كوريا الشمالية تطوّر صواريخها النووية.. تهديدات بإطلاق قذائف اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية (تقرير)

أطلقت كوريا الشمالية صاروخا باليستيا عابرًا للقارات، والمصمم ليُستخدم كسلاح نووي، صباح اليوم الاثنين، فيما قال محللون إنه يشير إلى المحاولات المتزايدة من الجانب الكوري الشمالي لتطوير أسلحته، التي وصفتها شبكة أخبار CNN ب«غير القانونية».
أظهر الصاروخ الذي تم إطلاقه قدرته على الوصول إلى أي مكان في الولايات المتحدة الأمريكية، وفقًا لتقييم أولي من وزارة الدفاع اليابانية.
وقال شينجو مياكي، نائب وزير الدفاع البرلماني، للصحفيين في مؤتمر صحفي في طوكيو: «الصاروخ الباليستي من فئة ICBM الذي تم إطلاقه هذه المرة، يمكن أن يصل مداه إلى أكثر من 15000 كيلومتر أي 9320 ميلًا، مما يعني أن كامل الأراضي الأمريكية ستكون ضمن النطاق».
أفادت السلطات اليابانية أن الصاروخ انطلق في مسار مرتفع لمدة 73 دقيقة تقريبًا وعلى ارتفاع 6000 كيلومتر أي 3700 ميل ومسافة حوالي 1000 كيلومتر أي 621 ميلًا قبل أن يسقط في البحر غرب جزيرة هوكايدو شمال اليابان.
فيما أعلن جوزيف ديمبسي، الباحث المشارك في التحليل الدفاعي والعسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن «على الرغم من أن الاختبارات المرتفعة يمكن أن توفر ضمانات لاحتراق المحرك بالكامل، إلا أنها لا تمثل نفس التحديات التي يواجهها المسار العادي للصواريخ الباليستية العابرة للقارات».
وتابع: «يتضمن ذلك قدرة مقدمة الصاروخ (الرأس الحربي) على البقاء دون أضرار عند العودة إلى الغلاف الجوي ولفترة طويلة».
وفي حين لم يتم الإعلان عن نوع الصاروخ الذي تم إطلاقه، قال جيفري لويس، الأستاذ في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي في معهد ميدلبري للدراسات الدولية، إن الاختبار هو ثالث صاروخ هواسونج 18 على الأرجح، لافتًا إلى أنه صاروخ قوي يعمل بالوقود الصلب.
استكمل: «إذا كان هذا بالفعل اختبار الطيران الناجح الثالث على التوالي، فسيكون ذلك بمثابة سجل جيد لدى اختبارات الموثوقية للأسلحة بكوريا الشمالية».
ليس أول صاروخًا باليستيًا
كما أطلقت كوريا الشمالية صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات في أبريل ويوليو، وقال زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون بعد اختبار أبريل إن صاروخ هواسونج 18 سيزود البلاد «بوسائل هجوم استراتيجية قوية» وسيعزز قدراتها النووية.
وطار الصاروخ الباليستي العابر للقارات الذي تم إطلاقه في يوليو الماضي حوالي 1000 كيلومتر، وظل في الجو لمدة 74 دقيقة، وفقًا لوزارة الدفاع اليابانية، وهو تقدم هامشي في مجال الصواريخ الباليستية التي اختبرتها كوريا الشمالية في وقت سابق من العام، حسب شبكة CNN.
واختبر الصاروخ الباليستي العابر للقارات «هواسونج-17» الذي يعمل بالوقود السائل في مارس الماضي، بعد الكشف عن صاروخ هواسونج-17 عام 2022.
تعتبر تكنولوجيا الوقود السائل أسهل نسبيا في إتقانها، وفي الوقت نفسه، فإن صاروخ «هواسونغ-18» هو صاروخ يعمل بالوقود الصلب، مما يجعله أكثر تقدمًا بكثير، وسيسمح لكوريا الشمالية بشن ضربات نووية بعيدة المدى بسرعة أكبر.
ويقول الخبراء إن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تعمل بالوقود الصلب أكثر استقرارًا، ويمكن تحريكها بسهولة أكبر لتجنب اكتشافها، مقارنة بالصواريخ التي تعمل بالوقود السائل والتي من المرجح أن تستغرق مراحل إطلاقها عدة ساعات، مما يتيح الوقت للأعداء لكشف وصد هجمات الصاروخ.
ويقول الخبراء إن تقدم كوريا الشمالية من صاروخ هواسونج-17 العام الماضي إلى هواسونج-18 هذا العام يشير إلى أن برنامجها الصاروخي يحرز تقدمًا، وهو ما يعكس هدف كيم المتمثل في الوصول لمستوى وقدرات الدول الأخرى مثل الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية عسكريًا.
وتسمح عمليات الإطلاق المتعاقبة لكوريا الشمالية بجمع المزيد من البيانات لتحسين تكنولوجيا الصواريخ الخاصة بها.
كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية
وقبلها بيوم، أطلقت كوريا الجنوبية أيضًا صاروخا باليستيا قصير المدى باتجاه المياه قبالة الساحل الشرقي لشبه الجزيرة الكورية، وفقًا لهيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية.
وقالت هيئة الأركان المشتركة إن هذا الصاروخ طار لمسافة حوالي 570 كيلومترا قبل أن يسقط في الماء.
ونشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية KCNA بيانًا للمتحدث باسم وزارة الدفاع، أدان فيه ما سمّوه «الاستفزازات العسكرية المتهورة» من قبل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
واستشهد المتحدث باسم وزارة الدفاع، خلال اجتماع المجموعة الاستشارية النووية في واشنطن ب15 ديسمبر الجاري، والذي أعلنت فيه الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إنشاء نظام ردع موسع بحلول منتصف العام المقبل وإجراء تدريبات عسكرية مشتركة واسعة النطاق في أغسطس المقبل.
وقال ليف إريك إيسلي، الأستاذ في جامعة إيوا في عاصمة كوريا الجنوبية سيول، إن اختبار كوريا الشمالية وخطابها القوي ربما يصب في مصلحة واشنطن، موضحًا أن التهديد الكوري الشمالي يحفز المزيد من التعاون الثلاثي بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، بما في ذلك تبادل بيانات تتبع الصواريخ في الوقت الحقيقي.
وتابع: «كان المسؤولون في سيول (عاصمة كوريا الجنوبية) على علم بأن اختبار الصاروخ الباليستي العابر للقارات قادم، وقاموا بالتنسيق مسبقًا مع الشركاء في واشنطن وطوكيو (عاصمة اليابان)».