والد المجنى عليها يروى تفاصيل آخر مكالمة دارت بينه وبينها قبل اغتصابها بدقائق قليلة.. ووالدتها تطالب بالقصاص شقيقتها: «جاتلى فى المنام وقالت متسيبوش تارى» «الحقينى يا أمى بموت.. قولتيلى متركبيش توك توك وأنا مسمعتش كلامك»، بهذه الكلمات المفزعة استغاثت الطفلة «رحمة» بوالدتها من تلك الذئاب البشرية التى قامت بخطفها، على أمل إنقاذها من يد شيطانين من الإنس اعتديا عليها جنسيًا بدون أى شفقة ورحمة تأخذهما بهذه الطفلة البريئة التى تخطت عقدها الأول منذ شهور قليلة. لم تكن تتخيل الطفلة صاحبة ال«12 عامًا» أن مكالمتها لأسرتها واستغاثتها بهم سبب رئيسى لمفارقتها الحياة فى هذه اللحظة على يد سائقى «توك توك» قاما باختطافها أثناء ذهابها إلى العمل لمساندة أسرتها، وتناوبا التعدى الجنسى عليها، وقاما بخنقها وضربها بآلة حادة على رأسها حتى لقيت مصرعها فى الحال، حيث قاما بوضعها داخل "جوال" وألقياها على شاطئ ترعة الإسماعيلية، لإخفاء جريمتهما النكراء التى مازالت أصداؤها تسيطر على عزبة «أبوالعلا كساب» بأكملها، بمنطقة «بهتيم»، التابعة لمدينة شبرا الخيمة. فى شقة ضيقة مكونة من غرفتين فقط، تملأها الثياب الرثة، والأوانى القديمة، واحتياجات المنزل متناثرة فى أرجاء الغرفة المتهالكة البسيطة، والتى تحتل مراتب النوم أرضها، فالجميع يخلد إلى النوم جنبًا إلى جنب «كعلبة سردين» تسكنها الأسرة الفقيرة المكونة من 7 أفراد، الأم مريضة بفشل كلوى وتعمل خادمة فى أحد المنازل، والأب المصاب بفيروس «سى» يعمل "سايس" بأحد الجراجات لكى يسد أفواه 5 من أبنائه لا يجدون قوت يومهم، ومع ذلك كانوا حامدين ربنا كثيرًا، راضين بما فرضته عليهم الظروف المعيشية الصعبة، لكن القدر هذه المرة أراد أن يختبر صبرهم بفاجعة أكبر؛ بحرمانهم من ابنتهم التي كانت مطيعة لهم كثيرًا. وشاركت «المصريون» أسرة «رحمة» أحزانهم، بتسليط الضوء على قضيتهم، ورصد حالة الحزن التي سيطرت على ذويها، وأهالي المنطقة، في محاولة لعدم تكرار مثل هذه الحوادث مرة أخرى. وفى البداية تروى «سيدة عبد الله إمبابى» والدة الضحية، تفاصيل ما حدث لفلذة كبدها، مؤكدة أن يوم الأربعاء الساعة الثالثة عصرًا، قبل وقوع الحادث بساعات قليلة ذهبت الطفلة إلى منزل إحدى السيدات التى تعمل معها، والمقام بمنطقة مجاورة للقرية التي تقطنها أسرة الضحية على بُعد مسافة لم تستغرق حوالى 15 دقيقة لتوصيل بعض الأغراض المنزلية لها؛ لعدم قدرة الأم على الذهاب هذه المرة لشدة مرضها، وتضيف اختطفها سائقا «توك توك» أمام أحد المساجد المتواجدة على أول طريق القرية وأقنعاها بمساعدتها على توصيلها إلى المكان الذى تريد الذهاب إليه، وعندما رفضت الضحية؛ لعدم توفير أجرة المواصلة معها استدركها السائقان وطالباها بالركوب مقابل هذا المبلغ البسيط «قالت لهم مش معايا غير أتنين جنيه.. وماما طلبت مني مركبش توك توك»، وتابعت الأم: «قالوا لها اركبي ومش مهم الفلوس إحنا هنوصلك المكان اللي أنتي عوزاها». وتستكمل الأم المكلومة «بعد مرور ساعتين تلقيت اتصالًا هاتفيًا من السيدة التى أعمل معها تخبرني بعدم ذهاب رحمة لها إلى الآن». ذهبت الأم إلى عمل زوجها لتخبره، ازداد الأب خوفًا على ابنته، وهرول هو وهي إلى السوق يبحثان هنا وهناك يسألان هذا وذاك لم يرها أحد إلى أين ذهبت، الوقت يمر التفكير يزداد الليل أتى، ولا توجد أخبار عن رحمة، لم يجد الزوجان اللذان غلب على أمرهما حلًا غير أنهما يستغيثان بالشرطة في مصيبتهما، هرولا مسرعين إلى قسم شرطة شبرا الخيمة لتحرير محضر بتغيب نجلتهما منذ فترة الصباح. «الحقني يا بيه مش لاقيين بنتنا خرجت تجيب حاجات من الصبح ومرجعتش لغاية دي الوقت».. هكذا يروي والد الضحية ما فعله عندما أخبرته الأم بتغيب نجلته. ويقول «محمود أحمد هلال»، والد الطفلة "رحمة"، "أمر الضابط بسرعة تشكيل فريق بحث وإجراء التحريات اللازمة حول اختفائها بعدما اهتزت مشاعره أمام دموعهما التى انهمرت خوفًا على فلذة كبدهما ابنتهما". عاد الأبوان إلى المنزل، وبعد دقائق قليلة استقبلت والدة الضحية اتصالًا من رقم غير مسجل بالهاتف لتسمع صوت ابنتها للمرة الأخيرة، وهي تصرخ وتطلب الاستغاثة: «الحقيني يا ماما بيموتوني»، فجأة انتفضت الأم لما سمعت وأخبرت والدها على الفور صارخة «الحق يا محمود رحمة مخطوفة»، الأب ينهال على الأم ويخطف التليفون، ولكن المكالمة انقطعت، وعندما يحاول الأب أن يعيد الاتصال مرة أخرى يجد الهاتف مغلقًا». وفى هذه اللحظة تقطع الأم حديث زوجها وتستكمل روايتها صارخة: «قالتلي إن اتنين خطفوها وهيموتوها لو ملحقنهاش.. بنتى ماتت، رحمة خلاص مش هشوفها تانى، قتلوها الكفرة.. ذنبها إيه تموت بالطريقة البشعة دي». وأكدت والدة الضحية، أنهم عندما هرولوا إلى القسم مرة أخرى ليخبروا الضابط بهذه المكالمة، كانت تحريات رجال المباحث قد توصلت إلى معلومات تفيد بمشاهدة أحد الأشخاص للضحية تستقل "توك توك" برفقة مجهولين فى وقت معاصر لاختفائها، لافتة إلى أنهم طالبوهم بفدية مادية مقابل إطلاق سراحها، «القاتلين اللي خطفوا رحمة اتصلوا بينا قبل قتلها لمطالبة فدية قدرها 20 ألف جنيه، مقابل إرجاعها». وأنهت الأم المكلومة حديثها، مناشدة جميع المسئولين ، رجوع حق طفلتها البالغة من العمر 12 عامًا، بإعدام المتهمين اللذين قاما باستدراكها واختطافها واغتصابها بعد وافتها وفقًا لاعتراف المتهمين أمام النيابة «حق بنتي هو إعدامهم أي حكم تاني مش هيبرد ناري ولا هيريح قلبي.. دول اعترفوا بجريمتهم عاوزين إيه تاني عشان تحاكموهم وترجعوا حقها.. لو مش هتقدروا ترجعوا حقها سيبوني أنا أخد حقها بايدي»، وتابعت: «ياريت يكون في قانون وقضاء عادل في البلد يطالب برجوع حق جميع المظلومين»، وتساءلت «هل حق رحمة هيرجع ولا هيضيع زي حق الطفلة زينة..؟!». وطالبت الأم في آخر حديثها، الرئيس عبد الفتاح السيسى برجوع حق ابنتها بتطبيق حكم الإعدام على المتهمين من خلال توجيهها رسالة مؤثرة له، قائلةً: «يا ريس إحنا ناس صعايدة وشرف بناتنا وعرضهم غالي علينا لأننا محلتناش من الدنيا غيره بنتي كانت خارجه تشتغل عشان تساعدني واثنين سواقين توك توك خطفوها وقتلوها وهتكوا عرضها واعترفوا بكل اللي عملوه.. يا ريت تقف جنبنا وتساعدنا برجوع حق بنتي والقصاص من المتهمين.. إحنا كلنا ولادك وبنحبك». أما «أميرة محمود_20عامًا» تروي ما فعله المتهمان مع شقيقتها بعدما خطفت هاتف أحدهما لإبلاغ والديها بما يحدث معها: «المتهمان طالبا مننا فدية عشان يرجعوها وأبويا قال لهما إنه ما حلتوش حاجة، لكن هجيب لهم اللى هما عايزينه، رغم أنه على باب الله، بس ما يضروش رحمة». وتتابع الأخت وعينيها تذرف بالدموع حزنًا على فراق شقيقتها الصغيرة: «فجأة سمعت صوت أختي وكانت بتصرخ وبتقول أنا مخطوفة يا بابا، فضربها المتهم وسبها، وانقطع الاتصال، وبعد ساعات اتصل أحد القاتلين بأبى وأخبره بوفاة رحمة.. وبأنه برىء من ذبحها»، لافتة إلى فجر اليوم الذي وقوع فى الحادث أيقظتها أختها الصغيرة من النوم لاحتضانها، وتقبيل خدها، وهذه المرة الأولى التى تفعل فيها ذلك، مشيرة إلى أنها اشترت ثوبًا جديدًا قبل الحادث، لتذهب به لحفل زفاف أسرة. واستكملت: «أختى كانت تطلب منى أكون جامدة، كأنها حست بأننا مش هنشوف بعض تاني، وبعد الحادث، جاءتنى فى المنام واترجتنى أننا ناخد بتارها.. الله يرحمها، عمرها ما أذت حد». من جانبها قالت «ستته عباس»، صاحبة العقار الذي كانت تقيم به المجني عليها، إن رحمة كانت مهذبة وملابسها محترمة، ولم تخطئ فى حق أحد مطلقًا، وتضيف «عمر ما حد سمع لهم صوت، ولا فيه عداوة بينهم وبين حد»، مشيرة إلى أن والدة رحمة أصيبت بغيبوبة بعدما علمت بالجريمة. وأضافت «علمنا من تحريات المباحث باختطاف رحمة واغتصابها، ونطالب بإعدام الجناة فى نفس مكان ارتكاب الجريمة، وفى أسرع وقت». فيما قال عم شحتة، بائع خضار على أول الشارع الذى تسكنه الضحية، «رحمة قبل اختطافها بساعة اشترت مني أشياء ثم غادرت، وبعدها عرفت بخبر اختطافها»، مضيفًا: «كانت محبوبة وسط الناس». وقالت «نادية عبد الله أمباني» خالة الطفلة: «رحمة كانت أمل وبهجة الحياة للأسرة، وكانت متفوقة فى التعليم، ودائمًا تكون من الأوائل فى المرحلة الابتدائية.. والدها كان يجتهد ليكسب رزقه لتربيتها، ولتحقيق حلمها بأن تصبح طبيبة، فكل ألعابها فى المنزل كانت نماذج بلاستيكية لأدوات طبية». ووفقًا لما أكده مصدر أمني ل«المصريون»، أن المتهم الأول ويدعى «وليد_مقيم بمنطقة دار السلام»، اعترف خلال تحقيقات البحث الجنائي بارتكاب تلك الجريمة، قائلًا: «بشتغل سائق توك توك، ومهنتي علمتنى كتير وأخذت على تعاطى المخدرات، لكى أواصل عملى على التوك توك، وفى يوم الحادث أثناء سيرى لفت انتباهى طفلة ذات جسم نحيف تشير لى، وتطلب توصيلها، وركبت معى وكان بيدها "بوك صغير" لعب الشيطان بعقلى بأن أقوم بخطفها وأطلب فدية من أهلها، خاصة أننى كنت بحاجة للمال لمتطلبات الحياة والإنفاق على تعاطى المخدرات». ويستكمل المصدر رواية المتهم، قائلًا: إن المتهم اتصل بصديقه المتهم الثانى، الذي يدعي «ميلاد»، وعندما جاءه بالطريق قاما بخطف المجنى عليها». وتابع: «المتهم أعطاها هاتفه المحمول لتحدث والدها لينقذنا بدفع الفدية، وحدثها والدها وترجاه أنه رجل فقير ولا يملك أى شيء وتوسل إليه ترك ابنته الصغيرة التى تعمل بالبيوت لمساعدته فى تربية أشقائها، مضيفًا أن الطفلة تبكى وتتوسل له، ولكن صديقه الآخر أعطاه قرصًا مخدرًا، فأصبحت بلا وعى وتناوبنا التعدى الجنسى عليها، ثم قام بخنقها لإخفاء جريمته». فيما قال المتهم الثاني «ميلاد»: «نحن لم نكن نعرفها ولكن المخدرات، قادتنا لاغتصابها بعد رفض والدها دفع فدية، وقمنا بقتلها ووضعها داخل جوال وألقينا جثتها في شاطئ ترعة الإسماعيليةبشبرا الخيمة، حتى لا تنكشف جريمتنا». واختم أحد المتهمين اعترافه، قائلًا: «ما حسناش بحاجة إلا بعد اغتصابها وذبحها.. ومش عارفين عملنا كده ليه فى طفلة صغيرة».