بالتأكيد يختلف عيد هذه الأيام وهذا الزمن عن العيد قديما، لاختلاف معطيات كل مرحلة، فألعاب زمان كانت تختلف عن هذه الألعاب، وكذلك عادات زمان بدأت فى التغيير زوالا وتطويرا، والتقت "المصريون" عددا من رموز الإذاعة المصرية القدامى ليحكوا لنا عن العيد فى زمنهم قبل نصف قرن. يقول على حسن مراد كبير مذيعين ومدير إدارة التنفيذ (المذيعين) بشبكة البرنامج العام الذى قدم خلال شهر رمضان "برنامج الشعب يسأل والرئيس يجيب"، إن العيد هو نفس العيد والفرحة نفس الفرحة والبهجة، لكن الأولويات اختلفت، فمع تقدم العمر أصبح أولويات الإنسان هو أن يسعد الناس حوله بعد ما كان هو هدف السعادة أصبح العكس فهو مطالب بإدخال الفرحة والبهجة فى العيد على الآخرين.. هكذا بدأ كلامه معنا الإذاعى الكبير على مراد. وعن ذكرياته فى العيد زمان، يقول: أبسط وأقل حاجة كانت بتبسطنا جدا هى "العيدية" كانت بسيطة جدا بس كنا فى قمة السعادة لما بناخدها، وكانت ملابس العيد الجديدة أيضا من الأشياء الهامة، وقبل العيد بيومين كان الوالد والوالدة "رحمة الله عليهما" ياخدونى نلف لغاية ما نشترى اللى أنا عاوزه ودا كان ممكن يستغرق يومين كاملين، وليلة العيد آخد لبسى فى حضنى لغاية الصبح، والصبح بدرى جدا ألبسه وننزل نصلى العيد، ونرجع طبعا لعب وتنتيط مع ولاد الجيران الأقارب لغاية تانى يوم. وعن تأثير التكنولوجيا على أجواء العيد فقال: بصراحة هى أثرت بالسلب والإيجاب، فأثرت بالإيجاب بأن ساعدت على التواصل بالتليفونات أو الموبايل والإنترنت، ولكن للأسف أثرت بالسلب فى عدم تلاقى الأهل والأصدقاء وجها لوجه، وأثرت طبعا على صلة الرحم، زمان كانت الزيارات شىء أساسى مش فى العيد بس طول السنة فى الأعياد كانت أكتر وكانت شىء لا يتجزأ من العيد، وفعلا ما فيش أحسن من التلاقى والزيارات المنزلية أحسن ألف مرة من الموبايلات أو الاكتفاء فقط بمجرد مكالمة تليفون. وعن أطرف المواقف التى تعرض لها الإذاعى على مراد فى الطفولة يقول: كنا صغيرين جدا واتفقنا نروح القناطر.. وصلنا ولعبنا كتير جدا لدرجة من كتر الشقاوة تهنا من بعض وأهالى القناطر ساعدونا إننا نتجمع تانى بس اتجمعنا بعد ما اليوم خلص بعد ما كنا فقدنا الأمل إننا نتجمع تانى. ويواصل: العيد السنة دى مختلف من وجهة نظرى الشخصية.. فمصر الجديدة جاية بكل المعايير وأتمنى إننا نركز على الإيجابيات أكتر من التركيز على السلبيات وتكون مرحلة البحث والتدعيم عن الإيجابيات وليس السلبيات. وختم حديثه قائلا: كل سنة والمصريين بألف خير ويا رب كل إنسان يهتم ويحب عمله ونتبع مقولة "ابدأ بنفسك".. بلدنا حلوة جدا وتستاهل مننا إننا نحبها وأتمنى رفع المعاناة عن المواطن البسيط وحل مشاكله، وخصوصا أزمات الإسكان ورغيف العيش والمواصلات والانفلات بكل أنواعه ونبقى مصر أكتر بلد منظمة. الإذاعية آمال فهمى وذكريات العيد آمال فهمى من مواليد عام 1926 م، وحصلت على ليسانس الآداب قسم اللغة العربية جامعة القاهرة، تعينت بالإذاعة عام 1951، وهى أول من أدخل الفوازير فى الإذاعة العربية، وهى صاحبة اشهر برنامج إذاعى "على الناصية"، وهى الوحيدة فى مبنى الإذاعة والتليفزيون التى حازت على جائزة مصطفى وعلى أمين للصحافة، حيث حولت تحقيقاتها الصحفية إلى تحقيقات إذاعية، وحصلت على لقب (ملكة الكلام) فى الوطن العربى. بدأت كلامها معنا قائلة: ليلة العيد عندى كانت هى فرحة العيد فكنت بحكم إنى ابنة وحيدة لدى غرفة مخصصة لى، وكنت من الليل أجهز الفستان والحذاء بجوارى على المخدة حتى الصباح، وكمان شرايط الشعر، وكنت حريصة على الصحيان مبكرا علشان آخد العيدية وأجمعها من أبويا وأمى وأفراد الأسرة، وكانت بتعتبر ثروة بالنسبة لى لا يستهان بيها وكنت دايما أحلم بالمشتريات اللى أنا حصرف فيها العيدية. كانت زياراتى المفضلة فى العيد تكون إلى حديقة الأندلس وحديقة الحيوان، وجزء من العيدية لازم أشترى به فول سودانى للقردة بالحديقة، وطبعا كحك العيد والإفطار العائلى الجميل فى فترة الصباح، كلها ذكريات جميلة. وتواصل: طبعا اختلفت التقاليد الجميلة فى التجمع والمعانى اختلافا كبيرا، فالعيدية اختلفت فى المعنى والمضمون كتير، زمان كنا بناخد حاجة بسيطة جدا وكنا فى غاية السعادة، أما حاليا الأطفال لا يعيرون اهتماما أصلا بالعيدية. المعايدة بالزيارات والتليفون والإنترنت ورسائل الموبايل أنا بكرهها جدا وأمقتها بشدة.. فهى سبب فى بعد الناس والأصدقاء عن بعضهم البعض، وتتسبب فى مشاكل اجتماعية خطيرة مع الوقت. أبلة فضيلة وفرحة العيد أبلة فضيلة.. أشهر من قدم برامج الأطفال فى الإذاعة المصرية، هى فضيلة توفيق، خريجة كلية الحقوق، عملت فى بداية حياتها فى مكتب المحامى ووزير النقل وقتها حمدى باشا زكى، وهى أخت الممثلة محسنة توفيق.. وبعد التحاقها بالإذاعة تتلمذت على يد بابا شارو. تقول: مازالت فرحة العيد عندى زى ما كنت صغيرة وبفرح بها كأنى طفلة، فالعيد بالنسبة لى تغير لأن الأيام مختلفة عن أيام زمان. بصوت ضاحك وجميل قالت أبلة فضيلة: أنا لغاية دلوقتى ما جبتش فستان جديد زى ما بجيب لبنتى ولحفيدتى، وكمان بحكم شغلى مع الأطفال وفرحتهم بالعيد دا بينعكس عليا، فالحمد لله صومنا وتعبدنا من حقنا نعيد، وعلى ما كل واحد مشغول فى شغله وحياته بس أنا بكون حريصة جدا على لمة العيد والناس وأصحابى وأولادى، فالعيد عندى فرصة إننا نشوف بعض. وتضيف: زمان ماكنش لينا فى السياسية ولا فى الحاجات دى إحنا كنا بنفكر فى الفرحة والبسمة واللعبة، أما أطفال الزمن دا شالو الهم قبل الأوان ودا بيزعلنى جدا فتلاقى الطفل كبر قبل الأوان. العيدية كانت أهم حاجة تفرحنا، وأنا كنت بصرفها كلها فى المراجيح، وكنت وقتها فى الزقازيق وكنت بكون فى غاية السعادة 3 أيام العيد أو الأربعة آخد عيديتى وأصرفها عند بتاع المراجيح وطول النهار أفضل أتمرجح. وتستطرد أبلة فضيلة: أنا بصراحة شايفة إن التكنولوجيا لم تؤثر فى العيد، بالعكس دا المفروض إنها تقرب ولو حصل تقصير بيكون مننا إحنا مش بسبب التكنولوجيا أو الموبايلات أو غيره. وختمت أبلة فضيلة كلامها قائلة: أتمنى من ربنا يحمى مصر ويديها اللى تستحقه، أنا لفيت كل دول العالم وما شفتش زى مصر والفرحة ومظاهر الحب والحنان والمشاركة.. مصر أحسن بلد فى العالم، ويارب يحمى أطفال مصر ويكونوا على طول مبسطوين ويبعدهم عن كل ما ينغص حياتهم، وكل سنة وأطفال وكبار مصر بخير.