كشفت مصادر مطلعة ل "المصريون" أن صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني يكثف جهوده حاليا لإيجاد مخرج لمشكلة عبد الرحمن حافظ رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي السابق عبر أية تسوية تعيد الأموال المنهوبة إلى الخزانة العامة للدولة مقابل إخلاء سبيل حافظ وإصدار حكم مخفف عليه . ونبهت المصادر إلى أن تدخل الشريف جاء بعد تهديدات وصلته عبر فريق الدفاع عن حافظ بإمكانية فتح الملفات القديمة .. وخاصة أن حافظ يملك مستندات مهمة تمس صفوت الشريف ونجله أشرف ، وتكشف سيطرة نجله على ماسبيرو طوال فترة التسعينات ، قبل أن يدفع بإيهاب طلعت للعمل بالنيابة عنه ، بعد صدور تعليمات من مبارك للشريف بأبعاد ابنه عن التليفزيون . وأشارت المصادر أن الشريف يعيش حالة قلق شديدة نتيجة تنامي إحساس لديه بأن تفجير قضية عبد الرحمن حافظ حاليا ، قد جاء بإيعاز من شخصيات في الحزب والحكومة للتخلص من الشريف خاصة بعد الكارثة التي أصابت الحزب الحاكم في انتخابات مجلس الشعب . ويعتقد أن هذه القضية هي مجرد جزء من الصراع الدائر في جنبات السلطة والحزب بين تيار الحرس القديم وتيار مجموعة السياسات الذي تلقى عددا من الهزائم في المرحلة الماضية ويريد رد الصاع صاعين للحرس القديم الذي مازال يهيمن على الحياة السياسية في مصر . هذه الأزمة التي تكاد تعصف بالشريف تعيد للأذهان قضية يوسف عبد الرحمن رئيس بنك التنمية والائتمان الزراعي والمقرب من يوسف والي التي سبقت الإطاحة به من أمانة الحزب الوطني وقضية عبد الله طايل رئيس اللجنة الاقتصادية السابق بمجلس الشعب التي كانت رسالة شديدة اللهجة لكمال الشاذلي وكذلك قضية محمد الوكيل الرئيس السابق لقطاع الإنتاج والمقرب من الشريف والذي استطاع الشريف الخروج منها بأقل الخسائر . ولم تستبعد المصادر أن تكون هذه الأزمة بداية لإطاحة صفوت الشريف من أمانة الحزب الوطني لصالح أحد الشخصيات المحسوبة على تيار أمانة السياسات ، وهو الدكتور علي الدين هلال الذي رشحته المصادر في أوقات سابقة لخلافته ، خاصة وأنه يحظى حاليا برضا القيادة السياسية التي كلفته بعدد من الملفات أهمها هيكلة الحزب الحاكم وإعداد دراسات عن سبب السقوط الكبير لمرشحيه .. وإجراء تعديلات هيكلية على بنية الحزب المركزية وفي المحافظات لاستعادة شعبيته .