أتعجبُ كيف تنقطع الكهرباء فى بلد الغاز والسد العالى، بعد أن نسينا لسنوات طوال ما يسمى بقطع التيار، وقت أن كان المهندس ماهر أباظة - عليه رحمة الله - وزيراً للكهرباء.. فهل نتقدم أم نتأخر يا أهل التخطيط والقرار فى شأن الطاقة الكهربائية؟! إنَّ السواد والحر الذى يكسو شوارعنا ويخيم على بيوتنا ليلاً ونهاراً وبشكل منتظم ما سببه الحقيقى يا حكومة؟!، خاصة ونحن نعلم أن تركيا والأردن وفلسطين يتمتعون بطاقتنا الكهربائية، فى الوقت الذى يموت فيه أطفالنا فى الحضانات ومرضانا تحت أجهزة التنفس الصناعى، ليخرج علينا المتحدث باسم الكهرباء ليقول "إن الشعب لم يلتزم بتعليمات توفير الكهرباء".. أى توفير يا عباقرة العصر أمام المرض والحر؟! لا تضحكوا علينا أيها السادة بمقولة تخفيف الأحمال لأن ذلك إمعان فى الاستهبال على هذا الشعب المسكين المقهور، الذى لن يرى على أيديكم النور، لا اليوم ولا غداً، بعد أن هانت عليكم أناته وتضاءلت أمامكم شكواه ومشكلاته.. لا تضحكوا علينا وكهرباؤنا يتم تصديرها إلى الخارج، وكأنكم أبيتم إلا أن يتمتع الغير بما نملك، ليعيش المواطن المصرى الضنك والهم، وكأن هذا منهج مقرر على المصريين ما داموا على قيد الحياة! يقتلنى الغيظ وأنتم ترسلون محصليكم إلى البيوت بمنتهى البرود ليجمعوا ثمن خدمتكم الرديئة المتهالكة.. بالله يا أهل العقل أين تذهب أموال تلك الفواتير الملتهبة بعد أن أصيبت الكهرباء بالخصخصة؟ هل تذهب إلى تطوير البنية التحتية من محولات وكابلات وخلافه أم تتحول إلى حوافز فى جيوب موظفى الكهرباء؟.. إن العجب سوف يزول حين تعلمون أن محصل الكهرباء الحاصل على الإعدادية "بالعافية" يحصل على ثلاثة آلاف جنيه مرتباً شهريًا، وهو مرتب لم يحصل عليه أقدم معلم بالتربية والتعليم ولو كان حاصلاً على الدكتوراه. أشعر أن الناس تتعرض للعقوبة والتأديب لأنهم استردوا وعيهم وعرفوا حقوقهم واختاروا من يعبرون عنهم بعد الثورة، وما قطع الماء والكهرباء إلا محاولة لقلب الناس على اختيارهم ولعن اليوم الذى تجرأوا فيه على الاختيار، بدليل أن الذى نعانيه الآن لم يحدث من سنوات طويلة حتى فى أحلك الظروف.. فأنا من جيل الستينيات ولا أذكر مهزلة لقطع الكهرباء كالتى تحدث الآن.. إذن ماذا يعنى ذلك؟!.. أترك لكم التقرير! أرجوكم لا تراهنوا على صبر الناس وحلمهم أكثر من ذلك.. أو ليخرج علينا مسئول على الهواء مباشرة ليتحدث إلينا علانية وبشفافية عن الأسباب الحقيقية لقطع الكهرباء، والتى لن نقبل سواها، وليعلن بجرأة عن تحمل الوزارة للتعويض عن الأجهزة التى تلفت بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء والمطبات التى تحدث بها أثناء التشغيل، بعد أن سئمنا أساليب التمرير والتسكين. قولوا لنا: تولوا أمر كهربائكم كما توليتم أمر قمامتكم.. الصبر يا رب!! [email protected]