عندما زار الرئيس السادات إسرائيل عام 1977 معلنا حينها مبادرة السلام بين مصر وإسرائيل برغم مواقف العرب ما بين معارض ومختلف سمعنا من الخطب والبيانات الكثير وكلها تبين إن مصر مقبلة نحو عصر البناء والتقدم وهي بعد كل شئ في طريقها لتكون نمراً أقتصادياً .... وعزفت أجهزة الإعلام الحكومية آنذاك طبعاً منظومة من الأنغام المكررة التي ملها الشباب وسئمتها القلوب والعقول معاً وأستمر النهج إن سنوات الحرب التي عاشتها مصر من العام 1948 وحتى عام 1973 أجهضت الكثير من خطط البناء والتعمير ولكن يلاحظ أن ما حققته مصر في ظل الحرب كان أعظم وأروع مما حققته مصر في ظل السلام فقد تم تنفيذ مشروعات عملاقة ونوعية في تاريخ مصر الحديث مثل بناء السد العالي وغيره وأنا بالتأكيد لا أدعو للحرب ولكن أجزم إن معاهدة السلام لا يجب أن تكون ألتزاماً من طرف واحد فقط وإنما يجب أن يكون سلاماً متكافئ بين طرفين يتيح جميع الحقوق المتفق عليها دون نقص أو أخلال بما يحقق السلام الحقيقي في جو من الندية والأحترام ويعيد الأمور إلي نصابها الصحيح ثم نحقق ما يجب تحقيقه في ظل السلام إن مصر في ظل السلام خرجت من محيطها العربي والإفريقي الذي هو مورد مياه النيل المتدفقة من أعالي النهر ولم تعد مصر في ظل السلام رائدة أمتها العربية والإسلامية الفاعلة لقد أنجبت مصر في ظل السلام نخب من الفاسدين وأصحاب المصالح وأهل الحظوة والأثرياء الذين عاشوا الترف بكل معانيه وأفهموا الشعب المصري أنهم أسياد الأرض وأن ما عداهم نهيبة لهم وعبيد .