خير ٌ أكبر ُ من خير ِ ألف شهر، ليلة أهداها إلينا من أهدانا يوم عرفة، فله الحمد، وله نجأر بالحمد، ثم الإقرار والتضرع والنظر للسماء وكل مفردات الذل والتذلل والمذلة لمن شرفت الأنوف بالسجود مذلة له. فى ليلة زانها ربى وشرفها بنزول كتابه من اللوح المحفوظ، ثم رحمتنا بتلقيه فى ثلاث وعشرين سنة، هى أروع ما مر على الدنيا من سنوات، لأن بها عاش من لفظه حكمة، وقوله وحيٌ يوحى، وتعليمه من شديد القوى، فسلام من الله عليك ورحمة وبركات وصلوات يا سيدي، وأعتذر يا حبيبي يا سيد البيان، أني ضعيف البيان، فلا كلام يقدر قلمي أن يحمله لوصفك وبعث رسالة محبتي لك، إذ كل ما أستطيع قوله يا حبيبى، ترديدى بيتين من البردة، التى على روعتها لم ترق لتراب مشيت عليه: محمد سيد الكونين والثقلين والفريقين من عربٍ ومن عجمِ فانسب إلى ذاته ما شئت من شرف وانسب إلى قدره ما شئت من عظمِ فيا لروعة الواقفين يسلمون عليك، فعليك سلام الله يا من ننسب إليه مشكاة النبوة، وبعد, ففي ليلة القدر، أسأل ربي العافية لبلادي، لبلادٍ هو يحبها، واختار لفتحها رجلا بمائة ألف، واسمه عمرو بن العاص، اختاره، وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "أسلم الناس وآمن عمرو". أسأل ربي أن يحفظ على مصر نعمته بالأمن والأمان، وأن تظل محرابا ونبراسا، وقلعة حصينة، ودرعا مكينة لأهل السنة والجماعة.. وأن يلهم رئيسها وأهلها أمر رشد، وأن يؤيد رئيسًا قالوا عنه إنه احتياط "استبن" ولو يعلم الجاهلون لعلموا، أن تلك من أعظم منن الله علينا وعليه، فمرسى الوحيد بين طوابير المرشحين، هو لم يطلبها ولم يسع إليها، بل دُفع، فأعطيته صوتي طمعًا في وعد الله بتأييد من لم يطلب الإمارة. اللهم أيد رئيس مصر، واهدنا، اهدنا كلنا، الراغبين فى الصلاح، والطامعين فى فشل الرئيس، الواقفين معه، والمحرضين عليه، واهدِ رجالا نعتبرهم شيوخًا ولا يتخلون عن البذاءة فى الخصومة، والسباب فى الشقاق. في ليلة القدر، أسأل ربي أن يلطف بمصر، وأن يمنع عنها الشرور، وأن نتصالح جميعًا، وأن نتسامح، وأن يكف عنا الشحاذين باسم أطفالنا على الهواء. في ليلة القدر، أسأل الحق أن يستعملنا ولا يستبدلنا، وأن يلهمنا قول الحق، والعمل به. فى ليلة القدر، لا طلب مثل العفو والعافية، لا رجاء غير فوز بجنة لا أستحقها، ونجاة من نار أنا أستحقها، والأمر موكول لرحمته، فلا خاب من تعلق بستار رحمته. [email protected]