كم رجلا يجب أن ندفن كي تفهم السلطات لدينا ..أننا لم نعد نفس الشعب الذي كان؟ كم من الدماء لابد أن يسيل على أرضنا كي نتحرر.؟ أعرف أن للحرية ثمن غال..كلنا نعرف هذا..ولكن ما يؤلم حقا ويجعل القلب يحزن أن تسيل هذه الدماء على أرضنا..وبسلاحنا.. نحن لم نعد في حاجة أن يقلق الغرب منا, فيبدو أن الشرق الأوسط يقوم بمهمة مزدوجة لطالما أجتهد المنافسون والطامعون في تنفيذها..ألا وهي تدميرنا وسحقنا..من الداخل وليس من الخارج.. فالآن الدول العربية تسحق نفسها..كل دولة تكفل البعض فيها بالقضاء عليها متوهمين إن هذا هو طريقهم للبقاء..والأخرون ينظرون إلينا بعين صقر تتظاهر بالدمع شفقة بينما هي تدمع فرحا وسعادة.. عام 2011 الذي بدأ بداية دامية يبدو أنه لا يأبى إلا أن ينتهي بنهاية دامية أيضا , وهاهو التاريخ يعيد نفسه..الأقنعة تتساقط وتظهر خلفها الوجوه القبيحة ..والشباب يتساقطون الواحد تلو الاخر والكل مازال يسير كما كان وكأن لا شيء تغير منذ شهور..نفس الغباء السياسي..نفس الانحياز الحزبي الأعمى..ونفس الإعلام الهزيل الذي يتعامل مع الشعب باعتباره مجموعة من الحمقى أو المتخلفين عقليا ..ونفس العقول اللتي كانت تصدق هذه الترهات هي نفسها وكذلك تلك اللتي لا تصدق هي ايضا نفسها.. الحقيقة سيظل جزء اكبير منها مخفيا على الجميع حتى على من يقفون وسطها في الميدان , ولكن هناك أمور لا تخفى على أحد..ولا يجب أن تنطلق الاتهامات عبثا تجاه هؤلاء الشباب الذين يفقدون عيونهم وحياتهم ليظل البعض يقول بكل وقاحة أجندات وعمالة ومؤامرات لن نحددها.. فليكن..ليمتلك البعض ولو مرة واحدة الشجاعة الأدبية ويقول لمن هي هذه الأيادي فالفضول أصبح يلتهمني حقا ؟! وليتحل بعضهم ببعض الأدب حين يتحدث عمن ماتو واصبحو في ذمة الخالق , بينما من قتلوهم يبتسمون في بلاهة ..ويقولون ..من أين جاءت الرصاصات؟ لا يهمني من تسبب في بدء هذه الحرب الطاحنة , ولا يهمني من صاحب الأيادي الملعونة ان كانت موجودة..ولا يهمني كذلك اين الحقيقة..فالشيء الوحيد الذي اعرفه ان المجلس العسكري مسؤول عن كل ما حدث بشكل مباشر أم لا.. فلو أنه التزم بوعوده لنا من البداية لما حدثت هذه المأساة الدامية , ولو أنه لم يتسبب فيها فكان عليه أن ينهيها..ولو أنه لم يستطع أن ينهيها في الوقت المناسب كان عليه أن يتدخل لحماية المتظاهرين .. فلا يات احد الان ويقول لي ماذنب المجلس أو ان المتظاهرون لا يهتمون سوى بمصالحهم او ان هناك من يشعلون النار لتبقى متأججة انا لا اهتم لكل هذا... هذا المجلس كان واجبه أن يسيطر على هذا الوضع ولو انه اكتفى فقط بفصل الداخلية عن المتظاهرون لانتهى الامر ولكنه تركهم يمزقونهم اربا ثم يخرج لنا بتصريحات عقيمة لا تجدي.. هذه كانت مسئوليته..هذا الشعب كان في رقبته منذ تولى ادارة السلطة ولقد تخلى عنه وتركه للذئاب تنهش فيه..لا يوجد شيء في الدنيا باكلمها سيبرر هذا..أو سيجعله قابل للمحو من ذاكرة التاريخ.. ..لقد كان هذا وعده لنا وقسمه أن يحمي هذا الوطن وأبناءه ..فمن يحمي الآن؟ من؟ نحن من نصنع إعلامنا الآن ونحن أيضا سنوثق تاريخنا الان وصدقوني لن يكون هذا في صالح الاسماء اللتي توجد على الساحة الان..كما ان مايحدث الان ليس نهاية المطاف..وكل من باعونا الان بثمن رخيص سوف يدفعون الثمن غاليا فيما بعد.. لقد ادرتم لنا ظهر المجن..وكشف الكل عن وجهه الحقيقي..فلا يتصور احد للحظة ان هذا الشعب سيصمت بعد اليوم أو سينحني ذليلا..لقد اكتفينا من الذل والعار..وهؤلاء الذين يقفون اليوم في الميادين سوف ينجبون من يحملون الراية من بعدهم ليكملو الطريق حتى يتحقق ما بدأه الشرفاء.. وعلى الاقل نحن نعرف الان أن الشعب والجيش يد واحدة ما هي إلا خرافة أخرى كشف الزمن عن مدى هشاشتها ..إننا نعرف الآن اننا لن نغير الحال في شهر ولا في عام..ولكننا صرنا نعرف اشياء كثيرة ستفيدنا في المرات القادمة.. فليست هذه هي النهاية..وكل من يتصورون ان اهدافهم ستحقق الان وينالون من البلاد ما يريدون عليهم أن يراجعو جيدا تاريخ العالم من حولهم ليعرفو ان هناك غضب كثير..سيتفجر كالبراكين في وجوههم في السنوات القادمة.. وعليهم ان يعرفو اننا شعب يتعلم أبناؤه من أخطائهم..بينما قادته ونخبته لا يفعلون