نظمت لجنة الدفاع عن سجناء الراى ولجنة الحريات بنقابة المحامين امس تظاهرة أمام مقر النقابة شارك فيها اكثر من 500 من ذوي وابناء وزوجات الشهداء والمصابين الذين سقطوا على يد قوات الشرطة خلال منعها للناخبين من التوجه لصناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية الأخيرة . ورفع المتظاهرون لافتات تندد بوحشة أجهزة الشرطة المصرية التي ادت لسقوط 16 شهيد بالرصاص الحي وإصابة المئات منهم 35 مصاب في إحدى عينيه ومنهم من فقأت عينه برصاص الشرطة . وردد المتظاهرون الهتافات المنددة بالحكومة ، ومنها " يا شهيد اتهنى اتهنى .. واستنانا على باب الجنة" ، و " الله اكبر على كل ظالم .. الله اكبر على فرعون مصر" ، و " اللي قتل المصريين هو قاتل السودانيين" ، و " ياللعار .. ياللعار ... حسني بيضرب شعبه بالنار " ، و " ياللعار .. ياللعار ... مصري بيضرب اخوه بالنار" ، و " يا منتقم يا جبار .. املا بيوت الظلمة نار ،.. فوضناك تاخد بالتار" ، كما رفع المتظاهرون من الاطفال ذوي الشهداء والمعتقلين وعليها شعارات " اطلقوا سراح ابي ، ولماذا تحرموني من ابي ، لماذا تعتقلون ابي" . وقد اعقب التظاهرة التي استمرت اكثر من ساعة امام النقابة مؤتمر حاشد تحدث فيه امين صندوق نقابة المحامين محمد طوسون ، حيث انتقد مناخ التزوير السائد في مصر من انتخابات الطلاب بالمدارس حتى انتخابات الرئاسة مرورا بالانتخابات البرلمانية الا انه شدد على ايمان الشعب بالاصلاح والتغيير ولن يثنيه 16 شهيد ومئات الجرحى والمعتقلين عن اكمال المسيرة في كافة الانتخابات القادمة. ومن جانبه ، شن مقرر لجنة الحريات بالنقابة المحامي جمال تاج هجوما حادا على اعادة تعيين وزير الداخلية في الحكومة الجديدة والذي وصفها بانها مكافاة من الرئيس له على تزوير الانتخابات واهدار حياة 16 مواطن مصري ومئات الجرحى الذين يصارع بعضهم الموت. وقال إن دم هؤلاء الشهداء لن يضيع هدرا كما اننا في لجنة الحريات بنقابة المحامين سنلاحق الجناة المجرمين الذين قتلوا هؤلاء الضحايا واصابوا هؤلاء المئات واسماء هؤلاء الضباط معروفة لدينا وسنلاحقهم ولن يفلتوا من العقاب مهما طال الامد. واعلن تاج ان النقابة حصلت على توكيلات من زوي الشهداء والضحايا المصابين الذين فقدوا اعينهم والذين أصيبوا بإصابات بالغة وعاهات مستديمة لملاحقة الضباط الذين اصابوهم ، مشيرا الى ان النقابة تفتح ابوابها لجميع اهالي القتلى والمصابين اصابات مستديمة للتقدم الى النقابة للحصول على مساعدات لاعاشة ابنائهم وتكميل دراستهم ومواجهة اعباء الحياة. بينما دعا فاوق العشري امين التثقيف بالحزب الناصري في كلمته الى محاكمة المسئولين عن هذه الجرائم وعلى راسهم اكبر مسئول بالدولة ، معتبرا أن ما حدث يفوق مسئولية الوزير من قتل واغلاق لجان وتزوير انتخابات حتى تتحقق نسبة الثلثين داخل البرلمان أجل توريث الحكم لجمال مبارك وتمرير القوانين والتعديلات المطلوبة حسب أجندة الوطني الحاكم. وأوضح أن تمسك الحفنة الحاكمة بالحكم بهذه الطريقة مهما قتل أو أصيب من أصيب ومهما تزورت الانتخابات يؤكد أن مصر قادمة على كارثة ، واصفا الوضع الحالي في مصر بأنه يمثل تحالف بين السلطة ورجال المال معربا عن خيبة أمله فى أحداث أى تعديل او تطوير فى مجال التشريعات التى وعدت بها القيادة السياسية. من جانبه ، أكد القيادي الاخواني د جمال حشمت أن هذا النظام آن أوان رحيله حيث أطلق الرصاص على الجميع مصريين وسودانيين ولم يعد صالحا للاستمرار ولا أمل في اصلاحه مشيرا إلى أنه يوجد 782معتقل من الإخوان من بينهم عدد كبير من كبار السن فوق الستين يعانون من امراض شتى وحالتهم الصحية متدهورة. ودعا حشمت إلى حملة قومية لرعاية أسر الشهداء والمصابين على أن تتبناها جمعيات المجتمع المدني وحقوق الانسان والجمعيات الخيرية في مصر ، على أن تتولى هذه الحملة ملاحقة القتلة وهم معروفون بالاسم من الضباط في مختلف المحافظات. وفي السياق ذاته ، أكد الامين العام لحزب العمل مجدى احمد حسين أن ما حدث فى التعديل الوزراى الاخير يؤكد أن هناك نوعا من المجاملة لوزير الداخلية الذى كان من المفترض ان تتم إقالته أو يتم استبعاده عن موقعه خاصة بعد الانتهاكات التى حدثت فى الانتخابات البرلمانية باعتباره المسئول الأول عنها. ودعا حسين إلى العصيان المدنى المنظم ومساندة الكتلة البرلمانية التى يمثلها الاخوان المسلمين والمعارضة حتى يحدث التغيير المطلوب ، واعتبر أن أولى مراحل محاسبة المتورطين عن تلك الانتخابات هو إقالتهم وإبعادهم عن مواقعهم حتى تتم المحاكمة بشكل علنى وعلى مراى ومسمع من الشعب اجمع. وقد أستمع المشاركون في المؤتمر إلى عدد من الضحايا الذين أصيبوا في الانتحابات ، وتحدث والد الشهيد تامر القماش الذي احتسب عند الله ابنه داعيا على الظالمين ان ينتقم منه الله بعدله ، متهما وزير الداخلية بالتسبب في قتل ابنه الذي لم يكن في الانتخابات ولكنه كان عائدا من عمله بعد المغرب وفاجأته الشرطة باربع رصاصات اخترقت صدره وقلبه ومزقت الرئتين واسفل العينين ولفظ انفاسه على الفور . وتحدثت أم الشهيد وأبكت القاعة ودعت على الذي قتل أبنها، كما تحدثت زوجة الشهيد مجدي البحيري من المطرية بمحافظة الدقهلية ، قائلة إن زوجها كان في طريقه لاحضار العشاء لابنائه الخمسة وزوجته الا أنه عاجلته رصاصات حية في صدره من بندقية خرطوش 22 مل في وسط الصدر مما افقدته حياته في الحال. وتحدثت ابنة الشهيد وغلبها البكاء مطالبة بالتار ممن قتل أباها . وادلى العشرات من المصابين بشهادتهم على ما تعرضوا له من عنف فقدوا معه إحدى أعينهم أصيبوا إصابات بالغة امام الحضور ، مطالبين بمحاكمة قيادات وزارة الداخلية الذين شاركوا في هذه المذابح. وفي ختام المؤتمر اصدرت اللجنة السياسية بنقابة المحامين ولجنة الحريات بنقابة الصحفيين ولجنة الدفاع عن سجناء الراي بيانا طالبوا فيه النظام الحاكم في مصر بتحمل مسئوليته وارساء قواعد العدل والحق وتاكيد سيادة القانون وتسليم المسئولين عن تلك الجرائم ليد العدالة واعلان نتيجة التحقيقات على الراي العام اولا باول .