أسرة ضحية الدهس في إمبابة: ساب طفلة عمرها 40 يوم (فيديو وصور)

«الحزن نصف الموت»، عبارة تصف حالة زوجة مصطفى الأبيض، ضحية الدهس بسيارة ميكروباص بمنطقة القومية العربية بإمبابة في الجيزة، التي قالت: «هعيش لأجل حقك وراحتك بقبرك، كل النّاس شافوا الميكروباص بيدهس رأسك مرتين، السائق كان يقصدك أنت ولا أحد غيرك، داس بنزين لما اقترب منك وأنهى حياتك يا حبيبى، وانت رايح تجيب فطار ومستلزمات لبنتنا الرضيعة رحمة (40 يوم) واتحرمت منك.
حين خرج «مصطفى» من منزله، احتضن طفلته «رحمة»، كأنه يودعها، زوجته داعبته: «هى هتوحشك قوى، انت رايح مشوار مسافة السكة»، لم تصدق زوجته أنه مات «خايفة ميجيش».
تفاصيل يوم تتذكره الزوجة بمزيد من الأسى، قائلة: «قبل الساعة 10 صباحًا، مصطفى أفاق من نومه، طبع قبلات على جبينى والابنة الرضيعة رحمة، نزل للشارع لإحضار فطار لى واحتياجات البنت، تقابل مع 3 من أصدقائه بشارع يعج بالحركة، وقف معهم قليلًا وفجأة سيارة ميكروباص تقترب منهم بسرعة جنونية أنقذ زملاءه ودفعهم إلى الرصيف، لكن السائق داس بنزين ودهس رأسه بعجلات السيارة مرتين (رايح جاى) وطلع له على الرصيف».
«جوزى اتخطف بدرى، دا شاب عمره 32 سنة، حلمنا اللى بدأناه سويًا تحطم، كان نفسه يخلف بنت، وبعد سنتين ونصف زواج ربنا رزقنا برحمة، مات لمّا أتمت 40 يوم، بقيت في كابوس، أريد أن أحكى لها فيما تبقى لى من حياة إن حق أبوكى رجع»، تصمت الزوجة قليلًا، قبل أن تضيف: «حسرتى ليس لها مثيل، حتى فرحتى بقدوم رحمة للدنيا تبددت، لا أعرف كيف أعيش من غيره، كنت بقول له يا بابا، سابنى في أول الطريق لوحدى».
الزوجة لا تطالب إلا بإعادة التحقيقات: «عاوزه التحقيقات تتعاد، المتهم أخلى سبيله، ودم مصطفى لسة منشفش».
والدة «مصطفى» تروى تفاصيل تلقيها خبر دهس «فلذة كبدها»: «الناس قالتلى: في حادثة وابنك عربية خبطته»، تحكى الأم: «ذهبت للقسم، شاهدت ميكروباصا مهشما، لما عرفت أنه خبط ابنى، ألقيت عليه حجارة كنت أنتقم ولا أعرف أن ولدى مات، عرفت إنه اتدهس جن جنونى، إزاى آخر العنقود يروح في غمضة عين، كان بيصرف على ويساعد أخته اليتيمة، السائق كان مقبوض عليه يدى لم تطله».
في تلك اللحظة، تحركت «أم مصطفى» إلى مكان الحادث: «لقيت دم ابني على تلاجة وبطانية جنب سوبر ماركت.. قلت لصاحب المحل: عاوزه أعرف ابنى مات إزاى؟.. قالى: السائق طلع له على الرصيف ودهسه».
منذ الحادثة، والأم لا تقوى على الحركة، وحالها كما تصفه: «دموعى نشفت خلاص على ابنى، مات يوم ما بنته أتمت ال 40 يوما»، تكمل: «ابنى شغال سواق على ميكروباص، وطوب الأرض بيحبه، عمره ما خبط حيوان مش بنى آدم، والقدر خلى سائق مثله يدهسه».
تدلل الأم على أن السائق قصد ابنها متعمدًا: «صاحب العربية اتخانق مع ابنى قبل كده، لما دافع عن واحد بمنطقتنا، وقاله: طول ما أنا عايش هموتك لو بعد 100 سنّة»، تشير إلى أنها حررت محضرا جديدًا يتضمن أقوالها تلك.
منهكة عادت شقيقة «مصطفى» من عملها، تسأل عن أخيها، أخبروها «شدى حيلك»، مستنكرةً ردت: «فى مين؟»، قالوا لها «أخوكى دهسته عربية»، باكيةً مصيبتها: «دا احنا لسه متفقين على عقيقة رحمة»، مضيفة: «منذ ذلك الخبر وقدامى صورة أخويا، والحزن يبتلعنى».