انتقد الكاتب الأمريكي توماس فريدمان بشدة تعيين اليميني المتطرف أفيجدور ليبرمان وزيرا للدفاع في إسرائيل, مذكرا بمواقفه المعادية للفلسطينيين والعرب, وحتى اليهود الأمريكيين. وقال فريدمان في مقال له بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في 25 مايو, إن "رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يمضي في تعنته بتعيين ليبرمان وزيرا للدفاع, وإن إسرائيل تواصل الغرق أكثر من أي وقت مضى لتتحول إلى دولة يسيطر عليها المتطرفون اليهود". وتابع الكاتب " ليبرمان سبق أن هدد بتفجير السد العالي في مصر، وندد بالإسرائيليين الذين ينادون بالخروج من الضفة الغربية, ووصفهم بأنهم خونة، كما أشاد بالجندي الإسرائيلي إليئور عزاريا الذي أطلق الرصاص على رأس الشاب الفلسطيني المصاب عبد الفتاح الشريف الذي كان ملقى على الأرض مضرجا بدمه في الخليل بانتظار الإسعاف, إلا أن هذا الجندي أجهز عليه وأطلق النار على رأسه من مسافة قريبة". وأضاف " ليبرمان لا يكترث أيضا بالطريقة التي يفكر بها اليهود الأمريكيون تجاه تصرفات إسرائيل، كما أنه لا يجيد من فنون العسكرية شيئا". واستطرد فريدمان, قائلا :" إسرائيل في عهد نتنياهو تتحول من سيئ إلى أسوأ, وتعيين ليبرمان سيأتي بنتائج كارثية للمنطقة". وكان نتنياهو وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف ليبرمان وقعا في 25 مايو اتفاقا لانضمام حزب الأخير إلى الائتلاف الحكومي، ليصبح سادس حزب في الائتلاف الذي شكله نتنياهو. وحسب "الجزيرة", سيعطي الاتفاق بين حزبي "الليكود", و"إسرائيل بيتنا", نتنياهو خلال فترة ولايته التي تستمر أربع سنوات، سيطرة على 67 من مقاعد الكنسيت الإسرائيلي, البالغ عددها 120 مقعدا، بدلا من 61 مقعدا حاليا. وقال نتنياهو في مراسم التوقيع التي أجريت في الكنيست الإسرائيلي :"إنه منذ تشكيل الحكومة قبل نحو عام أكدت مرة تلو أخرى أنني أعتزم توسيع الائتلاف الحكومي.. إسرائيل تحتاج إلى استقرار حكومي بغية التعامل مع التحديات وانتهاز الفرص، لهذا السبب أرحب بانضمام أفيجدور ليبرمان وأعضاء حزبه كشركاء جدد في الحكومة". ومن جانبه, قال المحلل السياسي الإسرائيلي "بن كاسبيت", إن تعيين أفيجدور ليبرمان وزيرا للدفاع في حكومة بنيامين نتنياهو, يعتبر "خيانة" للجهود المصرية الهادفة لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأضاف بن كاسبيت في مقال له بصحيفة "معاريف" العبرية , أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان أطلق خلال افتتاحه عددا من مشروعات الطاقة الكهربائية فى محافظة أسيوط، مبادرة خاطب فيها الإسرائيليين بأنه حال إقامة دولة فلسطينية فسوف تكون أمن وأمان وسلام واستقرار للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وسيدخل العرب مع إسرائيل في مرحلة جديدة من العلاقات التي "لن يصدقها أحد". وتابع " رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رد على المبادرة السابقة بالخيانة, عبر تعيين ليبرمان وزيرا للدفاع بحكومته, رغم مواقفه المتطرفة ضد الفلسطينيين والعرب". واستطرد بن كاسبيت, قائلا :" دبلوماسي أوروبي أبلغني أن المسئولين المصريين يستشيطون غضبا, ويشعرون أنهم تعرضوا للخيانة والخداع , حيث باع لهم نتنياهو قصة وفعل العكس". وأشار إلى أن القاهرة كانت ترغب في إقامة حكومة وحدة بين نتنياهو وإسحاق هرتسوج رئيس حزب العمل وزعيم تحالف "المعسكر الصهيوني"، لتسهيل التوصل لتسوية مع الفلسطينيين, إلا أن نتنياهو فعل العكس .