إنهم يحاربون رئيسنا المنتخب، ويسيئون لمجلسنا العسكرى، ويبيتون النية للدعارة الفضائية، وثرثرات الليل الحمراء، إنهم منافقون ومتلونون ومسجلون خطرون بالصوت والصورة والورقة المطبوعة والإلكترونية، تعرفهم فى لحن القول وفحش القول، ولين القول، لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا أو تليفزيونا، لولوّا إليه، حتى يدبروا مكائد جديدة، فى مصرنا الجديدة. إنهم قاتلون بغير سلاح، ومريقو دم بغير حق، فعلوها فى شارع محمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء، حرضوا، ثم جلسوا يبكون ويعددون ويحسبون أعداد القتلى، قتلوهم ثم مشوا فى جنائزهم، يطالبون لهم بالتعويض. إنه الإعلام، آلة القتل المباشرة، إنهم يحاربون إرادة الشعب، ويتحدون سلطة الشعب، ويبادرون بالهمز واللمز والتعريض برئيسنا المحترم محمد مرسى، يعيشون على المصائب والكوارث، ويقيمون المآدب والملاطم والمجالس والجنازات فرحة مشتاقة، برزقها الجديد. الإعلام فى بلادى صار أكثر قبحا، بل صار كثير من الإعلاميين (حانوتيّة) ومغسلى موتى، وندابين وندابات، وشاقى الجيوب وشاقّات، ولاطمين الخدود ولاطمات، وعدّادين وعدّادات، بل صاروا من التفاهة درجات لم تعرفها أفلام الزعيم. الغريب والغريب جدا، هى سوق الإعلانات، تجد المعلنين يتسابقون للإعلان بهذه الفضائيات، وتلك الصحف الصفراء، التى أغلبها يسرق ما تنشره جرائد محترمة، ك"المصريون" ثم تقف "المصريون" وأخواتها قليلة الإعلان، قائمة على الجهد الذاتى والجهاد المهنى، حتى كدت أشك وأرتاب وأتساءل: هل المعلنون هم من يحاربون إرادة الشعب وسلطة رئيس الجمهورية؟ هل كل المعلنين أصبحوا تجارا لا يعيشون إلا على الاحتكار والفساد والإفساد والعمولات وتحت الطاولة وداخل الأدراج المشرعة بلا استحياء. أعتقد أن لهذا الرئيس الجديد بيعة وأمانة وسمعا وطاعة ودعما وسندا وتأييدا فى أعناقنا، وأعتقد أنها حرب وأن الشرفاء جميعا فى جبهة واحدة، ضد جبهات مشبوهة، وأعتقد أن مقالى هذا يجب أن يصل لكل معلن على تلك الوسائل العفنة، ولكل مستهلك يشترى سلعا تم الإعلان عنها بتلك الوسائل المهترئة - والله حلوة المهترئة ده، يجب إعلان المقاطعة، مقاطعة شاملة ولا تردد فيها، مقاطعة توازى ما تم مع المنتجات الدنماركية والإسرائيلية، مقاطعة من كل مواطن يحب هذا البلد، مقاطعة لكل من لا يستحق جنيهاتنا التى يجب أن توظف فى كل سلعة ومنتج وخدمة ومشروع، يثبت صاحبه أنه جدير بحب هذا البلد. سبحان الله يسرقون أخبار "المصريون" بل يسرقون مقالاتنا وتعابيرنا وجملنا ولغتنا وأسلوبنا، ثم يضحكون ويضحك المعلنون علينا، ويحاربوننا بأموالنا.. أنا هنا لا أستجدى إعلانا، وأعوذ بالله أن أكون من المستجدين شيئا إلا من رب العالمين، بل فقط أقول لكم: ألا تغارون على رئيسكم، ألا تخافون على بلدكم، ألا تقاطعون المعلنين حتى يقطعوا مددهم للسفهاء.. أعلنوها صريحة: "لن نشترى منتجات معلنة على تلك الشاشات وهاتيك من صحف المهاتيك". انشروا الدعوة بقدر غيرتكم. [email protected]