علي شروط اللجنة الرباعية الدولية القاضية بالاعتراف بإسرائيل والاتفاقيات الموقعة ونبذ العنف وليست منظمة إرهابية وأضاف أنه صاغ مبادرته السياسية خلال نصف العام الأخير وفي صلبها قيام دولة فلسطينية بحدود مؤقتة في 60٪ من مساحة الضفة الغربية وبدعم أمريكي وأنه في نهاية العملية السياسية سيحصل الفلسطينيون علي كل مساحة الضفة الغربية، ليس حدود العام 1967، وإنما مساحة الضفة. تابع: إنه في هذه المرحلة لا حاجة لإخلاء مستوطنات لكن من أجل الإثبات للفلسطينيين أن إسرائيل جدية فإنه ينبغي البدء بسن قانون إخلاء وتعويض المستوطنين في المستوطنات المعزولة الواقعة شرقي الجدار العازل والتي يقطنها نحو 70 ألف مستوطن وأن يسمح القانون بإقامة مستوطنات جديدة في الكتل الاستيطانية التي يري موفاز أنه يجب ضمها إلي إسرائيل وفي منطقة الجليل بشمال إسرائيل. وفي موازاة ذلك يقترح موفاز الشروع في المرحلة الثانية بمفاوضات علي قضايا الحل الدائم بين إسرائيل والفلسطينيين ولا يستبعد موافقة إسرائيل خلالها علي الانسحاب من الأحياء الفلسطينية الواقعة في الأطراف ما يعني رفضه انسحاب إسرائيل من كل القدسالشرقية وخصوصاً البلدة القديمة ومحيطها. وقال موفاز: إن دولة إسرائيل ملزمة بالجلوس مع جهة تغير أجندتها في إشارة لحماس وأنا مقتنع بأن قيادة مسئولة ستجلس مع جهة كهذه رغم أني أعلم أيضا أن حماس تواصل إطلاق الصواريخ وتخزين صواريخ طويلة المدي والاستعداد لاستمرار المواجهة ويؤدي القول لقيادة حماس إنه إذا استمروا بهذه الطريقة فإنه قد تم حسم مصيرهم. وهاجم موفاز نتانياهو قائلا: إنه يعيق العملية السياسية ويهدر الوقت ونحن كدولة لا نملك امتياز إهدار الوقت.. وإذا لم يطبق نتانياهو هذه الخطة فإني آمل أن أحصل علي الفرصة ( بتولي رئاسة الوزراء) لتطبيقها، فالهدوء الحاصل كاذب وهذا انعدام مسئولية لأن الوقت لا يعمل في صالحنا. وقال: إنه بلور خطته بعد مشاورات عديدة أجراها مع جهات مهنية في جهاز الأمن الإسرائيلي ورؤساء معاهد أبحاث وشخصيات سياسية. وفي المقابل أعلنت حماس رفضها إجراء أي مفاوضات مع إسرائيل، وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري إن تصريحات موفاز ليس فيها أي جديد، وهي محاولة مكشوفة للعب علي التناقضات الفلسطينية الداخلية. وبدوره قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن خطة موفاز مرفوضة وغير مقبولة علي الإطلاق وأي حلول جزيئة تستثني القدس لن تري النور لأن القدس خط أحمر. وبشأن إعلان موفاز إمكانية التفاوض مع حماس، أكد أبو ردينة أن أي جهة تدخل مفاوضات مع إسرائيل بناء علي هذه الخطة تتحمل مسئولية التفريط بالقدس ومقدساتها. من جانبه أكد الناطق باسم فتح أحمد عساف، في بيان رفض فتح لعرض موفاز بالدولة ذات الحدود المؤقتة وجميع العروض التي تستهدف ضرب الثوابت الوطنية والنيل من حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة علي حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف وحل قضية اللاجئين وفق ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وقال عساف: إن حركة فتح متمسكة بما جاء في خطاب الرئيس محمود عباس الأخير الذي شدد فيه علي أن لا عودة للمفاوضات إلا بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية وتثبيت مرجعيات عملية السلام، وأضاف في الوقت الذي رفضت فيه قيادة الشعب الفلسطيني ممثلة بالرئيس محمود عباس جميع العروض والضغوطات الإسرائيلية المدعومة أمريكيا واقليمياً نجد ممثلين عن حركة حماس وعلي لسان مشير المصري تسارع إلي وصف خطة موفاز بأنها خطوة مهمة وأن حماس ستتعاطي معها بجدية وشدد عساف علي أن هذه التطورات التي تتابع بسرعة بعد خطاب الرئيس عباس جاءت لتؤكد ما حذرت منه حركة فتح بأن هناك أطرافا فلسطينية تتلاقي مصالحها مع إسرائيل بهدف إضعاف القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني وتساءل عساف، من هم الدمي في يد إسرائيل وغيره من الأطراف الاقليمية والدولية؟ وقال: لقد كشفت حركة حماس اليوم عن وجهها الحقيقي عندما تجاوبت بسرعة لافتة مع خطة موفاز التصفوية وهو الموقف الذي يعتبر امتداداً لما بدأته حماس قبل عدة أشهر من مفاوضات سرية في سويسرا مع أطراف أمريكية وأوروبية بحثت خلالها إمكانية قبولها بالدولة ذات الحدود المؤقتة ويهودية إسرائيل، إضافة إلي التزامها اللافت بالهدنة مع إسرائيل والتنسيق الميداني من إسرائيل لضبط الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل. وكانت صحيفة يديعوت احرونوت نقلت أمس عن المتحدث باسم حماس مشير المصري قوله إن تصريحات موفاز التي أعرب فيها عن استعداده للحوار مع حركة حماس تطور يستحق الالتفات إليه، ونقلت الصحيفة عنه قوله في تصريح لموقعها علي شبكة الإنترنت إن القناعة بأن حركة حماس هي لاعب مركزي لا يمكن تجاوزه قائمة في العالم ولكن الشيء الجديد هو أن القيادة الإسرائيلية فهمت اليوم هذه الحقيقة وإن كان بطريقتها الخاصة.. وأقوال موفاز خطوة مهمة جدا نحن معنيون بأن نري ترجمة عملية لهذه الأقوال وليس مجرد كلام. وأضاف أن حماس لا ترفض أي توجه يقوم علي الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني الأساسية وحقه بالتخلص من الاحتلال، ولا شك أن تصريحات تصدر عن شخص بوزن موفاز، الذي خاض حروبا ضد حركة حماس. ويتعامل مع الأمور من جوانبها الأمنية والعسكرية والسياسية، لها وزنها الكبير وتابع المصري أن حماس لا تتجاهل هذه الأقوال ولكنها لن تتخلي عن مواقفها من أجل أن يعترف بها أو يتكلم معها الآخرون.