كشف الباحث الأمريكي إريك تراجر، زميل معهد «واشنطن لدرسات الشرق الأدنى» عن ما وصفه ب«الخطأ القاتل» الذي ارتكبته جماعة الإخوان وأدى إلى ما وصلت إليه، مشيرًا إلى أن الخطأ تمثل في اعتقادها بأنها تستطيع أن تحرك قواعد تفوق ما خرج خلال 30 يونيو 2013، وما نتج عنها من فض اعتصام رابعة واعتقال قادة «الإخوان» والتي أدت إلى «قطع رأس المجموعة»، بحسب وصفه، على المستوى الوطني، وداخل المحافظات المصرية مما جعلها غير فعالة على أرض الواقع. وقال إن أن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين لا يزالون ضعفاء سياسيا، لأنهم في حالة حرب مع أنفسهم بسبب الانقسامات الداخلية، والحكومة المصرية. وأكد «تراجر»، في مقال بمجلة «فورين آفيرز» الأمريكية، أن الانقسام المتزايد داخل «الإخوان» من المرجح أن يستمر، مع وجود أصوات داخل الجماعة تدعو وربما تنسق لهجمات عنيفة داخل مصر. وأضاف أن نتيجة هذا سوء التقدير أصبحت الجماعة بالكاد مرئية، بعدما فازت بسلسلة انتخابات واستفتاءات، وأوضح «تراجر» أن بعد مرور 4 سنوات، أصبح قادة الجماعة، صانعو القرار، قبل فض رابعة محور الانشقاق. وتتبع «تراجر» تصدع الجماعة داخليا وانقسامها بين ما يُعرف ب«الجناح الثوري» و«الحرس القديم»، وما آلت إليه «الإخوان» بسبب تلك الصدمات واختيار العنف، قائلا: «في الأشهر التي تلت فض رابعة، بدأ شباب الإخوان داخل مصر حمل السلاح، وأنشأوا وحدات حماية للدفاع عن مظاهرات الجماعة المستمرة والضعيفة بشكل متزايد من قوات الأمن، غير أن تلك الوحدات بدأت الهجوم، وظهر عدد من الجماعات المسلحة التي استهدفت مراكز الشرطة والأفراد العسكريين وأبراج الكهرباء والطرق والبنية التحتية الأخرى»، حسب قوله. وأضاف «تراجر» أن تلك الهجمات حظيت بدعم وتشجيع بعض كبار القادة في الجماعة، أبرزهم عضو المكتب التنفيذي للإخوان محمد كمال، الذين ظلوا مختبئين داخل مصر، وشكلوا «لجان عمليات نوعية» لزعزعة استقرار النظام. وبحسب «تراجر»، حاول قادة «الحرس القديم» في «الإخوان» كبح جماح الفصيل «الثوري»، وأعربوا عن قلقهم من أن تشكيل «لجان العمليات النوعية» دون موافقتهم يزيد من تآكل قيادتها وسيطرتها على التنيظم، وحذروا من أن العنف الذي تمارسه «الإخوان» سيؤدي إلى إضفاء الشرعية على العنف الذي تمارسه الدولة ضدهم. وأضاف أن تلك الجهود باءت بالفشل حيث ادعى «الجناح الثوري»، الانتصار في الانتخابات الداخلية التي جرت في أوائل عام 2014، واندلع الخلاف بين الفصيلين في منتصف عام 2015، عندما انفصل شباب الإخوان البارزون ومكاتب المحافظات المتعددة علنا عن «الحرس القديم». وأكد «تراجر» أنه رغم مقتل محمد كمال العام الماضي واستعادة «الحرس القديم» منذ ذلك الحين السيطرة على منافذ الاتصالات الرسمية للتنظيم، بما في ذلك الموقع الإلكتروني، لكن اتجاه «الإخوان» العنيف استمر من خلال العديد من الجماعات المنشقة والمبادرات مثل حركة «حسم» وتنظيم «لواء الثورة»، بحسب مقاله. وخلص «تراجر» إلى أن ما يسمى ب«الجناح الثوري» سيمضي قدماً بدون «الحرس القديم» والذي يعتبرون عبئا متزايدا، مشيراً إلى ما نشره مجدي شلش، محامي محمد كمال، على مواقع التواصل الاجتماعي مذكراً زملاءه بأن الهدف الأساسي للإخوان هو إعادة الخلافة، وحذر من أن ذلك لا يمكن تحقيقه طالما استمر الانقسام، ودعا إلى إجراء انتخابات داخلية جديدة، مشيرا صراحة إلى أن «مدة القيادة السابقة انتهت بالتأكيد».