نظم حزب البناء والتنمية، احتفالية بمناسبة مرور الذكرى العشرين على إطلاق الجماعية الإسلامية، مبادرة "وقف العنف"، السبت الماضي. وشهدت الاحتفالية حضور مكثف من قيادات الحزب، وحضر الشيخ عبود الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية، والدكتور عماد عبدالغفور، رئيس حزب الوطن، وقيادات من مختلف الأحزاب بتيار الإسلام السياسي. وخلال الاجتماع، تمت مناقشة القضايا المدرجة على جدول الأعمال والتي كان أهمها: "مناقشة الوضع السياسي فى البلاد، وطرح أمر المصالحة الوطنية باعتبارها ضرورة حتمية، والحوار الوطني بين مختلف التيارات السياسية". عادل معوض، محامي الجماعة الإسلامية، وأحد الذين حضروا الحفل، قال إنهم ناقشوا موضوع "تفعيل الحوار الوطني"، من أجل الاستقرار، مشيرًا إلى أن الأمر قضية مجتمعية، ولم نتبع أي مؤسسة أو حزب أو تيار بعينه. وأضاف معوض، في تصريح خاص ل"المصريون"، أنهم التقوا على طاولة "حوار" بالأمس في ذكرى المبادرة للحديث عن المصالحة والحوار. وحول ما أثير عن مناقشة التخلي عن جماعة الإخوان، قال "معوض": "مينفعش نعلن تخلينا عن فصيل سياسي، في اليوم الذي نعلن فيه ترحبينا بالوحدة الوطنية". ودعا محامي الجماعة الإسلامية، لتكاتف الجميع تحت المظلة الوطنية، حسب قوله. من جانبه، قال الدكتور ناجح إبراهيم، الخبير بشأن الإسلام السياسي، إن دعوة الجماعة الإسلامية للحوار الوطني والتكاتف بين الجميع، تعد من الأمور الجيدة، ومن الدعوات الممتازة، مؤكدا أن فكرة المبادرة تقود، بصورة أو بأخرى، لعودة الحوار مرة أخرى. وأوضح، في تصريح خاص ل"المصريون"، أن هذه الدعوة ستؤدى إلى التفاهم بدلاً من الصراع القائم، وبدلاً من التشاحن ونوبات التفكير والتخوين القائم بين جميع الفرق. وعن رفض شباب الإخوان لفكرة الحوار والانفصال نهائيًا عن الجماعة، قال إبراهيم، إن فكرة التحالف نفسها لا توجد على أرض الواقع، ولم يتم تنفيذ شيء مثل هذا، موضحًا أن الحديث حول التحالف أو عدم التحالف كان ضرره أكثر على الجماعة ولم يحقق أي فائدة. وبدوره، قال أسامة حافظ، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، فى الكلمة التى ألقاها خلال الاحتفالية التى نظمتها الجماعة الإسلامية بمناسبة ذكرى مرور 20 عامًا على مبادرة وقف العنف: "مازلنا بحاجة إلى استعادة نهج الحوار كوسيلة لحل المشكلات المستعصية وما أحوجنا فى هذه الأزمة التى تمر بها البلاد إلى أن نستلهم روح المبادرة ونجلس جميعًا على مائدة فنراجع ونقوم ونضحى لإنهاض الوطن من كبوته والأخذ بيده فى طريق وحدة الصف واجتماع الكلمة والتغاضى عن أحقاد ما قد مضى لنعيد بناء الوطن"، مضيفا : "فهلم نلقى بأثقال الماضى خلف ظهورنا ونتجاوز الأزمة". وأشار حافظ إلى أن الجماعة اختارت شهر أغسطس للاحتفال بالمبادرة، لأنه يحمل ذكرى وفاة رجلين كان لهما فضل كبير فى إتمام المبادرة وهما عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية الراحل، واللواء أحمد رأفت مسئول نشاط الدينى بمباحث أمن الدولة، أثناء إطلاق المبادرة، والذى وصفه بأنها "تجربة فريدة وجديدة فى وزارة الداخلية وقاد بفكره الخلاق مدرسة مبدعة فى معالجة أزمة كادت تعصف بالبلد عن طريق الحوار والنقاش"، بحسب قوله.