شدّد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على أن واشنطن تقف بقوة وراء مصر والرئيس عبد الفتاح السيسى خلال زيارته للبيت الأبيض مطلع أبريل، لكن مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية ذكرت أن هناك الكثير أيضاً بواشنطن يرون أن هذا الأمر لا يعكس الحقيقة تماماً. ونشرت المجلة اليوم أن الخبراء الأمريكان الذين أدلوا بشهادتهم أمام لجنة استماع بالكونجرس، الثلاثاء رسموا العلاقة الأميركية المصرية بأنها بقايا حقبة ماضية، واتفقوا جميعاً على أن الظروف الاقتصادية الراهنة في مصر، وعدم تعامل مصر بملف حقوق الإنسان والمنظمات المدنية، يتطلب إعادة النظر في العلاقة.
وأوضحت المجلة الأمريكية أن الخبراء الذين أدلوا بشهاداتهم أمام اللجنة، هم "ميشيل دان"، خبيرة بشؤون الشرق الأوسط منذ فترة طويلة في وزارة الخارجية، والآن في مؤسسة كارنيجي للسلام، و"إليوت أبرامز"، الذي خدم في إدارة جورج بوش، وهو الآن في مجلس العلاقات الخارجية؛ و"توم مالينوفسكي"، مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق لشؤون أوباما من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وقال "أبرامز" فى شهادته أمام الكونجرس، أنه فى السبعينات عندما دفعت واشنطن، موسكو بعيداً عن القاهرة، لبناء علاقات وثيقة مصر، كانت من أكثر الدول العربية تأثيراً فى المنطقة، لكن هذا الحال تغيّر الأن.
وأضاف أبرامز أن الجيش المصري، يتلقى مساعدات عسكرية أمريكية سنوية خلال العقود الأخيرة ليقوم بإعادة تسليح نفسه لتهديد إسرائيل مجدداً بعد حرب 1973، بدلاً من مواجهة المسلحين المتشددين.
واقترح "أبرامز" إعادة توجيه المساعدات الخارجية الأمريكية لقطاعات أخرى غير الجيش، مثل الاستثمار في التنمية البشرية والتعليم بدلا من التحويلات النقدية الضخمة.
بينما حثّ "مالينوفسكي" على مراجع برنامج المعونة، موجهاً سؤاله للجنة "هل استثمارنا في مصر مناسب؟، ليؤكد من وجهة نظره، أنه غير متوازن تماما.
وأبرزت "فورين بوليسى" أن مشرعى الكونجرس أصابهم التعب من أن مصر التى عانت طيلة 6 سنوات من الربيع العربى، عاجزة عن إصلاح الاقتصاد وتقديم نموذج مثالى لشبابها الطامح. وقال السيناتور الجمهورى البارز ليندسى جراهام، جلسة استماع الثلاثاء إنه لمجرد أن مصر مستقرة تاريخيًا، فلا يعني ذلك أنها ستكون دائماً كذلك، مضيفاً أنهم بحاجة لإعادة صياغة العلاقة بشكل دائم، فلا يمكن أن يكون الجيش المصرى هو اللاعب الأقوى فى الاقتصاد.
وأضاف جراهام، أنه من المهم بالنسبة له أن تصبح مصر ناجحة"، لكن طريقة إدارة ترامب فى التعامل مع مصر، وتناسى ملف حقوق الإنسان لن يجعل من مصر دولة ناجحة.
وقالت المجلة الأمريكية إن السيناتور "جيري موران" تلقى أيضاً تأكيدات بأن العلاقات المصرية الإسرائيلية لن تتدهور حتى فى حالة غياب الدعم الأمريكي لمصر، فى إشارة إلى أن وشنطن قد يمكنها تغيير علاقتها بمصر دون إثارة غضب إسرائيل.