عندما قامت الثورة كانت بسبب أخطاء وتجاوزات بعض ضباط الشرطة الذين اعتبروا أنفسهم فوق مستوى البشر فتجاوزوا وداسوا بأقدامهم وأحذيتهم على رؤوس الناس. السطور القادمة تروى فصلا جديدا من مسلسل تجاوزات رجل شرطة راح يعيد ويكرر سيناريو ما قيل الثورة، فاخترق الحروف الأولى لمبادئ حقوق الإنسان، بطل هذا المسلسل هو النقيب محمد عيد المطلب معاون مباحث الوراق السابق، صحيح أنه تم نقله إلى إحدى محافظات الصعيد لكن توابع آثاره لم تنته، فقد أدرك من خلفه من لفق لهم القضايا دون وازع من ضمير ودون مراعاة لأمانة وقدسية رسالة جهاز الشرطة. المجنى عليها حنان شعبان محمود عبد العزبز وشقيقيها يوسف ووليد ووالدتهم، أى أسرة كاملة هم ضحايا تعنت الضابط وكبريائه، قالت ل"المصريون": ساقنى حظى العثر أن يقابلنى الضابط فى كمين وأنا أستقل توك توك وهو يثق فى كمين عند دائرى الوراق، فاستوقفنى أول مرة لمدة عشر دقائق، وبدأ يكرر نفس الموقف معى، كلما قابلنى استوقفنى لأسباب غير معروفة، لكن الوقفات كانت لا تخلوا من معاكستى، وعندما فاض بى الكيل، توجهت إلى العميد عرفة حمزة رئيس القطاع الذى كلف العقيد حسام فوزى مفتش مباحث شمال الجيزة وقتها، وبالفعل تم استدعاء الضابط وسأله أمامى هل هذه السيدة مطلوبة على ذمة قضايا؟ هل لك حاجة لاستيقافها؟ فرد عليه بالنفى فتعجب مفتش المباحث من تصرفاته وطالبه بعدم التعرض لى مرة أخرى. وعليها انصرفت، لكن الموقف لم ينته من ذاكرة الضابط الذى شعر أنه قد جرح أمامنا، فأقسم جهد أيمانه أن ينتقم منا وبعد ما لا يزيد عن شهر ونصف كنت خارجة من المنزل بشارع النهضة المتفرع من عبد المنعم رياض بالوراق، فوجئت بحملة مكبرة بها أربعة ضباط بينهم محمد عبد المطلب اقتحموا منزلنا وألقوا القبض على وليد شقيقى الذى كان يرعى والدى الذى يعانى من فشل كلوى مزمن، وعندما توجه شقيقى الثانى يوسف بسؤال عن سبب القبض على شقيقه، فوجئ بضربه وركله والقبض عليه وعندما عرض الاثنان على النيابة العامة لم ينصفنا وكيل النياية مجاملة للضابط، وكان شقيقى من أثر الضرب قد أصيب بحالة إغماء شديدة وجرح قطعى فى فروة الرأسٍ من شدة التعذيب، فطلب من وكيل النيابة عرضه على الطب الشرعى وبصعوبة شديدة وافق وكيل النيابة، وأثبت التقرير أن شقيقى مصاب بآلة حادة وأنه ملفق له تهمة الاتجار فى المخدرات وحيازة 14 قطعة حشيش. وكان الضباط لحظة اقتحام المنزل قد كسروا أثاث البيت دون مراعاة لحرمته وكنت لحظة القبض على شقيقى مباشرة قد توجهت إلى مديرية أمن الجيزة وقدمت شكوى ضد الضابط وتوجهت بعدها مباشرة إلى وزارة الداخلية، ورغم ذلك فوجئت بالضابط قد لفق لى ولوالدتى السيدة المسنة المريضة تهمة اقتحام قسم الشرطة وضرب أربعة ضباط و35 فرد شرطة!! فهل يعقل هذا يا وزير الداخلية؟! وقد خرج شقيقى بعد فترة من التأجيلات والحبس الاحتياطى بكفالات على ذمة القضية، لكن التهديدات لم تنقطع من قبل وكيل النيابة والضابط خالد شبل صديق النقيب محمد عبد المطلب ولم تنته، لهذا توجهت إلى مكتب النائب العام المستشار عبد المجيد محمود وقدمت شكوى من يوم 15 مايو الماضى إلا أن أحدا لم يهتم. لهذا نعتزم التوجه للاعتصام أمام قصر رئاسة الجمهورية ربما هو الذى ينصفنا لكننا ننتظر الإنصاف الأول من اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية وكذا النائب العام أن يفتحا باب التحقيق فى هذا الموضوع، فقد تحولت حياتنا إلى جحيم لا يطاق وهجرنا مسكننا وأصبحنا نسكن فى الشقق المفروشة هروبا من الضباط الذين يجاملون زميلهم وينتقمون منا، وقد مات والدى متأثرا بحالته الصحية التى تدهورت من أثر الظروف الصعبة.