لا تضاجعيهم وإن كان زماننا زمن البغاء لا ترددى ما يقولون كالببغاء، كُفى عن البكاء، أسمع تأوُّهاتك فى ساعات الظهير، فى شهور حملك الأخيرة تتثاءَبين القشعريرة، أسمع صرخات الخطيئة أشعر الآن بأننى وحيد وأنكِ تغرقين فى ألوان الظلام توارى أخاديد الزمن، ينضح من مضاجعهم العفن، أبحث لأشلائى عن كفن، ما زلت أبحث عن ثراكِ؛ ظنًا منا أننا أيقظناكِ من رقدة العدم، أضاعَتْ ثورتنا الشبابية المباركة؟، أما زلت تتخبطين فى ظلمات القهر والعجز والمرض؟، لماذا يتكالب عليك الانتهازيون ومصاصو الدماء؟، أين شبابك الأحرار الذين هزموا الخوف وبعثوا النور والأمل فى قلوبنا ونفوسنا؟، فتحوا لنا طريق الحرية، قضوا على الديكتاتورية، ولكن للأسف أعادونا إلى زمن المسخ! لماذا هربوا من الميدان... لماذا لم يكملوا الطريق؟؛ زهدًا أم تعففًا؟، أم ظنًا منهم أن سقوط النظام هو غاية المنال؟، كنا نريدهم صفًا واحدًا، حزبًا واحدًا، قلبًا واحدًا، كما كانوا فى "التحرير"، يا مَن قمتم ببعث مصر من جديد، يا مَن ألهمتم العالم، يا من أعطيتمونا شحنة الكبرياء، ورفعتم عنا أثواب الذل والعار، وخلصتمونا من براثن العبودية، نستحلفكم بالله، عودوا إلى قواعدكم إلى ميدانكم؛ فمصر فى انتظار "التحرير" الثانى؛ حتى نتخلص من باقى النفايات، وسلة المهملات العفنة، التى فاحت رائحتها الكريهة، وتريد العودة بنا إلى ما كنا عليه قبل 25 يناير، لا تضاجعيهم؛ فهم لقطاءلا نسب لهم ولا شرعية، أسقطنا عنهم الأقنعة، فبأى وجه عادوا من جديد للترشح للرئاسة؟، أظنوا أننا سُذَّج إلى هذا الحد؟!، وأننا سنعيد إنتاج نظام "المخلوع" بأيدينا، ونعود بعقارب الزمن للوراء، ونخون ثورتنا، ونصبح أضحوكة العالم، شعوب غيرنا علقت المشانق لأمثالكم فى ميادينها العامة، ولكننا منحناكم صكوك الغفران؛ حتى لا ندنّس ثورتنا النقية بدمائكم الفاسدة!، لن نترك لكم مصر بالمجان؛ لترقصوا على دماء الشهداء، وتتاجروا بأرواحهم الذكية الطاهرة فى أكبر عملية عُهر سياسى فى التاريخ؛ لتعزفوا سيمفونية نشاز مكررة، مللنا سماعها، وأصابنا منها الغثيان، أيها الثوار، مَن بدأ شيئًا فليكملْه، ومَن بدأ طريقًا فليُنهِهِ، معكم شرعية المَيْدان والثورة، وشعب وراءكم، فلا تخذلوه؛ فثورتنا لم تنتهِ بعد. [email protected]