قال أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب آيال زيسر, إن ما سماه التقارب المتزايد بين مصر وإسرائيل, يأتي في إطار حالة التغير الاستراتيجي التي تشهدها المنطقة خلال السنوات الأخيرة. وأضاف زيسر في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" في مطلع يونيو، أن الدول العربية كانت توجه اتهاماتها نحو إسرائيل، وتصعد ضدها، إذا شهدت أي منها مشاكل داخلية، بينما باتت اليوم، وعلى عكس المتوقع، تنظر إلى إسرائيل على أنها حليفة جديدة يمكن التعاون معها، والعمل بجانبها لمواجهة التحديات العديدة, التي تقف أمامها, حسب زعمه. وتابع " التقارب المصري الإسرائيلي والذي يفوق توقعات إسرائيل نفسها، يبدو أنه ذو أهداف بعيدة المدى، حيث يدور الحديث عن قيام تحالف مصالح بين إسرائيل والدول العربية بعد إيجاد حل ما للقضية الفلسطينية". واستطرد زيسر, قائلا :" إن مصر لا تمتلك حلا سحريا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكنها تحاول العثور على صيغة حل تشكل مدخلا لتعاون إقليمي مع إسرائيل يحظى بدعم الرأي العام العربي". وكان المحلل السياسي الإسرائيلي "بن كاسبيت", قال إن تعيين أفيجدور ليبرمان وزيرا للدفاع في حكومة بنيامين نتنياهو, يعتبر "خيانة" للجهود المصرية الهادفة لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأضاف بن كاسبيت في مقال له بصحيفة "معاريف" العبرية في 28 مايو الماضي, أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان أطلق خلال افتتاحه عددا من مشروعات الطاقة الكهربائية فى محافظة أسيوط، مبادرة خاطب فيها الإسرائيليين بأنه حال إقامة دولة فلسطينية فسوف تكون أمن وأمان وسلام واستقرار للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وسيدخل العرب مع إسرائيل في مرحلة جديدة من العلاقات التي "لن يصدقها أحد". وتابع " رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رد على المبادرة السابقة بالخيانة, عبر تعيين ليبرمان وزيرا للدفاع بحكومته, رغم مواقفه المتطرفة ضد الفلسطينيين والعرب". واستطرد بن كاسبيت, قائلا :" دبلوماسي أوروبي أبلغني أن المسئولين المصريين يستشيطون غضبا, ويشعرون أنهم تعرضوا للخيانة والخداع , حيث باع لهم نتنياهو قصة وفعل العكس". وأشار إلى أن القاهرة كانت ترغب في إقامة حكومة وحدة بين نتنياهو وإسحاق هرتسوج رئيس حزب العمل وزعيم تحالف "المعسكر الصهيوني"، لتسهيل التوصل لتسوية مع الفلسطينيين, إلا أن نتنياهو فعل العكس . وكان نتنياهو وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف ليبرمان وقعا في 25 مايو اتفاقا لانضمام حزب الأخير إلى الائتلاف الحكومي، ليصبح سادس حزب في الائتلاف الذي شكله نتنياهو. وسيعطي الاتفاق بين حزبي الليكود, و"إسرائيل بيتنا", نتنياهو خلال فترة ولايته التي تستمر أربع سنوات، سيطرة على 67 من مقاعد الكنسيت, البالغ عددها 120 مقعدا، بدلا من 61 مقعدا حاليا. وقال نتنياهو في مراسم التوقيع التي أجريت في الكنيست الإسرائيلي :"إنه منذ تشكيل الحكومة قبل نحو عام أكدت مرة تلو أخرى أنني أعتزم توسيع الائتلاف الحكومي.. إسرائيل تحتاج إلى استقرار حكومي بغية التعامل مع التحديات وانتهاز الفرص، لهذا السبب أرحب بانضمام أفيجدور ليبرمان وأعضاء حزبه كشركاء جدد في الحكومة".