جدة «طفل الحلوى» بدمنهور: ملوش شهادة ميلاد ومعاشي 320 جنيهًا وإيجار الشقة 500

التقينا عبدالرحمن «طفل الحلوي» الذي كان يبيع «البنبون» أمام أوبرا دمنهور، وانتشرت صوره على مواقع التواصل الاجتماعي، في منزل جدته، وتبين أن عمره 9 سنوات، وليس له شهادة ميلاد، ولا يعرف اسم والده ويعمل لينفق على جدته المريضة، وأنه يتمني أن يدخل المدرسة مثل باقى زملائه.
وتقول «الحاجة سلوي» أن والد «عبدالرحمن» ووالدته وإخوته كانوا يقيمون في مدينة دمنهور منذ نحو 9 سنوات، ولم يستطع دفع الايجار، فتم طرده من الشقة، وفى تلك الأثناء كانت ولادة عبدالرحمن، وانشغلت الاسرة في مشاكل المعيشة عن استخراج شهادة ميلاد له، وانتقلت الأسرة إلى القاهرة ليعمل والده بواب في عمارة هناك.
وتوضح جدة الطفل أنها كانت تبيع المناديل في شارع عرابي في دمنهور، وعندما اشتد عليها المرض نتيجة اصابتها بخشونة في الركبة والسكر والقولون لم تعد تتحمل النزول من الشقة في الطابق الثالث، وزادت عليها مصاريف العلاج التي تدفعها، بالإضافة إلى إيجار الشقة البالغ 500 جنيه في حين أن معاشها 320 جنيه.
وأضافت «جدة عبدالرحمن» أنها عقب مرضها طلبت من ابنتها ارسال ابنها ليساعدها حيث أنها لا تتحرك كثيرًا، مستطردة «نفسي ومنى عينى أعيش في الدور الأرضي أنا أسكن في الدور الثالث»
وتؤكد الحاجة سلوي: «جوزي متوفي من 10 سنوات، وكان عندي 3 بنات جوزتهم، وأدفع 300 جنيه قسط شهري من جهاز بنتي اللى مجوزاها قريب».
سألنا الطفل عن اسم والده فقال أنه لا يعرفه، ولكن والدته تدخلت وأخبرته أن والده اسمه «إ»، وأوضح أنه يتمنى أن يدخل مدرسة مثل باقي الأطفال في سنه، وأنه يشتري «كيس البنبون» بمبلغ 6 جنيه كل يوم ويبيعه ويعود لجدته بمبلغ بين 20 إلى 30 جنيه ليساعدها على المعيشة والعلاج.
وكانت خلود عبدالمطلب، خريجة كلية التربية، اكتشفت الطفل ومأساته خلال مرورها أمام أوبرا دمنهور أثناء سقوط الأمطار، ونشرت صورته على مواقع التواصل الاجتماعي، وتواصلت معه الدكتورة فايزة زايد، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالبحيرة، حيث المكان الذي يبيع فيه البنبون لالحاقه بإحدى دور الرعاية الاجتماعية للأطفال ولكنه رفض لأنه يساعد جدته في تكاليف المعيشة، وقدمت لجدته مساعدة وطلبت حضور والده لاستخراج شهادة ميلاد له.