نفى خبراء ري أن يكون هناك علاقة تربط بين السد الذي أعلنت عن إنشائه وزارة الري تشييده في منطقة شلاتين الحدودية مع السودان، ومواجهة مخاطر بناء سد النهضة الإثيوبي وتأثيره على حصة مصر المائية من نهر النيل. وأعلنت وزارة الري أنها تدرس إنشاء أكبر سد في شلاتين التي تدعي السودان تابعيتها لها لتخزين 7 ملايين متر مكعب من مياه السيول. وأكد سامح صقر، رئيس قطاع المياه الجوفية بوزارة الموارد المائية والري، أن إنشاء سد شلاتين يعتبر من الأعمال الهندسية ضمن منظومة حصاد الاستفادة من مياه الأمطار والسيول وتقليل المخاطر التي قد تنجم عنها. وأضاف في تصريحات صحفية، أن السد تبلغ سعته التخزينية سبعة ملايين متر مكعب من المياه ويساهم بشكل كبير في تنمية المنطقة وحمايتها من أخطار السيول، مشيرًا إلى أن ارتفاعه يصل إلى 12 مترًا، وهو بذلك يعتبر من أكبر السدود التي يتم إنشاؤها في الصحراء الشرقية من حيث الارتفاع وسعة التخزين. وخلال الفترة الماضية، كثر الحديث عن سيناريوهات للخروج من أزمة سد النهضة، من بينها إعادة تدوير مياه الصرف الصحي وتحلية مياه البحر إلى جانب بناء السدود لحجز مياه الأمطار. وسنويًا تتعرض محافظة البحر الأحمر لسيول ضخمة، وأعلنت أكثر من مرة إنشاء سدود للحماية، خاصة في المناطق المهددة, وينتج عنها أحيانًا مصرع مواطنين. وقال حسام رضا، الخبير المائي, إن "الهدف الأساسي من إنشاء هذا السد يكمن في الاستفادة من مياه الأمطار والسيول بمنطقة البحر الأحمر وتخزينها في هذا السد, بالإضافة إلى خدمة أهالي شلاتين, والتقليل من مخاطر تلك المياه". وأضاف رضا ل"المصريون": "منطقة حلايب بها العديد من الأراضي الخصبة وتحتاج إلى مياه لاستصلاح تلك الأراضي والاستفادة منها بشكل أو بآخر". وأشار إلى أن "زراعة الفدان الواحد تحتاج إلى 6500 متر مكعب من المياه تقريبًا, ما يعنى أن السد يمكنه توفير المياه لأكثر من مليون فدان, كما أن الإمطار في تلك المنطقة تسقط مرتان خلال الموسم, وبالتحديد في أكتوبر ونوفمبر وفى أبريل مايو, على طول البحر الأحمر". ولفت إلى أن "السعة التخزينية للسد يمكن الاستفادة منها فقط, ولا يمكن أن تواجه مخاطر سد النهضة", منوهًا إلى أن "حصة مصر من المياه تبلغ نحو 55 مليار متر مكعب, بينما سعة تخزين السد تقتصر فقط على خدمة الأهالي وبعض الأراضي الخصبة, على غرار السدود المقامة في العريش". غير أن إقامة السد في منطقة شلاتين قد يعزز من دعم الخرطوملأديس أبابا في بناء سد النهضة, كون السودان تدعي أن مثلث حلايب وشلاتين تابع لها. ودائمًا ما تدعو مصر إلى التفاوض المباشر معها أو اللجوء إلى التحكيم الدولي لحسم النزاع, الأمر الذي جعلها تصطف بجانب إثيوبيا في مسألة السد على حساب مصر, مقابل النفع الذي سيعود عليها في الماء والكهرباء. وقال الدكتور عبدالله الأشعل, مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن "هناك قضايا خلافية وحدودًا مشتعلة بين الجانبين المصري والسوداني, خاصة فيما يتعلق بمثلث حلايب وشلاتين؛ إذ استغل السودان الأمر في دعم إثيوبيا لاستخدامها كورقة ضغط لتنازل مصر عن مثلث حلايب وشلاتين". وأضاف الأشعل ل "المصريون", أن "السد سيصب فى مصلحة مصر, سواء كان لتخزين المياه لمواجهة آثار سد النهضة, أو لزراعة الأراضي هناك", مشيرًا إلى أن "السودان لن يجد حجة سوى المنطقة المتنازع عليها للاصطفاف بجانب أديس أبابا". وفي 12 نوفمبر الماضي، أعلنت مصر تجميد المفاوضات الفنية مع السودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة. وجاء ذلك في ختام اجتماع ثلاثي بالقاهرة، إثر رفض الأخيرة تعديلات اقترحها البلدان على دراسات المكتب الاستشاري الفرنسي حول السد وملئه وتشغيله، وسط تحرك من القاهرة دوليًا لطرح تفاصيل الأزمة في محادثات مصرية أوربية وعربية ثنائية.