بدت سياسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، واضحة بعدما أعلن دعمه الصريح للرئيس السوري بشار الأسد، خلال حواره مع إحدى وسائل الإعلام البرتغالية، فضلا عن مواقفه المعلنة بالوقوف خلف العقيد خليفة حفتر، الذي يرأس العمليات العسكرية للمتمردين في ليبيا ضد المعارضة، وما قيل عن استضافته لوفود حوثية يمنية. ملامح السياسة السابقة تظهر وجود بون شاسع في المواقف بين مصر من جهة ودول الخليج بقيادة السعودية من جهة أخرى، وهي الخلافات التي ظهرت للعلن إثر تصويت مصر لصالح المشروع الروسي في مجلس الأمن بشأن الأزمة السورية. لم يكن هذا فحسب، فقد أثارت مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة العربية الأفريقية الرابعة، المنعقدة حاليًا في مالابو بغينيا الاستوائية، حفيظة الدول العربية. وبعد ساعات من الغموض حيال مشاركة مصر في أعمال القمة من عدمه عقب إعلان 9 دول عربية انسحابها، بعد إصرار الاتحاد الإفريقي والحكومة الغينية على مشاركة وفد "الجمهورية العربية الصحراوية" - التي أعلنت من طرف واحد عام 1976 - في القمة، تأييدًا لموقف المغرب الرافض لهذه المشاركة، وإعلان تسع دول عربية الانسحاب من أعمال القمة وهي المغرب والبحرين والسعودية والإمارات وقطر واليمن وسلطنة عمان والصومال والأردن، تضامنًا مع الموقف المغربي، بينما أصرت مصر على المشاركة. من جهة أخرى، قال السيسي خلال حواره مع محطة تليفزيونية خلال زيارته إلى البرتغال، إن مصر تدعم الجيش السوري، وفي رد على سؤال بشأن إرسال قوات مصرية إلى سوريا، قال إن الأولوية الأولى لنا أن ندعم الجيش الوطني على سبيل المثال في ليبيا لفرض السيطرة على الأراضي الليبية والتعامل مع العناصر المتطرفة وإحداث الاستقرار المطلوب، ونفس الكلام في سوريا.. ندعم الجيش السوري وأيضا العراق". وأكد أن هناك حساسيات في مسألة إرسال قوات مصرية إلى سوريا، قائلاً: "من المفضل أن القوات الوطنية للدول هي التي تقوم بالحفاظ على الأمن والاستقرار في مثل هذه الأحوال". وأضاف أن سوريا تعاني من أزمة عميقة منذ 5 سنوات وموقفنا في مصر منها يتمثل في أننا نحترم إرادة الشعب السوري، وأن إيجاد حل سياسي للأزمة السورية هو الحل الأمثل، ولا بد من التعامل بجدية مع الجماعات الإرهابية ونزع السلاح منها، بالإضافة إلى وحدة الأراضي السورية حتى لا يتسبب في تجزئة سوريا، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب. وقال الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير في الشئون الدولية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام" ل "المصريون"، إن "موقف مصر وأغلب دول الخليج وفي القلب السعودية متعارض بشدة تجاه القضية السورية والرئيس بشار الأسد، فمصر تريد حلاً سياسيًا، بينما السعودية ودول الخليج يودون التدخل العسكري للقضاء على النظام السوري". وأضاف اللاوندي: موقف مصر مخالف لدول الخليج أيضًا في القضية اليمنية التي تشبه لحد كبير الأزمة السورية وكذلك الملف الليبي". وشدد على أن "موقف السيسي لن يتغير تجاه الأسد، لاسيما بعد مجيء دونالد ترامب رئيسًا لأمريكا الذي لا يريد إسقاط الأسد ويحاول التركيز على قتال داعش وليس النظام السوري".