بينما تؤكد وسائل الإعلام والنظام الحالي، أن العلاقات المصرية الأمريكية أو العلاقة بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي والرئيس دونالد ترامب تمتاز بالصفاء والنقاء، طالب أعضاء بالكونجرس الأمريكي بمراجعة علاقات الولاياتالمتحدة مع مصر، وتخفيض المساعدات الأمريكية لها، وهو ما يشير بشكل أو بآخر إلى أن العلاقة ليس كما يتم تصديرها للرأي العام. وكان أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي طالبوا الإدارة الأمريكية بإعادة النظر في علاقتها مع مصر، وأيضًا بإعادة النظر في المساعدات العسكرية التي تقدمها الولاياتالمتحدةالأمريكية لمصر. الدكتور يحي القزاز، العضو السابق في حركتي "كفاية"، و"9 مارس لاستقلال الجامعات المصرية"، رأى أن مطالبة بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي بتخفيض المساعدات الأمريكية لمصر، يؤكد أن علاقة الرئيس السيسي بترامب ليس كما يتم تصويرها. وأوضح القزاز، خلال تصريحه إلى "المصريون"، أن النظام الحالي ووسائل الإعلام يريدان تصدير صورة للرأي العام بأن العلاقة بين الجانبين على ما يرام، على الرغم من أنها ليست كذلك. ولفت إلى أن المطالبة بتخفيضها دليل واضح على إدراكهم بأن معظم هذه الأموال تذهب لجيوب النظام ولا تذهب للمصريين، ولا يتم استغلالها لأهداف تخدم المواطنين. وأضاف العضو السابق بحركة كفاية، أنهم يشعرون بأن هناك انفجارًا قادمًا داخل مصر، نتيجة سوء الأوضاع وتدهورها، فمن الطبيعي أن يسعوا لتقليل المساعدات، منوهًا بأنه رغم المساعدات إلا أن نسب البطالة والتدهور والانهيار في تزايد مستمر. أما، السفير عبدالله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أكد أن الهدف من تلك المطالب إشعار الإدارة المصرية بأن الإدارة الأمريكية غاضبة من أمور معينة، لكن ذلك لا يعني إيقاف المساعدات أو تخفيضها. وأضاف الأشعل، أنه في الغالب لن يتم اتخاذ قرار لوقف أو تخفيض المساعدات الأمريكية لمصر كما يطالب أعضاء بالكونجرس. وأوضح الأشعل، خلال تصريحه إلى "المصريون"، أن ذلك القرار بيد الرئيس الأمريكي" دونالد ترامب"، منوهًا بأن العلاقات بين الجانبين توصف بأنها جيدة. ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن العادة جرت أن الدول الكبرى لديها العديد من مراكز القوى والتأثير ومن بينها الكونجرس، مشيرًا إلى أن ما دار بالكونجرس لا يخرج عن كونه مناقشات فقط ولم ترتق إلى التطبيق على أرض الواقع. وكانت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، قالت إن خبراء في شئون الشرق الأوسط أبلغوا لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي بأنه يجب مراجعة علاقات الولاياتالمتحدة مع مصر، وذلك في جلسة استماع. ولفتت إلى أن الخبراء الذين أدلوا بشهادتهم أمام اللجنة التي يترأسها السيناتور ليندسي جراهام، تابعون لوقفية كارنيجي البحثية للسلام وكانوا مسئولين سابقين في إدارتي باراك أوباما وسلفه جورج بوش الابن. وعقدت اللجنة تحت عنوان "مناقشة المساعدات الأمريكية لمصر"، بحضور شرفي للخبراء الثلاثة وهم إليوت أبرامز، مسئول سابق بإدارة جورج بوش الابن، ميشيل دون، مسئولة سابقة بالخارجية الأمريكية، وتوم مالونيسكي، مساعد وزير الخارجية لشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان في إدارة أوباما. وأوضحت المجلة في التقرير الذي نشرته، أن ترحيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في البيت الأبيض في الثالث من أبريل، وتصريحه بأن دعمه للسيسي لا شك أنه يشير إلى أن سنوات التوتر بين البلدين التي سادت في السنوات الماضية وضعها ترامب وراء ظهره، مضيفة: "لكن الكثيرين في واشنطن وخاصة في "الكابيتول" - مقر الحكومة - يتمنون ألا يكون الأمر كذلك". ولفتت المجلة إلى أن الخبراء طالبوا بإعادة التفكير في العلاقات المصرية الأمريكية في الوقت الحالي، ووصفها بعضهم بأنها بقايا حقبة سابقة، مشيرة إلى أنهم توافقوا على أن السجل المتواضع لحقوق الإنسان والظروف الاقتصادية التي تشهدها مصر تستوجب إعادة النظر في العلاقة بينها وبين واشنطن في الوقت الحالي. وقال السيناتور ليندسي جراهام، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ساوث كارولينا، ورئيس لجنة الاعتمادات الخارجية بالمجلس: "إن عدم انتقاد واشنطن لسجل حقوق الإنسان المثير للجدل في مصر واحتضان ترامب للسيسي يمكن أن يزيد من صعوبة مساعدة مصر في إصلاح ما تعاني. وتابع: "نحن بحاجة إلى إعادة تشكيل علاقاتنا مع مصر بطريقة مستدامة"، مشيرًا إلى أن مصر كانت مستقرة في الماضي، لكن ذلك لا يعني بقاءها بهذه الحالة دائمًا".